الوسم: إلى
-
من ماسك إلى تايلور سويفت… مَن أبرز المشاهير الذين أعلنوا دعمهم لترمب وهاريس؟
هناك اختلافات دائمة في الرأي حول مدى تأثير تأييد المشاهير لمرشح رئاسي أميركي بعينه على زيادة عدد المؤيدين له وعلى فرص فوزه بالانتخابات.
إلا أن المرشحين دائماً ما يرحبون بإعلان أحد المشاهير عن دعمه لهم، حيث يمنح هذا الأمر بعض الإثارة للسباق الرئاسي.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أسماء أبرز النجوم ورجال الأعمال والمشاهير المؤيدين لكل من المرشح الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
مؤيدو كامالا هاريس:
بيونسيه
تحدثت نجمة الغناء بيونسيه في تجمع حاشد لهاريس في مسقط رأسها هيوستن قبل أيام قليلة.
وقالت بيونسيه أمام 30 ألف شخص حضروا المؤتمر الانتخابي لهاريس حول حقوق الإجهاض: «أنا لست هنا كشخصية مشهورة، ولست هنا كسياسية. أنا هنا كأم… أنا أم قلقة على مصير العالم الذي ينشأ فيه أطفالي وكل أطفالنا. عالم يجب أن ننعم فيه بحرية التحكم بأجسادنا».
المرشحة الديمقراطية للرئاسة نائبة الرئيس كامالا هاريس مع المغنية بيونسيه (د.ب.أ) وأضافت: «تخيلوا بناتنا يكبرن وهن يختبرن كل ما هو ممكن دون سقف أو قيود… يجب أن نصوت، ونحن بحاجة إليكم».
يأتي ذلك بعد أن منحت بيونسيه الإذن لمسؤولي حملة هاريس باستخدام أغنيتها «Freedom» (حرّيّة). ففي أول زيارة رسميّة لمقرّ حملتها الانتخابية، دخلت المرشحة الديمقراطية على نغمات هذه الأغنية.
وكانت والدة بيونسيه، تينا نولز، قد نشرت صورة لها إلى جانب هاريس على حسابها على «إنستغرام»، معلّقة بالقول إنها تجسيد للقائدة العظيمة.
تايلور سويفت
أعلنت نجمة البوب تأييدها لهاريس بعد دقائق فقط من انتهاء المناظرة الرئاسية بينها وبين ترمب في سبتمبر (أيلول) الماضي.
المغنية الأميركية الشهيرة تايلور سويفت (د.ب.أ) وفي منشور على «إنستغرام» نشرته لمتابعيها البالغ عددهم 283 مليوناً، قالت سويفت: «سوف أُدلي بصوتي لكامالا هاريس وتيم والز في الانتخابات الرئاسية 2024. أعتقد أنها شخصية واثقة من نفسها وزعيمة موهوبة، وأننا يمكن أن نحقق كثيراً في هذه البلاد إذا كان الزعيم الذي يقودنا هادئاً وليس فوضوياً».
أوبرا وينفري
أعلنت الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري تأييدها لهاريس. وقالت في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي: «قريباً جداً، سنعلم بناتنا وأبناءنا كيف نشأت هذه الطفلة من أم هندية وأب جامايكي… لتصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة».
أوبرا وينفري بصحبة هاريس في ميشيغان في 19 سبتمبر (أ.ف.ب) جوليا روبرتس
في إعلان جديد الشهر الماضي، حثت نجمة هوليوود الشهيرة جوليا روبرتس زوجات المؤيدين الذكور لدونالد ترمب على التصويت لهاريس، قائلة: «في أميركا مازال النساء يتمتعن بحق الاختيار، يمكنك التصويت بأي طريقة تريدين ولن يعرف أحد أبداً».
جوليا روبرتس (أرشيفية – رويترز) جينيفر لوبيز
صعدت جينيفر لوبيز إلى منصة التجمع الانتخابي لهاريس في لاس فيغاس يوم الخميس لإعلان دعمها للمرشحة الديمقراطية.
وفي خطاب مدته 13 دقيقة، انتقدت لوبيز، وهي من بورتوريكو، التصريحات العنصرية للممثل الكوميدي توني هينتشكليف حول بورتوريكو والتي أطلقها في تجمع انتخابي لترمب في ماديسون سكوير غاردن في نيويورك في نهاية الأسبوع الماضي.
المغنية والممثلة الأميركية جينيفر لوبيز خلال تجمّع انتخابي داعم لهاريس في نيفادا الخميس (إ.ب.أ) وقالت: «لم يكن البورتوريكيون فقط هم الذين شعروا بالإهانة في ذلك اليوم، بل كل لاتيني في هذا البلد، وكان البشر وأي شخص يتمتع بشخصية لائقة… لا يوجد مرشح في تاريخ الرئاسة مؤهل أكثر من هاريس ولا توجد وظيفة لا تستطيع هاريس القيام بها».
إيمينيم
قال مغني الراب والناقد القديم لدونالد ترمب في تجمع حاشد لهاريس في مسقط رأسه ديترويت: «لا أعتقد أن أي شخص يريد أن يرى أميركا تتحول إلى بلد يشعر فيها الناس بالقلق بشأن الانتقام، والتفكير فيما قد يحدث لهم إذا عبروا عن رأيهم. أعتقد أن نائبة الرئيس هاريس تدعم مستقبلاً لهذا البلد، حيث ستتم حماية هذه الحريات والعديد من الحريات الأخرى والحفاظ عليها».
نجم الراب إيمينيم (أ.ف.ب) بروس سبرينغستين
أعلن المغني والملحن الأميركي بروس سبرينغستين عن دعمه لهاريس الشهر الماضي، محذراً من أن ترمب «يسعى ليكون طاغية أميركي».
بروس سبرينغستين يؤدي عرضاً موسيقياً خلال تجمع جماهيري للمرشحة الديمقراطية للرئاسة نائبة الرئيس كامالا هاريس في أتلانتا بجورجيا (رويترز) ستيفي وندر
أعلن المغني الأسطوري، البالغ من العمر 74 عاماً، تأييده لهاريس في المؤتمر الوطني الديمقراطي، قائلاً: «هذه لحظة مهمة نخبر أبناءنا فيها أين كنا وماذا فعلنا».
المرشحة الديمقراطية للرئاسة نائبة الرئيس كامالا هاريس مع المغني ستيفي واندر في جورجيا (أ.ب) ويلي نيلسون
قدم نجم أغاني «الكانتري» الشهير ويلي نيلسون(91 عاماً)، عرضاً في تجمع هاريس في هيوستن حيث تحدثت بيونسيه. وارتدى نيلسون قميص هاريس-والز الملون، محفزاً الحشد على تأييد هاريس.
نجم أغاني «الكانتري» الشهير ويلي نيلسون مع هاريس في هيوستن (أ.ف.ب) كيري واشنطن
خاضت الممثلة كيري واشنطن حملة لصالح هاريس الشهر الماضي في ويسكونسن. وقالت واشنطن أمام تجمع من النساء السود: «أنتن هنا في ويسكونسن لديكن القدرة على إنقاذ روح هذا البلد، والوقوف بيننا وبين رجل قال إنه يريد أن يكون دكتاتوراً منذ اليوم الأول، والوقوف بيننا وبين رجل قال إنه يريد جنرالات أشبه بجنرالات هتلر».
الممثلة كيري واشنطن (رويترز) أرنولد شوارزنيغر
أعلن الممثل الأميركي الشهير والحاكم الجمهوري السابق لولاية كاليفورنيا، أرنولد شوارزنيغر، تأييده للمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس، مؤكداً أنه «أميركي قبل أن يكون جمهورياً».
الممثل الأميركي أرنولد شوارزنيغر (د.ب.أ) وتابع: «المرشح الذي لن يحترم صوتك ما لم يكن له، المرشح الذي يقوم بإرسال أتباعه لاقتحام مبنى الكابيتول بينما يشاهد الحدث بهدوء، المرشح الذي لم يُظهر أي قدرة على العمل لتمرير أي سياسة باستثناء خفض الضرائب، المرشح الذي ساعد مانحيه وغيرهم من الأثرياء مثلي لكنه لم يساعد أي شخص آخر، المرشح الذي يعتقد بأن الأميركيين الذين يختلفون معه أعداء أكبر من الصين أو روسيا أو كوريا الشمالية، لن يحل مشكلاتنا».
وقال إنه إذا أُعيد انتخاب ترمب، «فسيكون الأمر مجرد 4 سنوات أخرى من الهراء، وهذا الأمر سيجعلنا أكثر غضباً وانقساماً وكراهية. نحن بحاجة إلى إغلاق الباب أمام هذا الفصل من التاريخ الأميركي».
ميغان ذي ستاليون
أعلنت مغنية الراب تأييدها لهاريس منذ وقت مبكر، وتحدثت في أتلانتا في يوليو (تموز) قائلة: «نحن على وشك صنع التاريخ مع حصولنا على أول رئيسة، بل وأول رئيسة سوداء لبلادنا».
ميغان ذي ستاليون (إ.ب.أ) صامويل جاكسون
في خطابه أمام تجمع لأكثر من 20 ألف شخص في أتلانتا الشهر الماضي، قال نجم هوليوود الشهير إن هاريس «تترشح بناءً على سجل حافل من النضال من أجل الشعب، والوقوف في وجه المتنمرين، وحماية الأكثر ضعفاً، وخوض أصعب المعارك… هذا النوع من المرشحين هو الذي يمكنني أن أقف خلفه».
صامويل جاكسون (رويترز) ماجيك جونسون
لقد أعلن نجم كرة السلة السابق عن دعمه لهاريس في فلينت بولاية ميشيغان، قائلاً: «أنا هنا لأنني أعرف كامالا منذ أكثر من 20 عاماً. لقد دعمتها أنا وزوجتي عند ترشحها لمنصب المدعي العام في ولاية كاليفورنيا، وترشحها لمنصب عضو مجلس الشيوخ، والآن ندعمها كمرشحة للانتخابات الرئاسية، ولكن الآن اللحظة الأكبر بالنسبة لنا جميعاً، علينا أن نبذل قصارى جهدنا لمساعدة كامالا هاريس على الفوز بالرئاسة».
ماجيك جونسون نجم كرة السلة السابق (رويترز) آشر
قال مغني الراب في أتلانتا إنه يؤيد هاريس «لأنها تناضل من أجل حقوق الجميع، ومن أجل الحرية، وهي تمتلك رؤية لبلدنا تشمل الجميع، رؤية تدعم الشركات الصغيرة، وتستثمر في صحتنا، وفي مجتمعاتنا، وتمنح الجميع فرصة للتقدم».
المغني آشر في تجمّع انتخابي بجورجيا 19 أكتوبر (إ.ب.أ) ليبرون جيمس
أعلن أسطورة كرة السلة الأميركي تأييده لهاريس، قائلاً إن «الخيار واضح».
ليبرون جيمس أسطورة كرة السلة الأميركي (رويترز) ونشر جيمس مقطع فيديو على منصة «إكس»، يظهر تعليقات عنصرية ومعادية للإسبان من قبل ترمب وحلفائه، وعلق عليه قائلا: حين أفكر في مستقبل أطفالي وعائلتي وكيف سيكبرون، فإن الخيار يصبح واضحاً بالنسبة لي. صوتوا لكامالا هاريس».
كاردي بي
قالت مغنية الراب إنها لم تكن تنوي التصويت في الانتخابات حتى جاءت كامالا هاريس وقررت الترشح للرئاسة.
وقالت: «لقد غيرت رأيي تماماً. لم يكن لدي ثقة في أي مرشح حتى انضمت هي إلى السباق».
مغنية الراب الأميركية كاردي بي (رويترز) وشبهت قصة هاريس بقصتها الخاصة قائلة: «تماماً مثل كامالا هاريس، كنت أيضاً الأضعف. لقد تم التقليل من شأني، وتم التقليل من نجاحي وتشويه سمعتي… يتعين على النساء العمل بجدية أكبر من الرجال بعشر مرات، والأداء أفضل بعشر مرات، ومع ذلك، يتساءل الناس عن كيفية وصولنا إلى القمة».
ووصفت ترمب بأنه «محتال» لا «يعتقد أن النساء جديرات بأي حقوق».
مؤيدو ترمب
هالك هوغان
أعلن المصارع السابق، المؤيد السابق لباراك أوباما، عن دعمه لترمب.
المصارع هالك هوغان في مهرجان ترمب الانتخابي بنيويورك الأحد (أ.ف.ب) وقال هوغان في المؤتمر الوطني الجمهوري إنه «حاول البقاء منفصلاً عن السياسة»، لكنه «لم يعد بإمكانه الصمت بسبب كل ما حدث لبلدنا على مدى السنوات الأربع الماضية»، مضيفاً: «لم يكن لدينا أفضل من سنوات ترمب».
إيلون ماسك
يعتبر الملياردير الأميركي وأغنى شخص في العالم، من أبرز المؤيدين لترمب.
وقدَّم ماسك حتى الآن ما لا يقل عن 75 مليون دولار إلى لجنة العمل السياسي الداعمة لحملة ترمب.
وقد أسس لجنة للعمل السياسي (أميركا بي إيه سي) لدعم الحملة الرئاسية للمرشح الجمهوري. وتساعد اللجنة في حشد وتسجيل الناخبين بالولايات المتأرجحة.
إيلون ماسك يشارك في فعالية انتخابية لدعم المرشح الرئاسي دونالد ترمب خلال تجمع في بتلر يوم 5 أكتوبر (أ.ب) وفي سياق دعمه القوي لحملة ترمب، تعهد الملياردير الأميركي الأسبوع الماضي بالتبرع بمليون دولار يومياً، حتى انتخابات 5 نوفمبر، لأي شخص يوقع على عريضة على الإنترنت لدعم دستور الولايات المتحدة، وحرية التعبير، وحق حمل السلاح.
ومن جهته، أعلن ترمب الشهر الماضي أنه سيطلب من ماسك أن يرأس لجنة للإشراف على الإنفاق الحكومي، في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.
كيد روك
في مقابلة مع مجلة رولينغ ستون في مايو (أيار)، أعرب المغني كيد روك عن دعمه للمرشح الجمهوري، قائلاً: «هل تعتقد أنني أحب ترمب لأنه رجل لطيف؟… أنا لا أنتخب شماس كنيسة. هذا الوغد يحب الفوز. يحب الغش في لعبة الغولف اللعينة. أريد هذا الرجل في فريقي. أريد الرجل الذي يقول: «سأقاتل معك».
كيد روك (أ.ب) كاني ويست
في فبراير (شباط)، سأل صحافي مغني الراب المعروف «يي» سابقاً باسم كاني ويست، والذي الذي أيد ترمب في عام 2016 وزاره في المكتب البيضاوي أثناء رئاسته، عما إذا كان لا يزال يدعم الرئيس السابق، ليرد مغني الراب قائلاً: «نعم، بالطبع، إنه ترمب طوال الوقت».
مغني الراب الشهير كاني ويست (رويترز) جون فويت
لقد أعرب الممثل البالغ من العمر 85 عاماً، والذي مُنح الميدالية الوطنية للفنون في عام 2019 من قبل ترمب، منذ فترة طويلة عن دعمه للرئيس السابق.
جون فويت (رويترز) وقال فويت في مقابلة أجريت معه في يوليو (تموز): «كنت أكثر المؤيدين صراحةً لدونالد ترمب في هوليوود».
ميل غيبسون
في الشهر الماضي، سأل مصور الممثل والمخرج ميل غيبسون عن المرشح الذي سيصوت له، فأجاب بأن ترمب «اختيار جيد». وقال عن هاريس: «أعرف كيف سيكون الحال إذا سمحنا لها بالفوز. وهذا ليس جيداً. تمتلك سجلاً حافلاً بائساً. لا توجد سياسات جيدة خاصة بها يمكن التحدث عنها. إنها تتمتع بذكاء ضعيف».
ميل غيبسون (أ.ب) فيل ماكغرو
ظهر مقدم البرامج الحوارية الشهير في تجمع ترمب في ماديسون سكوير غاردن. وقال: «يعلم الرب أنه لا يحتاجني للدفاع عنه. إنه قوي مثل حذاء عسكري قديم. لديه الكثير من الأعداء، ومجموعات مختلفة خائفة. عزلوه، واتهموه، وداهموه، وطاردوه، وأطلقوا النار عليه، ورفعوا دعوى قضائية ضده. وأين هو؟ لا يزال صامداً».
فيل ماكغرو (إ.ب.أ) دينيس كويد
قام الممثل بحملة لصالح ترمب في وادي كوتشيلا في كاليفورنيا، الشهر الماضي. وقال كويد، الذي لعب دور رونالد ريغان في فيلم سيرة ذاتية يحمل نفس الاسم مؤخراً وكذلك بيل كلينتون في فيلم The Special Relationship لعام 2010، إن ترمب هو «رئيسي المفضل في القرن الحادي والعشرين».
دينيس كويد (رويترز) روزان بار
أيدت الممثلة الكوميدية ترمب من خلال وصفه في عام 2013 بأنه شخص «يلف ذراعيه حولنا». وفي أبريل (نيسان) الماضي، نشرت بار مقطعاً هزلياً على الإنترنت بدا فيه أنها تسخر من إي جين كارول، الكاتبة التي أدين ترمب من قبل محكمة مدنية في نيويورك بالاعتداء الجنسي عليها. وفي المقطع، تظاهرت بار باتهام جو بايدن باغتصابها قبل 26 عاماً، في محاكاة ساخرة لادعاء كارول ضد ترمب.
روزان بار (رويترز) باز ألدرين
أعلن رائد الفضاء السابق البالغ من العمر 94 عاماً، وهو ثاني رجل يمشي على القمر، تأييده لترمب الشهر الماضي.
باز ألدرين (أ.ف.ب) وقال: «في ظل إدارة ترمب الأولى، أعجبت برؤية كيف تم رفع مستوى استكشاف الفضاء البشري، ووضع سياسة ذات أهمية كبيرة مرة أخرى تجاه هذا الأمر… أعتقد أن الأمة ستُخدم بشكل أفضل بفوز دونالد ترمب».
-
دونالد ترمب… من عالم الثروة والعقارات إلى البيت الأبيض
يوصَف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بأنه «سريع البديهة»، حتى مع أزيز الرصاص.
في اللحظة التي تعرض فيها لمحاولة اغتيال، في يوليو (تموز) الماضي في بنسلفانيا، ارتمى أرضاً فَنَجا. ثم نهض مُدمىً، ليرفع قبضته هاتفاً لجمهوره الواسع: «قاتِلوا، قاتِلوا، قاتِلوا!» من أجل «فوزي» في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، و«عودتي» إلى البيت الأبيض.
لم تكن هذه المرة الوحيدة التي ينجو فيها مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات المقبلة. لكن صاحب الشخصية الاستثنائية، الذي وفد من عالم الأعمال والعقارات في نيويورك إلى الحياة السياسية الأميركية في واشنطن، لم تربكه حتى الرصاصة التي لامست الجزء الأعلى من أذنه اليمنى بدل أن تخترق رأسه وتصرعه. بل أعطت ربما الصورة الأوضح عنه لأنصاره، بصموده مهما بلغت محاولات إسقاطه سياسياً وقضائياً ومالياً وحتى اجتماعياً.
ولم يعد غريباً أن يواجه ترمب الكثير من التحديات، وعدداً قياسياً من المتاعب القانونية والقضائية منذ اقتحامه الحلبة السياسية.
يقرأ الأميركيون الذين يشكلون قاعدة ترمب الشعبية، وغالبيتهم من البيض الذي يمثّلون 61 في المائة من مجموع الشعب الأميركي، شعاراته الشعبوية بشكل متمايز. يعكس شعاره الرئيسي «فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، («ماغا» اختصاراً)، وجهة نظر تفيد بأن «عظمة» الولايات المتحدة تَضمر ليس بسبب صعود الأمم الأخرى، ومنها الصين وروسيا خصوصاً، بل بسبب «مؤامرة» متواصلة لـ«تسميم» المجتمعات الأميركية بموجات مهاجرين غير شرعيين من ألوان مختلفة، يطغى عليهم «المجرمون» و«العاطلون عن العمل» و«المتاجرون» بالبشر وبالمخدرات و«الهاربون» من بلدانهم الفاشلة عبر الحدود «السائبة» لأميركا. يعتقد بعضهم أن التغيّر الديمغرافي أدى عام 2008 إلى وصول رجل أسود (باراك أوباما) إلى البيت الأبيض، ويُنذر عام 2024 بوصول امرأة من أصول أفريقية وآسيوية (كامالا هاريس) إلى الوظيفة التي لطالما كانت مخصصة للرجال البيض. في المقابل، يُفضّل بعض ناخبيه تجاوز تصريحاته وتصرفاته «المثيرة للجدل»، ليركّزوا بدل ذلك على إنجازاته الاقتصادية وسياساته في ملفّات الأمن والسياسة الخارجية.
إجلاء ترمب من فوق المنصة بعد إصابته خلال التجمع الانتخابي في بنسلفانيا بعد إطلاق النار عليه وإصابته بأذنه يوليو 2024 (رويترز) «دون كيشوتي»
تثير سيرة ترمب الكثير من علامات التعجب والتساؤل، وأحياناً السخرية بين خصومه، في عدد من المسائل والمواضيع التي يقاربها. يتهمونه بأنه «دون كيشوتي»، لكنه لا يكترث إلا قليلاً بالأمور والقضايا التي لا تخصه مع هذه الشريحة الاجتماعية من الأميركيين. وعندما يفعل، يرد غالباً بتغريدة حادة، أو بتصريحات مثيرة.
يحاول ترمب في انتخابات عام 2024 تكرار تجربته الانتخابية الناجحة عام 2016. ورغم «طرده» المؤقت من منصة «تويتر»، (الاسم السابق لـ«إكس»)، بعد خسارته انتخابات عام 2020، عثر ترمب على وسائل مختلفة لمهاجمة خصومه من الجمهوريين والديمقراطيين على السواء حاولوا من دون جدوى إقصاءه عن الحلبة السياسية الأميركية. وأنشأ منصته «تروث سوشيال»، واستخدم فيها بفاعلية استثنائية الكلمات الحادة لمواجهة الحملة الضارية ضده، من خلال عديد من القضايا التي تلاحقه منذ كان رئيساً عبر محاولتَي عزل فاشلتين في الكونغرس على خلفية دعمه المزعوم لمصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ثم بتهمة السعي إلى قلب نتائج الانتخابات التي فاز فيها الرئيس جو بايدن (واشنطن العاصمة وجورجيا)، وكذلك بتهمة النقل غير المشروع لوثائق سريّة للغاية من البيت الأبيض في واشنطن إلى بيته الخاص في مارالاغو (فلوريدا)، بالإضافة إلى إدانته بارتكاب جنايات على خلفية علاقة مزعومة مع ممثلة إباحية (نيويورك).
مَن ترمب؟
قبل أن يترشح في المرة الأولى للانتخابات الرئاسية، كان ترمب من أشهر المليارديرات الأميركيين وأكثرهم حيوية. ورث الثروة عن أبيه وصنع الشهرة من خلال برنامجه «ذا أبرانتيس» للمبتدئين والمبتدئات في تلفزيون الواقع. وعندما بدأ يتحدث عن طموحاته الرئاسية قبل عام 2016، رأى القريبون منه أن هذا الطموح «بعيد المنال» أمام كل السياسيين الذين نافسوه، وغالبهم أكثر حنكة منه سياسياً في السباق التمهيدي للجمهوريين، وكذلك أمام منافسته الديمقراطية عامذاك هيلاري كلينتون. ورغم إسقاطه في المواجهة الرئاسية التالية عام 2020 مع منافسه جو بايدن، عاد عام 2024 إلى الحلبة ليستعيد «النتائج المسروقة» منه قبل أربعة أعوام.
حياة مثيرة
في صغره، كان لدى ترمب، الطفل الرابع لرجل الأعمال العقاري في نيويورك فريد ترمب، طموح أن يتسلم وظيفة متدنية داخل شركة والده. لكن رغم ثروة الأسرة، أُرسل إلى الأكاديمية العسكرية عندما بلغ من العمر 13 عاماً، وبدأت تظهر علامات على سوء السلوك. ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وصار المرشح المفضل لخلافة والده بعدما قرر شقيقه الأكبر فريد الابن أن يصير طياراً. لكنّ هذا الأخير توفي عن 43 عاماً بسبب معاقرته الخمر. ويقول ترمب إنه دخل في سوق العقارات بقرض «صغير» قيمته مليون دولار من والده، قبل أن ينضم الى الشركة ليساعد في إدارة المحفظة الواسعة لوالده من مشاريع الإسكان في أحياء مدينة نيويورك، ثم سيطر على الشركة وسماها «منظمة ترمب» عام 1971.
بعد وفاة والده عام 1999، غيّر ترمب أعمال عائلته من وحدات الإسكان في بروكلين وكوينز إلى المشاريع الجذابة في مانهاتن، فبنى فندق «غراند هايات» على أنقاض فندق الكومودور المتهدم و«برج ترمب» الفاخر والمكون من 68 طابقاً في الجادة الخامسة. ثم أنشأ علامات تجارية عديدة، وأبرزها بين عامي 1996 و2015، حين كان مالكاً لمسابقات ملكة جمال الكون وملكة جمال الولايات المتحدة وملكة جمال المراهقات. وخلال هذه المرحلة، ظهر للمرة الأولى عام 2003 في برنامج تلفزيون الواقع على شبكة «إن بي سي»، حيث يتنافس المتسابقون للحصول على وظيفة إدارية داخل مؤسسة ترمب.
وتفيد مجلة «فوربس» الأميركية بأن صافي ثروة ترمب يبلغ بضعة مليارات دولار، لكنه يُصرّ على أن قيمتها تستحق أكثر من عشرة مليارات دولار.
رغم أنه تزوج ثلاث مرات، لا تزال زوجته الأولى الرياضية وعارضة الأزياء التشيكية إيفانا زيلنيكوفا هي الأشهر. وأنجب منها ثلاثة أطفال، هم: دونالد جونيور وإيفانكا وإريك. وأدت دعوى الطلاق بينهما عام 1990، إلى ظهور عديد من القصص المثيرة عن ترمب في الصحف الشعبية. ثم تزوج من الممثلة مارلا مابلز عام 1993، وأنجب منها ابنة سمياها تيفاني، قبل أن ينفصلا عام 1999. وعام 2005، تزوج من العارضة ميلانيا كناوس وأنجب منها ابناً سمياه بارون وليام. ولا يزال أولاده من زواجه الأول يساعدون في إدارة شركته المعروفة باسم «منظمة ترمب».
ترمب يتفاعل مع أنصاره خلال فعالية انتخابية بأريزونا 23 أغسطس (د.ب.أ) طموحات قديمة… جديدة
عبّر ترمب عن اهتمامه بالترشح للرئاسة الأميركية في وقت مُبكّر يعود إلى عام 1987، ودخل إلى هذا السباق للمرة الأولى عام 2000 مرشحاً عن حزب الإصلاح. وبعد عام 2008، صار الأكثر صراحةً بين أعضاء حركة «بيرث»، التي تساءلت عما إذا كان الرئيس باراك أوباما وُلد في الولايات المتحدة. وعندما دخل السباق إلى البيت الأبيض مجدداً عام 2016، قال في خطاب: «نحن بحاجة إلى شخص ما يتسلّم هذا البلد بالمعنى الحرفي للكلمة، ويجعله عظيماً مرة أخرى. يمكننا أن نفعل ذلك».
ووعد منذ ذلك الحين بأنه سيرفع شعار «فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، ثم أدار حملة مثيرة مبنية على وعود بتعزيز الاقتصاد الأميركي، وبناء جدار على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة، وحظر هجرة مواطني دول ذات غالبية مسلمة.
منذ ذلك التاريخ، يحمل ترمب شعاره الذي ازداد بريقاً مع مصادقة الجمهوريين خلال مؤتمرهم في يوليو (تموز) الماضي في ميلووكي، ويسكونسن، على ترشيحه مع السيناتور جاي دي فانس، في المواجهة التي يتوقع أن تزداد حدة وقسوة مع تسلم نائبة الرئيس كامالا هاريس، شعلة الرئاسة مع مرشحها لمنصب الرئيس حاكم مينيسوتا تيم والز، من المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي في شيكاغو، إلينوي.
كما في السابق، يثابر ترمب لتحدي استطلاعات الرأي، التي كانت تُرجّح فوز هيلاري كلينتون عام 2016 وفوزه هو عام 2020، مؤكِّداً أن الوجه الآخر لشعاره، وهو «أميركا أولاً»، سيكون بمثابة «تجفيف المستنقع» السياسي الآسن في واشنطن.
بعد فوزه المذهل عام 2016، دخل ترمب التاريخ لأنه الرئيس الأميركي الأول الذي لم يتقلد منصباً منتخباً أو يخدم في الجيش قبل أن يؤدي اليمين الدستورية بوصفه الرئيس الـ45 للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني) 2017. وإذا فاز هذه المرة، فسيدخل إلى البيت الأبيض، مُدركاً القدرات المذهلة التي يحظى بها أي رئيس أميركي.
كثيرون يعتقدون أن ترمب عائد. وهذا ما يدفعهم إلى نصح الآخرين بـ«شدّ الأحزمة».
-
صراعات دولية مؤجّلة إلى ما بعد الانتخابات الأميركية
مهما كانت هوية الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإنه سيواجه سلسلة من الأزمات الدولية المؤجّلة إلى ما بعد الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، ويعتمد المرشحان للبيت الأبيض، كامالا هاريس ودونالد ترمب، نهجَين متعارضَين تماماً في السياسة الخارجية؛ إذ تُدرِج نائبة الرئيس الديمقراطية خططها في استمرارية لمسار جو بايدن، مع بعض الفوارق الطفيفة، مؤيّدةً مقارَبة تعدّدية في التعامل مع ملفات مثل أوكرانيا وغزة وإيران والصين.
أما الرئيس السابق الجمهوري فيواصل رفع شعار «أميركا أولاً»، ويتّهم إدارة بايدن، وبالتالي نائبته، بـ«الضعف» في عالم «مشتعل»، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، متعهداً بإنهاء الحروب وإحلال السلام العالمي، وفيما يلي أبرز الملفّات الدولية العالقة، ونهج كلٍّ من ترمب وهاريس حيالها.
حربا غزة ولبنان
الملف الأكثر أهميةً على طاولة الرئيس الجديد سيكون بلا شكّ ملف التصعيد في الشرق الأوسط الذي غيّر أولويات الإدارة الحالية، وتحوَّل قضيةً انتخابية محورية، خصوصاً في ولايات محورية مثل ميشيغان.
وبدا أن إسرائيل قرّرت، قبل أسابيع، تأجيل النظر جِدّياً في مفاوضات وقف إطلاق النار في كل من لبنان وغزة إلى ما بعد الانتخابات الأميركية.
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بواشنطن في 25 يوليو (رويترز) واستخدم الرئيس السابق هذه القضية لصالحه، عبر استغلال غضب العرب الأميركيين والمسلمين من سياسات الإدارة الحالية تجاه حرب غزة التي تسبّبَت في مقتل أكثر من 40 ألف شخص خلال عام، وتعهّد ترمب مراراً بوقف الحرب في كلّ من غزة ولبنان بمجرّد انتخابه، دون أن يقدّم تفاصيل، كما توقّع أن يصبح القطاع «أفضل من إمارة موناكو» في عهده، إلا أنّه شجّع في الوقت نفسه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على «استكمال المهمة»، وانتقد «القيود» التي يقول إن إدارة بايدن تفرضها عليه.
ويزعم ترمب أن «السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ما كان ليحدث» لو كان هو رئيساً، في إشارة إلى الهجوم الذي نفّذته حركة «حماس» في إسرائيل، وأشعل الحرب في قطاع غزة، وتعهّد بأنه في حال فوزه «سيعم السلام من جديد في العالم، هذا مؤكد».
ويتهم ترمب هاريس بأنها «تكره إسرائيل»، محذِّراً من أن البلاد «ستزول خلال عامين» إذا فازت المرشّحة الديمقراطية بالرئاسة.
وعن لبنان، قال المرشح الجمهوري أمام جمهور يشمل أميركيين من أصول عربية في ولاية ميشيغان، إن «الوقت حان لإنهاء الصراع الإسرائيلي – اللبناني»، لافتاً إلى أنه يعرف «الكثيرين من لبنان، وعلينا إنهاء هذا الأمر برُمّته».
في المقابل، تتبنّى هاريس مقاربة بايدن فيما يتعلق بحربَي غزة ولبنان؛ إذ تدعم حلّ الدولتين، وترفض وضع شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل، وتدعو لخفض التصعيد في لبنان.
وكرّرت هاريس تأكيدها، خلال الأسابيع الماضية، أن حلّ الدولتين يجب أن يضمن «أمن الفلسطينيين، وحق تقرير المصير، والكرامة التي يستحقونها»، كما دعت إسرائيل إلى محاسبة المستوطنين المتشدّدين في الضفة الغربية بسبب أعمال العنف ضد الفلسطينيين.
أما عن سياسات التطبيع مع إسرائيل التي بادر بها الرئيس السابق دونالد ترمب، فقد أكّدت هاريس دعمها لتوسيع «اتفاقات أبراهام»، والتحرك ليتمكن الفلسطينيون من الحصول على حقهم في الكرامة والحرية والأمن وتقرير المصير.
ملف إيران
وحول الملف الإيراني، يُظهر كلٌّ من ترمب وهاريس موقفاً متشدداً، فقد فاجأت هاريس حلفاءها قبل خصومها، عندما وصفت «إيران» بأكبر تهديد يواجه الولايات المتحدة، في خروج عن «عقيدة بايدن» التي تُخصّص هذا الوصف للعملاق الصيني.
وكرّرت المرشّحة الديمقراطية أنه «من الواضح» أن إيران هي التهديد الأبرز، «فهناك دماء أميركية على أيديها»، متعهّدة بألا تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي، وأن هذا سيكون «على رأس أولوياتها».
أما ترمب فيعتمد موقفاً مشابهاً، إلا أنه حمل على إدارة بايدن بقوة، على خلفية سياساتها تجاه إيران، وقال إن بايدن وهاريس سمحا لطهران «بالإثراء»، على الرغم من العقوبات، وإن ضَعفهما سمح لطهران بمهاجمة إسرائيل مرتين؛ في أبريل (نيسان)، ومطلع أكتوبر (تشرين الأول).
وتستعدّ طهران لشنّ هجوم جديد على إسرائيل، وتقول إنه «ردّ انتقامي» على استهداف الجيش الإسرائيلي أهدافاً عسكرية بإيران في 26 أكتوبر (تشرين الأول)، وبينما أعلنت واشنطن عن تعزيز تواجدها العسكري في المنطقة تأهباً لضربة إيرانية جديدة، رفضت طهران الربط بين ردّها ونتيجة الانتخابات الأميركية. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، تعليقاً على موقف بلاده من المرشحين الرئاسيين الأميركيين: «الأفعال هي المهمة بالنسبة لنا، للأسف، لقد أظهر تاريخ العلاقات بين البلدين وجود توجهات معادية لإيران في مختلف الحكومات»، وأضاف أنه «بغضّ النظر عن تغيّر الحكومات في الولايات المتحدة، فإننا مستعدّون للدفاع والرد بقوة على أي اعتداء».
أوكرانيا وروسيا
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز) لا شكّ أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان من أكثر المراقبين للسباق الرئاسي الأميركي؛ لما يحمله من تداعيات على مستقبل بلاده، ففي الوقت الذي أكّدت فيه نائبة الرئيس التزامها الكامل بأمن كييف في مواجهة «الغزو» الروسي، وجّه منافسها الجمهوري انتقادات حادّة لاستمرار تدفّق المساعدات العسكرية الأميركية للجيش الأوكراني.
ويعتقد الرئيس السابق، الذي تربطه علاقات متوترة مع زيلينسكي، أن «هذه الحرب ما كان ينبغي أن تحدث»، و«يحمل الرئيس جو بايدن مسؤوليتها»، وكرّر ترمب مراراً تأكيده أنه يستطيع إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية خلال 24 ساعة، مشيراً إلى تنازلات قد تتضمّن تنازُل أوكرانيا عن جزء من أراضيها لروسيا، تحت تهديد فقدان الدعم العسكري الأميركي. كما لا يتردّد الرئيس السابق عن التعبير عن دعمه وإعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى إنه ألقى باللوم على زيلينسكي في غزو موسكو لبلاده عام 2022، ويصف ترمب الرئيس الروسي بأنه «عبقري» ورجل «ذكي».
أما هاريس فأكّدت في عدد من اللقاءات الثنائية مع زيلينسكي دعمها «الثابت» لأوكرانيا، وتندرج سياسات هاريس تجاه أوكرانيا والناتو، في إطار نهج بايدن، ومن المتوقع أن تستمر في هذا النهج، وتُواصل إمداد أوكرانيا بالأسلحة، مُندّدةً ضمناً بدونالد ترمب الذي تقول إنه يدعو إلى «الاستسلام» أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
الناتو والتحالفات
جانب من لقاء بين هاريس وزيلينسكي بالبيت الأبيض في 26 سبتمبر (أ.ب) يتجلّى التباين بشكل واضح في هذا الملف؛ فهاريس تُشيد بترميم الولايات المتحدة تحالفاتها في عهد بايدن، بما في ذلك داخل الحلف الأطلسي، بعدما شابتها خلافات خلال ولاية ترمب، وهي تَعدّ أن خصمها «أضحوكة» لقادة العالم.
في المقابل، أثار المرشح الجمهوري ضجةً عندما قال إنه سيشجّع بوتين على «فعل ما يشاء» في حال لم تَفِ أيٌّ من دول الناتو بالتزاماتها المالية تجاه الحلف الذي تقوده واشنطن.وشهدت ولاية ترمب انسحاب واشنطن من اتفاقيات متعددة الأطراف، مثل تلك المتعلقة بالمناخ، والاتفاق حول برنامج إيران النووي، وحروباً اقتصادية، ولقاءات غير معتادة، على غرار اجتماعه مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
العلاقة مع الصين
يرى المرشحان أن الصين هي الخصم الاستراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة، إلا أن نائبة الرئيس عدّت أن ترمب عندما كان في السلطة «باعنا إلى حد كبير، في حين كان يتعين اتباع سياسة تجاه الصين تضمن تفوّق الولايات المتحدة في المنافسة خلال القرن الحادي والعشرين».
وأشار الرئيس السابق إلى أن إدارة بايدن حافظت على الرسوم الجمركية التي فرضها على بعض السلع الصينية، وفي حال فوزها في الانتخابات من المرجح أن تواصل هاريس السياسة الحالية، المتمثلة في تحقيق استقرار العلاقات بين واشنطن وبكين، والتعامل مع خلافاتهما «بشكل مسؤول».
وإذ أظهر ترمب نفسه أكثر عدوانيةً تجاه دولة يصفها بأنها عدوة، فإنه شكّك في قيام الولايات المتحدة بدعم تايوان في حال تعرّضها لغزو صيني.