مع اقتراب يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية، بدأ الناخبون في الإدلاء بأصواتهم لاختيار المناصب المحلية، والمشرعين في الولايات، والحكام، وكل عضو في مجلس النواب الأميركي، وثلث مجلس الشيوخ. ووفق تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، يختار الناخبون لمنصب الرئيس في المرحلة الأولى مجموعة من الناخبين الذين سينتخبون بدورهم مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، أو مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب.
نعم، هناك انتخابان حقيقيان: واحد يدلي فيه الناخبون بأصواتهم، والثاني يتم فيه الإدلاء بأصوات الهيئة الانتخابية وفرزها. هذه هي الطريقة التي تم بها الأمر لأكثر من 200 عام، ومن المرجح أن تستمر، على الرغم من أن غالبية الأميركيين يفضلون أن يتولى الفائز بأكبر عدد من الأصوات على المستوى الوطني منصب الرئاسة.
ما هي الهيئة الانتخابية؟
تتألف الهيئة الانتخابية من 538 عضواً منتخباً، واحد لكل عضو في مجلس الشيوخ الأميركي وعضو في مجلس النواب الأميركي، بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء لواشنطن العاصمة. يحتاج المرشح الرئاسي إلى الفوز بأغلبية بسيطة منهم (270) للفوز بالبيت الأبيض. يجتمع الناخبون ويدلون بأصواتهم للرئيس ونائب الرئيس في منتصف ديسمبر (كانون الأول). مع وجود عدد زوجي من الناخبين، من الممكن أن يكون هناك تعادل (269-269). في هذه الحالة – وهو ما حدث في عام 1801 – ينتقل القرار إلى مجلس النواب المنتخب حديثاً، حيث تصوت كل ولاية كوحدة واحدة. يقرر مجلس الشيوخ المنتخب حديثاً نائب الرئيس، بصوت واحد لكل عضو في مجلس الشيوخ.
قالت ويندي ر. وايزر، نائبة الرئيس للديمقراطية في مركز «برينان» للعدالة في كلية الحقوق بجامعة نيويورك: «هذا نظام فريد ومخصص للغاية».
لماذا هذا النظام؟
في صيف عام 1787، وصل المندوبون للمؤتمر الدستوري في فيلادلفيا إلى طريق مسدود بشأن كيفية اختيار الرئيس.
بدلاً من انتخاب رئيس من خلال تصويت في الكونغرس أو من خلال تصويت شعبي للمواطنين – الذين كانوا في ذلك الوقت جميعاً من البيض وملاك الأراضي – توصلوا إلى حل وسط ووافقوا على وجود ناخبين. كان المندوبون يعتقدون أن الناخبين سيضمنون أن يصبح الشخص المؤهل فقط رئيساً. كما اعتقدوا أن هذا النهج من شأنه أن يعمل كضابط إيقاع على الجمهور، والذي قد يتأثر بسهولة بالمعلومات المضللة، وخاصة من الحكومات الأجنبية. عززت فكرة الناخبين الولايات في الجنوب، حيث أضاف السكان المستعبدون إلى عدد الأصوات الانتخابية المخصصة. كما رفعت الولايات الصغرى، حيث لم يتمكن المرشحون ببساطة من جمع الأصوات في المدن والولايات التي هي أكثر اكتظاظاً بالسكان وتجاهل بقية البلاد.
كيف تعمل الهيئة الانتخابية؟
عدد الناخبين في كل ولاية يساوي عدد أعضاء مجلس الشيوخ والنواب؛ لذا فإن الحد الأدنى هو ثلاثة.
في 48 ولاية، يحصل الفائز على جميع الأصوات الانتخابية. وفي ولايتَي مين ونبراسكا، يتم توزيع صوتين انتخابيين على الفائز بالتصويت الشعبي، ويتم منح كل صوت انتخابي متبقٍّ للفائز بالتصويت الشعبي في كل من الدوائر الانتخابية للولاية. بعد أن يقوم ناخبو الولاية بالتصديق على التصويت في ديسمبر، يرسلون شهادة إلى الكونغرس، ثم يقوم الكونغرس بفرز الأصوات والتصديق عليها في السادس من يناير (كانون الثاني). ويرأس نائب الرئيس جلسة خاصة لتسجيل النتائج من كل ولاية.
من هم الناخبون؟
تختار الأحزاب السياسية في الولايات ناخبيها كل أربع سنوات في الأشهر التي تسبق يوم الانتخابات. ويفعل البعض ذلك خلال مؤتمرات أحزابهم. قال جون ف. كوال، أحد مؤلفي كتاب «دستور الشعب»: «عندما نصوت، حتى لو لم نرَ أسماءهم، فإننا نصوت لهؤلاء الناخبين». قانون إصلاح إحصاء الناخبين الذي أصبح قانوناً في عام 2022، يعين الحاكم باعتباره الشخص الذي يصدق على ناخبي الولاية. أوضح التشريع الحزبي كيفية إحصاء الأصوات والتعامل مع النزاعات، مما يجعل من الصعب للغاية تقديم قائمة من الناخبين المزيفين.
هل يعمل النظام؟
لقد عكس المجمع الانتخابي في الغالب إرادة الشعب، ولكنْ هناك مرتان في الانتخابات الستة الأخيرة، خسر المرشحون التصويت الشعبي لكنهم فازوا بالمجمع الانتخابي والبيت الأبيض.
لا تتوافق النتائج دائماً؛ لأن الناخب الفردي في ولاية كبيرة له تأثير أقل على المجمع الانتخابي من الناخب الفردي في ولاية صغيرة. أصبحت الولايات الريفية الممثلة بشكل زائد الآن جمهورية أكثر، لذلك يمكن للجمهوريين الفوز بالمجمع الانتخابي بسهولة أكبر دون الفوز بأغلبية الأصوات الوطنية. هذا ما حدث في عامَي 2000 و2016. مع النتائج التي أصبحت محسومة مسبقاً في الولايات الديمقراطية والجمهورية الصلبة، ينتهي الأمر بالمرشحين إلى وضع الكثير من مواردهم في عدد قليل من الولايات المتأرجحة التنافسية. إن بقية الأمور يتم تجاهلها، وهو عكس ما تم تصميم الهيئة الانتخابية من أجله على وجه التحديد.
هل يمكن للنظام أن يتغير؟
نعم، من خلال تعديل دستوري. إن بدء هذه العملية يتطلب موافقة ثلثَي أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ، أو عقد مؤتمر دستوري يدعو إليه ثلثا الهيئات التشريعية للولايات. وبعد ذلك يتعين على ثلاثة أرباع الهيئات التشريعية للولايات أو ثلاثة أرباع المؤتمرات الوطنية التصديق على التعديل. ويمكن أن يأتي تغيير محتمل آخر من خلال ميثاق التصويت الشعبي الوطني بين الولايات. وهو اتفاق بين الولايات الأعضاء على أن يتعهد ناخبوها بأصواتهم للفائز في التصويت الشعبي الوطني، وليس على أساس النتائج في ولاياتهم. وقد وقعت سبع عشرة ولاية وواشنطن العاصمة على الميثاق، وهو ما يمثل ما مجموعه 209 أصوات انتخابية. ولكن لكي يدخل الميثاق حيز التنفيذ، فإنه يحتاج إلى توقيع عدد كافٍ من الولايات للوصول إلى مجموع الأصوات الانتخابية الفائزة، وهو 270 صوتاً انتخابياً.
تقرع الانتخابات الأميركية طبولها، وتشتعل المنافسة بين المرشحين في صراع محموم للفوز بكرسي البيت الأبيض مطبخ القرار الأميركي، والذي أصبح يتطلب مع الثورة التكنولوجية أكثر من مجرد خطاب سياسي، بل إستراتيجية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي كواجهة للسوق الدعائي.
وعلى الرغم من فوائد التقدم التكنولوجي السريع، يثير شبح الذكاء الاصطناعي الذعر في مسار الانتخابات، حيث تتجلى مخاطر التلاعب ونشر المعلومات المضللة بشكل يهدد نزاهة العملية الانتخابية، وهو ما يولد قلقا حقيقيا بشأن الديمقراطية الأميركية.
هل المخاوف بشأن تهديدات الذكاء الاصطناعي لنزاهة الانتخابات مبررة أم مبالغ فيها؟
في وقت مبكر من هذا العام، حذر المراقبون والتقنيون من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسبب الفوضى في الانتخابات الأميركية لعام 2024، وذلك من خلال نشر المعلومات المضللة عبر الصور المزيفة والإعلانات السياسية المخصصة.
وقد انتشرت هذه المخاوف بين الجمهور، حيث أظهر استطلاع رأي حديث من مؤسسة “بيو” (Pew Research Center) أن 39% يقولون إن الذكاء الاصطناعي سيستخدم على الأغلب لأغراض سيئة خلال الحملة الرئاسية، مقارنة بـ5% فقط قالوا إنه سيتم استخدامه غالبا لأغراض جيدة. وقال 27% آخرون إنه سيتم استخدامه على قدم المساواة بين الخير والشر.
وتقول أغلبية 57% من البالغين في الولايات المتحدة -بما في ذلك حصص متطابقة تقريبا من الجمهوريين والديمقراطيين- إنهم “قلقون للغاية أو قلقون جدا” من أن الأشخاص أو المنظمات التي تسعى للتأثير على الانتخابات ستستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء وتوزيع معلومات مزيفة أو مضللة حول المرشحين والحملات.
ومع بدء العدّ التنازلي ليومين يفصلاننا عن موعد الانتخابات الأميركية، يبدو أن المخاوف من أن يتمّ إفساد الانتخابات أو تحديدها بواسطة الذكاء الاصطناعي قد كانت مبالغا فيها.
حيث كتبت مجتمع الاستخبارات الأميركية (U.S Intelligence Community) في شهر سبتمبر/أيلول الماضي أنه بينما كانت الجهات الأجنبية مثل روسيا تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحسين وتسريع محاولاتها للتأثير على الناخبين، فإن هذه الأدوات لم تحدث ثورة في مثل هذه العمليات.
وفي سياق مماثل، يعترف المطلعون على التكنولوجيا أن عام 2024 لم يكن عاما متميزا في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في السياسة، إذ تقول بيتسي هوفر مؤسسة مختبرات “هايير غراوند” (Higher Ground Labs)، وهي صندوق استثماري يستثمر في تكنولوجيا السياسية، “هناك الكثير من الحملات والمنظمات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بطريقة أو بأخرى. لكن برأيي لم تصل إلى مستوى التأثير الذي توقعه الناس أو خافوا منه”.
من جهة أخرى، ووفقا لتقرير صادر عن مجلة “تايم” (TIME) الأميركية، يحذر الباحثون من أن تأثيرات الذكاء الاصطناعي التوليدي على هذه الدورة الانتخابية لم تُفهم بعد، خاصة بسبب استخدامها على منصات المراسلة الخاصة.
وأكدوا أنه حتى لو بدا تأثير الذكاء الاصطناعي على هذه الحملة غير ملحوظ، فمن المحتمل أن يتضخم في الانتخابات القادمة مع تحسن التكنولوجيا وزيادة استخدامها بين الجمهور العام والعاملين في السياسة.
ويقول سوني غاندي -نائب رئيس الشؤون السياسية في “إنكود جاستس” (Encode Justice)- “أنا متأكد أنه في سنة أو سنتين ستتحسن نماذج الذكاء الاصطناعي”. وأضاف “أنا قلق جدا بشأن كيف ستبدو الأمور في عام 2026 وبالتأكيد في عام 2028”.
وفي وقت مبكر من هذا العام، أنشأ مجموعة من الباحثين في جامعة “بوردو” (Purdue) مشروع قاعدة بيانات للحوادث المتعلقة بالتزييف العميق السياسي، والتي سجلت منذ ذلك الحين أكثر من 500 حادثة.
المراقبون والتقنيون حذروا من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسبب الفوضى في الانتخابات الأميركية لعام 2024 (شترستوك)
ومن المثير للدهشة، أن الغالبية العظمى من تلك الفيديوهات لم تصنع لخداع الناس، بل هي في الغالب سخرية، أو تعليم، أو تعليق سياسي، كما تقول الباحثة في المشروع كريستينا ووكر.
وبحسب ووكر، فإن معاني هذه الفيديوهات للمشاهدين غالبا ما تتغير مع انتشارها عبر دوائر سياسية مختلفة، حيث قالت “ينشر شخص ما تزييفا عميقا ويكتب ‘هذا تزييف عميق أنشأته لإظهار إيكس ويو وزاد’. وبعد 20 إعادة تغريد يشاركه شخص آخر كما لو كان حقيقيا”.
ويقول دانييل شيف، باحث آخر في المشروع، إن العديد من التزييفات العميقة من المحتمل أن تكون مصممة لتعزيز آراء الأشخاص الذين كانوا بالفعل يميلون للاعتقاد برسائلها.
وأفادت شركة ميتا في أغسطس/آب أن التكتيكات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي التوليدي قد قدمت فقط مكاسب طفيفة في الإنتاجية وتوليد المحتوى للتأثير على الحملات، وخلصت إلى أن إستراتيجيات صناعة التكنولوجيا للتقليل من انتشارها تبدو فعالة في الوقت الحالي.
وفي السياق نفسه، يبدو أن الباحثين غير واثقين من مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية الانتخابية، حيث قالت ميا هوفمان، زميلة بحث في مركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة بجامعة جورجتاون (Georgetown’s Center for Security and Emerging Technology)، إنه من الصعب تحديد تأثير الذكاء الاصطناعي على الناخبين لعدة أسباب، أحدها هو أن الشركات التكنولوجية الكبرى قد حدّت من كمية البيانات التي تشاركها حول المنشورات.
حيث أنهت شركة “إيكس” الوصول المجاني إلى واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بها، وأغلقت ميتا مؤخرا خدمة “كراودتانجل” (Crowd tangle) على فيسبوك وإنستغرام، وهو ما يجعل من الصعب على الباحثين تتبع خطاب الكراهية والمعلومات المضللة عبر تلك المنصات.
وتقول هوفمان “نحن تحت رحمة ما تشاركه هذه الشركات معنا”.
وتشعر هوفمان بالقلق من أن المعلومات المضللة التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تتزايد على منصات المراسلة المغلقة مثل واتساب، التي تحظى بشعبية خاصة بين المجتمعات المهاجرة في الولايات المتحدة.
وتقول إنه من الممكن أن تكون هناك جهود قوية للذكاء الاصطناعي تستخدم للتأثير على الناخبين في الولايات المتأرجحة، ولكن من الصعب معرفة فعاليتها إلا بعد الانتخابات.
وتضيف “مع تزايد الأهمية الانتخابية لهذه المجموعات، يتم استهدافها بشكل متزايد بحملات تأثير مخصصة تهدف إلى تقليل أصواتهم وتغيير آرائهم. وبسبب تشفير التطبيقات، فإن المعلومات المضللة تكون أكثر خفاء عن جهود التحقق من الحقائق”.
الباحثون غير واثقين من مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية الانتخابية (وكالة الأنباء الأوروبية)
تصاعد عمليات التزييف العميق السياسي
تقول مجلة “تايم” (TIME) الأميركية إن الذكاء الاصطناعي كان له تأثير واضح على السياسة العالمية، فمثلا في دول جنوب آسيا استخدم المرشحون الذكاء الاصطناعي لإغراق الجمهور بمقالات وصور ومقاطع فيديو مزيفة.
وفي فبراير/شباط تم نشر مقطع فيديو مزيف يظهر عمدة لندن صادق خان وهو يدلي بتعليقات تحريضية قبل مسيرة كبيرة مؤيدة لفلسطين، وقال خان وقتها إن المقطع الصوتي أشعل اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين المؤيدين والمتظاهرين المعارضين.
ونذكر العملية التي حدثت في الولايات المتحدة أيضا في شهر فبراير/شباط، حيث تلقى سكان نيوهامشير رسائل صوتية مزيفة للرئيس الأميركي جو بايدن وهو يحثهم على عدم التصويت، وقامت لجنة الاتصالات الفدرالية بسرعة بحظر المكالمات الآلية التي تحتوي على أصوات مولدة بالذكاء الاصطناعي.
وتم توجيه اتهامات جنائية للمستشار السياسي الديمقراطي الذي أنشأ الرسائل الصوتية، وكانت هذه الاتهامات بمثابة رسالة تحذيرية قوية للآخرين الذين قد يحاولون استخدام تكتيكات مماثلة.
حيث قال المدعي العام في نيوهامشير جون فورميلا في بيان أعلن فيه التهم: “آمل أن ترسل إجراءات التنفيذ الخاصة بنا إشارة رادعة قوية لأي شخص قد يفكر في التدخل في الانتخابات، سواء من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي أو غيره”.
ولم تردع هذه الاتهامات والتحذيرات السياسيين الذين صعّدوا أكثر في عمليات التزييف العميق، بمن فيهم الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي قام في شهر أغسطس/آب الماضي بنشر صور باستخدام الذكاء الاصطناعي لتايلور سويفت تؤيد ترشحه. بالإضافة إلى صور لكامالا هاريس وهي ترتدي ملابس شيوعية.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي تم تداول مقطع فيديو مرتبط بحملة معلومات مضللة روسية يتهم هاريس بالتورط في حادث اصطدام وهروب، حيث تمت مشاهدته ملايين المرات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي سياق متصل، أشار تقرير مجلة “تايم” أن روسيا كانت معقلا للاستخدامات الخبيثة للذكاء الاصطناعي، حيث يقوم الفاعلون من الدولة بإنشاء نصوص، وصور، وصوتيات، ومقاطع فيديو تم استخدامها في الولايات المتحدة، وغالبا ما تهدف إلى تضخيم المخاوف المتعلقة بالهجرة.
ولم يبد واضحا إن كانت هذه الحملات قد أثرت كثيرا على الناخبين، حيث قالت وزارة العدل الأميركية في سبتمبر/أيلول إنها قامت بتعطيل واحدة من تلك الحملات، المعروفة باسم “دوبلغانغر” (Doppelganger) والتي سعت إلى نشر دعاية الحكومة الروسية.
وقالت وزارة العدل إن الهدف من هذا الجهد هو تقليل الدعم الدولي لأوكرانيا، وتعزيز السياسات الموالية لروسيا، والتأثير على الناخبين في الولايات المتحدة وأماكن أخرى.
وكتبت مجتمع الاستخبارات الأميركي في الشهر نفسه أن هؤلاء الفاعلين الأجانب قد واجهوا عدة تحديات في نشر هذه الفيديوهات، بما في ذلك الحاجة إلى تجاوز القيود المدمجة في العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي.
ما الذكاء الاصطناعي التوليدي وكيف يمكن استخدامه بشكل خبيث؟
وفقا لوكالة “سيزا” (Cisa) الأميركية، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي هو نوع من البرمجيات يستخدم نماذج إحصائية تعمم الأنماط والهياكل الموجودة في البيانات الحالية، لإعادة تنظيم البيانات الموجودة أو إنشاء محتوى جديد، حيث يمكن أن يتراوح هذا المحتوى من كتابة رموز الحاسوب إلى تأليف نصوص جديدة، وتطوير وسائط تركيبية مثل ملفات الفيديو، والصور، والصوت.
وتقول “سيزا” إن القدرات المولدة للذكاء الاصطناعي أصبحت معتمدة على نطاق واسع، ومن الضروري أن يفهم مسؤولو الانتخابات كيف يمكن لهذه القدرات أن تؤثر على أمن ونزاهة البنية التحتية للانتخابات.
وبالرغم من أن قدرات الذكاء الاصطناعي توفر فرصا لزيادة الإنتاجية، وهو ما يعزز أمن وإدارة الانتخابات، فإن هذه القدرات أيضا تستطيع أن تلحق ضررا أكبر، حيث يمكن للجهات الفاعلة الخبيثة بما في ذلك الجهات الفاعلة في الدولة القومية الأجنبية ومجرمي الإنترنت، الاستفادة من هذه القدرات نفسها لأغراض شائنة.
وأشار المصدر نفسه إلى أنه بالنسبة لدورة انتخابات 2024، من المرجح ألا تؤدي قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدية إلى مخاطر جديدة، لكنها قد تضخم المخاطر الحالية على البنية التحتية للانتخابات.
وطرحت وكالة “سيزا” أمثلة عن كيفية استخدام الجهات الخبيثة قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدية، حيث تشمل:
١- الذكاء الاصطناعي لتوليد الفيديو
من النص إلى الفيديو: يمكن أن تستخدم جهة فاعلة من دولة أجنبية برنامج تحويل النص إلى فيديو، لإنشاء مقاطع فيديو مزيفة لمذيعين حقيقيين يقدمون أخبارا مزيفة لنشر المعلومات المضللة كجزء من عملية تأثير أجنبية.
فيديوهات التزييف العميق: يستخدم مجرمو الإنترنت مقاطع الفيديو المزيفة العميقة لأشخاص مشهورين لإقناع الجمهور بالوقوع في فخ الاحتيال.
٢- الذكاء الاصطناعي لتوليد الصورة
من النص إلى الصورة: تستخدم الجهات الفاعلة من دول أجنبية مولدات النص إلى صورة لإنشاء صور زائفة ومضللة لتغيير تصور الجمهور للحقائق خلال الأزمات.
صور معدلة بواسطة الذكاء الاصطناعي: تقوم الجهات الفاعلة من دول أجنبية بإنشاء صور تركيبية لملفات تعريف حسابات مزيفة تستخدم في عمليات التأثير. إضافة إلى تعديل الصور أو الفيديوهات الأصلية لدعم سرد هذه العمليات.
٣- الذكاء الاصطناعي لتوليد الصوت
من النص إلى الصوت: يستخدم مجرمو الإنترنت الصوت الناتج عن الذكاء الاصطناعي لانتحال شخصية الموظفين والوصول إلى المعلومات الحساسة، أو إقناع المنظمات باتخاذ إجراءات محددة.
استنساخ الصوت: يستخدم مجرمو الإنترنت أدوات الذكاء الاصطناعي المولدة لاستنساخ صوت الضحايا غير المشككين، كجزء من عملية الاحتيال الصوتية أو حملات التضليل.
٤- الذكاء الاصطناعي لتوليد النص:
من النص إلى النص (نماذج اللغة الكبيرة): تستخدم الجهات الفاعلة في الدولة الأجنبية نصوصا تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، لتعزيز عمليات التأثير الأجنبي السرية بمحتوى باللغة الإنجليزية، حيث يكون صحيحا من الناحية النحوية بتكاليف هامشية أقل.
يستخدم مجرمو الإنترنت أيضا روبوتات الدردشة المعززة بالذكاء الاصطناعي في حملات الهندسة الاجتماعية المتطورة والتصيد الاحتيالي.
ووفقا للمركز الوطني للأمن السيبراني، يحدث التصيد الاحتيالي عندما يرسل مهاجمون سيبرانيون رسائل بريد إلكتروني احتيالية تحتوي على روابط لمواقع ويب ضارة، وقد تحتوي هذه المواقع على برامج ضارة مثل برامج الفدية التي يمكنها تخريب الأنظمة.
وتُعرّف شركة “كاسبرسكي” (Kaspersky) الهندسة الاجتماعية على أنها تقنية تلاعب تستغل الخطأ البشري للحصول على معلومات خاصة، أو الوصول إلى ممتلكات قيمة، إذ تستند إلى كيفية تفكير الناس وتصرفهم.
وتعمل هجمات الهندسة الاجتماعية بشكل خاص للتلاعب بسلوك المستخدم، فعندما يتعرف المهاجم على العوامل التي تحفز أفعال المستخدم، يمكنه خداعه والتلاعب به بفعالية، حيث يسعى القراصنة إلى استغلال نقص المعرفة لدى المستخدمين الذين لا يدركون القيمة الكاملة لبياناتهم الشخصية.
الأهداف المحتملة للاستخدام الضار للذكاء الاصطناعي المتعلقة بالانتخابات
تشير وكالة “سيزا” (CISA) إلى أن الجهات الفاعلة الخبيثة تستطيع استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتقليل التكاليف وزيادة حجم الحوادث الإلكترونية، وعمليات التأثير الأجنبي، وذلك عن طريق خلق سلالات من البرامج الضارة التي يمكن أن تتهرب من دفاعات الأمن السيبراني.
كما يمكنها أن تزيد من فعالية هجمات حجب الخدمة الموزعة “دي دي أو س” (DDoS)، والتي يمكن أن تقضي على مواقع الويب، بما في ذلك مواقع الويب المتعلقة بالانتخابات، عن طريق إغراقها بكميات هائلة من البيانات.
يمكن أن تستخدم جهة فاعلة من دولة أجنبية برنامج تحويل النص إلى فيديو، لنشر المعلومات المضللة كجزء من عملية تأثير أجنبية (رويترز)
إليكم أمثلة محتملة عن الاستهداف الخبيث للانتخابات باستخدام الذكاء الاصطناعي:
١- العمليات الانتخابية
يمكن استخدام روبوتات الدردشة، أو الصوت، أو مقاطع الفيديو التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لنشر معلومات مضللة حول الوقت، أو الطريقة ، أو مكان التصويت عبر الرسائل النصية، أو البريد الإلكتروني، أو قنوات وسائل التواصل الاجتماعي، أو الطباعة.
يمكن أن يزيد استخدام المحتوى والأدوات التي ينتجها الذكاء الاصطناعي من نطاق وفاعلية عمليات التأثير الأجنبية، وحملات المعلومات المضللة التي تستهدف عمليات الانتخابات.
يمكن استخدام قدرات الذكاء الاصطناعي لتوليد سجلات انتخابية مزيفة مقنعة.
٢- مكاتب الانتخابات
يمكن استخدام أدوات استنساخ الصوت لانتحال شخصيات موظفي مكاتب الانتخابات للوصول إلى إدارة الانتخابات الحساسة أو المعلومات الأمنية.
يمكن أن تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتنفيذ هجمات تصيّدية عالية الجودة ضد مسؤولي الانتخابات أو الموظفين للوصول إلى المعلومات الحساسة.
يمكن استخدام أدوات برمجة الذكاء الاصطناعي لتطوير برمجيات ضارة، وربما حتى برمجيات خبيثة محسنة يمكنها التهرب بشكل أكبر من أنظمة الكشف.
يمكن استخدام النصوص التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي والاستنساخ الصوتي لتوليد مكالمات مزيفة للناخبين وإرباك مراكز الاتصال.
٣- المسؤولون الانتخابيون
يمكن استخدام المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي، مثل المساومة على مقاطع الفيديو المزيفة العميقة، بهدف مضايقة مسؤولي الانتخابات أو انتحال شخصياتهم، أو نزع الشرعية عنهم.
يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء ملفات صوتية، أو مقاطع فيديو تنتحل صفة مسؤولي الانتخابات، والتي تنشر معلومات خاطئة للجمهور حول أمن أو نزاهة عملية الانتخابات.
يمكن عن طريق الذكاء الاصطناعي تعزيز تجميع بيانات المعلومات العامة لتمكين هجمات التعقب (Doxing Attacks) ضد المسؤولين الانتخابيين. ومصطلح “دوكينغ” (doxing) حسب شركة “كاسبرسكي” هو اختصار لعبارة “دروبينغ دوكس” (dropping dox)، حيث تعني “دوكس” (dox) في اللغة العامية “الوثائق”. وعادة ما يعتبر الـ”دوكينغ” فعلا خبيثا، حيث يستخدم ضد الأشخاص الذين يختلف معهم المتسلل ويكرههم.
والـ”دوكينغ” ويكتب أحيانا (doxxing) هو فعل للكشف عن معلومات التعريف لشخص ما عبر الإنترنت، مثل اسمه الحقيقي، وعنوان المنزل، ومكان العمل، والهاتف والمعلومات المالية وغيرها من المعلومات الشخصية، ثم يتم تعميم هذه المعلومات وسط الجمهور دون إذن الضحية.
٤- الموردون الانتخابيون
يمكن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أن تتيح استخداما متقدما لتقنيات التصيد الاحتيالي والهندسة الاجتماعية.
يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء فيديو مزيف لمورد انتخابي يدلي ببيان كاذب يثير تساؤلات عن أمان تقنيات الانتخابات.
ووضحت وكالة “سيزا” أنه وعلى الرغم من أن التطورات والاستخدامات الخبيثة لقدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي تؤثر على مشهد المخاطر، فإن المسؤولين عن الانتخابات في وضع جيد للتخفيف من هذه التهديدات المحتملة بشكل فعال.
وأشارت إلى أن هؤلاء المسؤولين معتادون على المخاطر مثل الاحتيال الإلكتروني، وعمليات التأثير الأجنبية التي يمكن أن تضخمها تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
أمام كل هذه التحديات، هل سيتمكن المترشح الفائز في الانتخابات الأميركية من الجلوس على الكرسي الأبيض دون تهديدات عالم الآلة؟ وهل ستكون هناك تدابير فعالة تضمن ديمقراطية محصنة ضد تهديدات الذكاء الاصطناعي؟
مهما كانت هوية الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإنه سيواجه سلسلة من الأزمات الدولية المؤجّلة إلى ما بعد الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، ويعتمد المرشحان للبيت الأبيض، كامالا هاريس ودونالد ترمب، نهجَين متعارضَين تماماً في السياسة الخارجية؛ إذ تُدرِج نائبة الرئيس الديمقراطية خططها في استمرارية لمسار جو بايدن، مع بعض الفوارق الطفيفة، مؤيّدةً مقارَبة تعدّدية في التعامل مع ملفات مثل أوكرانيا وغزة وإيران والصين.
أما الرئيس السابق الجمهوري فيواصل رفع شعار «أميركا أولاً»، ويتّهم إدارة بايدن، وبالتالي نائبته، بـ«الضعف» في عالم «مشتعل»، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، متعهداً بإنهاء الحروب وإحلال السلام العالمي، وفيما يلي أبرز الملفّات الدولية العالقة، ونهج كلٍّ من ترمب وهاريس حيالها.
حربا غزة ولبنان
الملف الأكثر أهميةً على طاولة الرئيس الجديد سيكون بلا شكّ ملف التصعيد في الشرق الأوسط الذي غيّر أولويات الإدارة الحالية، وتحوَّل قضيةً انتخابية محورية، خصوصاً في ولايات محورية مثل ميشيغان.
وبدا أن إسرائيل قرّرت، قبل أسابيع، تأجيل النظر جِدّياً في مفاوضات وقف إطلاق النار في كل من لبنان وغزة إلى ما بعد الانتخابات الأميركية.
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بواشنطن في 25 يوليو (رويترز)
واستخدم الرئيس السابق هذه القضية لصالحه، عبر استغلال غضب العرب الأميركيين والمسلمين من سياسات الإدارة الحالية تجاه حرب غزة التي تسبّبَت في مقتل أكثر من 40 ألف شخص خلال عام، وتعهّد ترمب مراراً بوقف الحرب في كلّ من غزة ولبنان بمجرّد انتخابه، دون أن يقدّم تفاصيل، كما توقّع أن يصبح القطاع «أفضل من إمارة موناكو» في عهده، إلا أنّه شجّع في الوقت نفسه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على «استكمال المهمة»، وانتقد «القيود» التي يقول إن إدارة بايدن تفرضها عليه.
ويزعم ترمب أن «السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ما كان ليحدث» لو كان هو رئيساً، في إشارة إلى الهجوم الذي نفّذته حركة «حماس» في إسرائيل، وأشعل الحرب في قطاع غزة، وتعهّد بأنه في حال فوزه «سيعم السلام من جديد في العالم، هذا مؤكد».
ويتهم ترمب هاريس بأنها «تكره إسرائيل»، محذِّراً من أن البلاد «ستزول خلال عامين» إذا فازت المرشّحة الديمقراطية بالرئاسة.
وعن لبنان، قال المرشح الجمهوري أمام جمهور يشمل أميركيين من أصول عربية في ولاية ميشيغان، إن «الوقت حان لإنهاء الصراع الإسرائيلي – اللبناني»، لافتاً إلى أنه يعرف «الكثيرين من لبنان، وعلينا إنهاء هذا الأمر برُمّته».
في المقابل، تتبنّى هاريس مقاربة بايدن فيما يتعلق بحربَي غزة ولبنان؛ إذ تدعم حلّ الدولتين، وترفض وضع شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل، وتدعو لخفض التصعيد في لبنان.
وكرّرت هاريس تأكيدها، خلال الأسابيع الماضية، أن حلّ الدولتين يجب أن يضمن «أمن الفلسطينيين، وحق تقرير المصير، والكرامة التي يستحقونها»، كما دعت إسرائيل إلى محاسبة المستوطنين المتشدّدين في الضفة الغربية بسبب أعمال العنف ضد الفلسطينيين.
أما عن سياسات التطبيع مع إسرائيل التي بادر بها الرئيس السابق دونالد ترمب، فقد أكّدت هاريس دعمها لتوسيع «اتفاقات أبراهام»، والتحرك ليتمكن الفلسطينيون من الحصول على حقهم في الكرامة والحرية والأمن وتقرير المصير.
ملف إيران
وحول الملف الإيراني، يُظهر كلٌّ من ترمب وهاريس موقفاً متشدداً، فقد فاجأت هاريس حلفاءها قبل خصومها، عندما وصفت «إيران» بأكبر تهديد يواجه الولايات المتحدة، في خروج عن «عقيدة بايدن» التي تُخصّص هذا الوصف للعملاق الصيني.
وكرّرت المرشّحة الديمقراطية أنه «من الواضح» أن إيران هي التهديد الأبرز، «فهناك دماء أميركية على أيديها»، متعهّدة بألا تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي، وأن هذا سيكون «على رأس أولوياتها».
أما ترمب فيعتمد موقفاً مشابهاً، إلا أنه حمل على إدارة بايدن بقوة، على خلفية سياساتها تجاه إيران، وقال إن بايدن وهاريس سمحا لطهران «بالإثراء»، على الرغم من العقوبات، وإن ضَعفهما سمح لطهران بمهاجمة إسرائيل مرتين؛ في أبريل (نيسان)، ومطلع أكتوبر (تشرين الأول).
وتستعدّ طهران لشنّ هجوم جديد على إسرائيل، وتقول إنه «ردّ انتقامي» على استهداف الجيش الإسرائيلي أهدافاً عسكرية بإيران في 26 أكتوبر (تشرين الأول)، وبينما أعلنت واشنطن عن تعزيز تواجدها العسكري في المنطقة تأهباً لضربة إيرانية جديدة، رفضت طهران الربط بين ردّها ونتيجة الانتخابات الأميركية. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، تعليقاً على موقف بلاده من المرشحين الرئاسيين الأميركيين: «الأفعال هي المهمة بالنسبة لنا، للأسف، لقد أظهر تاريخ العلاقات بين البلدين وجود توجهات معادية لإيران في مختلف الحكومات»، وأضاف أنه «بغضّ النظر عن تغيّر الحكومات في الولايات المتحدة، فإننا مستعدّون للدفاع والرد بقوة على أي اعتداء».
أوكرانيا وروسيا
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
لا شكّ أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان من أكثر المراقبين للسباق الرئاسي الأميركي؛ لما يحمله من تداعيات على مستقبل بلاده، ففي الوقت الذي أكّدت فيه نائبة الرئيس التزامها الكامل بأمن كييف في مواجهة «الغزو» الروسي، وجّه منافسها الجمهوري انتقادات حادّة لاستمرار تدفّق المساعدات العسكرية الأميركية للجيش الأوكراني.
ويعتقد الرئيس السابق، الذي تربطه علاقات متوترة مع زيلينسكي، أن «هذه الحرب ما كان ينبغي أن تحدث»، و«يحمل الرئيس جو بايدن مسؤوليتها»، وكرّر ترمب مراراً تأكيده أنه يستطيع إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية خلال 24 ساعة، مشيراً إلى تنازلات قد تتضمّن تنازُل أوكرانيا عن جزء من أراضيها لروسيا، تحت تهديد فقدان الدعم العسكري الأميركي. كما لا يتردّد الرئيس السابق عن التعبير عن دعمه وإعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى إنه ألقى باللوم على زيلينسكي في غزو موسكو لبلاده عام 2022، ويصف ترمب الرئيس الروسي بأنه «عبقري» ورجل «ذكي».
أما هاريس فأكّدت في عدد من اللقاءات الثنائية مع زيلينسكي دعمها «الثابت» لأوكرانيا، وتندرج سياسات هاريس تجاه أوكرانيا والناتو، في إطار نهج بايدن، ومن المتوقع أن تستمر في هذا النهج، وتُواصل إمداد أوكرانيا بالأسلحة، مُندّدةً ضمناً بدونالد ترمب الذي تقول إنه يدعو إلى «الاستسلام» أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
الناتو والتحالفات
جانب من لقاء بين هاريس وزيلينسكي بالبيت الأبيض في 26 سبتمبر (أ.ب)
يتجلّى التباين بشكل واضح في هذا الملف؛ فهاريس تُشيد بترميم الولايات المتحدة تحالفاتها في عهد بايدن، بما في ذلك داخل الحلف الأطلسي، بعدما شابتها خلافات خلال ولاية ترمب، وهي تَعدّ أن خصمها «أضحوكة» لقادة العالم. في المقابل، أثار المرشح الجمهوري ضجةً عندما قال إنه سيشجّع بوتين على «فعل ما يشاء» في حال لم تَفِ أيٌّ من دول الناتو بالتزاماتها المالية تجاه الحلف الذي تقوده واشنطن.
وشهدت ولاية ترمب انسحاب واشنطن من اتفاقيات متعددة الأطراف، مثل تلك المتعلقة بالمناخ، والاتفاق حول برنامج إيران النووي، وحروباً اقتصادية، ولقاءات غير معتادة، على غرار اجتماعه مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
العلاقة مع الصين
يرى المرشحان أن الصين هي الخصم الاستراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة، إلا أن نائبة الرئيس عدّت أن ترمب عندما كان في السلطة «باعنا إلى حد كبير، في حين كان يتعين اتباع سياسة تجاه الصين تضمن تفوّق الولايات المتحدة في المنافسة خلال القرن الحادي والعشرين».
وأشار الرئيس السابق إلى أن إدارة بايدن حافظت على الرسوم الجمركية التي فرضها على بعض السلع الصينية، وفي حال فوزها في الانتخابات من المرجح أن تواصل هاريس السياسة الحالية، المتمثلة في تحقيق استقرار العلاقات بين واشنطن وبكين، والتعامل مع خلافاتهما «بشكل مسؤول». وإذ أظهر ترمب نفسه أكثر عدوانيةً تجاه دولة يصفها بأنها عدوة، فإنه شكّك في قيام الولايات المتحدة بدعم تايوان في حال تعرّضها لغزو صيني.
يتوجه ملايين الأميركيين إلى مراكز الاقتراع، الثلاثاء، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، حيث تتنافس المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب في سباق متقارب.
ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت 230 مليون ناخب، ولكن نحو 160 مليونا منهم فقط مسجلون، ومع ذلك، تسمح نصف الولايات الـ50 تقريبا في الولايات المتحدة بالتسجيل في يوم الانتخابات، في حين يستطيع المواطنون التصويت دون تسجيل في ولاية داكوتا الشمالية.
وقد صوت أكثر من 70 مليون شخص بالفعل من خلال صناديق الاقتراع البريدية أو في مراكز الاقتراع المبكرة.
وإضافة للانتخابات الرئاسية، يصوت الناخبون أيضا لاختيار 34 عضوا بمجلس الشيوخ الأميركي (من أصل 100) وجميع أعضاء مجلس النواب الأميركي البالغ عددهم 435 عضوا. وبالإضافة إلى ذلك، ستجرى انتخابات حاكم الولاية في 11 ولاية ومنطقتين (بورتوريكو وساموا الأميركية).
وتمتد الولايات المتحدة عبر 6 مناطق زمنية. وباستخدام توقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، سيبدأ التصويت في وقت مبكر من الساعة 5 صباحًا (10:00 بتوقيت غرينتش) يوم الثلاثاء ويستمر حتى الساعة 1 صباحًا (06:00 بتوقيت غرينتش) يوم الأربعاء.
وفيما يلي تفاصيل موعد فتح وإغلاق صناديق الاقتراع في جميع الولايات:
5 صباحًا بالتوقيت الشرقي (10:00 بتوقيت غرينتش) تفتح مراكز الاقتراع أبوابها في أوقات مختلفة من ولاية إلى أخرى. وسوف يبدأ التصويت المبكر قبل الفجر بوقت طويل في بعض البلديات في فيرمونت.
الساعة 6 صباحًا بالتوقيت الشرقي (11:00 بتوقيت غرينتش) تفتح صناديق الاقتراع في ولايات كونيتيكت ونيوجيرسي ونيويورك وفرجينيا، كما تفتح بعض صناديق الاقتراع في ولايتي إنديانا وكنتاكي.
وفي ولاية مين، تفتح مراكز الاقتراع أبوابها من الساعة 6 صباحًا حتى 10 صباحًا بالتوقيت الشرقي (15:00 بتوقيت غرينتش). وفي نيو هامبشير، تفتح مراكز الاقتراع أبوابها من الساعة 6 صباحًا حتى 11 صباحًا بالتوقيت الشرقي (16:00 بتوقيت غرينتش).
6:30 صباحًا بالتوقيت الشرقي (11:30 بتوقيت غرينتش) تفتح صناديق الاقتراع في ولاية كارولينا الشمالية المتأرجحة، وكذلك في ولايتي أوهايو وفرجينيا الغربية اللتين تؤيدان الجمهوريين تقليديا، أبوابها.
كما تفتح بعض مراكز الاقتراع في إنديانا وفلوريدا وكانساس وكنتاكي وميشيغان في هذا الوقت أيضًا. وفي تينيسي، يبدأ التصويت من الساعة 7 صباحًا بالتوقيت الشرقي حتى الساعة 10 صباحًا بالتوقيت الشرقي (15:00 بتوقيت غرينتش).
8 صباحًا بالتوقيت الشرقي (13:00 بتوقيت غرينتش) تفتح صناديق الاقتراع في ألاباما وأريزونا وآيوا ومينيسوتا ومسيسيبي وأوكلاهوما وويسكونسن. كما تفتح بعض صناديق الاقتراع في فلوريدا وكانساس وميشيغان وجنوب داكوتا وتكساس في هذا الوقت أيضًا.
وفي ولاية داكوتا الشمالية، يبدأ التصويت من الساعة 8 صباحًا بالتوقيت الشرقي حتى الساعة 11 صباحًا بالتوقيت الشرقي (15:00 بتوقيت غرينتش).
9 صباحًا بالتوقيت الشرقي (14:00 بتوقيت غرينتش) يبدأ الناخبون الإدلاء بأصواتهم في كولورادو ومونتانا ونبراسكا ونيو مكسيكو ويوتا ووايومنغ. كما تفتح مراكز الاقتراع أبوابها في هذا الوقت في بعض أجزاء من ساوث داكوتا وأوريغون وتكساس وفي بلدية نيو شورهام في رود آيلاند.
في ولاية أيداهو، تفتح مراكز الاقتراع أبوابها من الساعة 9 صباحًا بالتوقيت الشرقي حتى الساعة 11 صباحًا بالتوقيت الشرقي (16:00 بتوقيت غرينتش).
10 صباحًا بالتوقيت الشرقي (15:00 بتوقيت غرينتش) يبدأ التصويت في كاليفورنيا ونيفادا وبعض أجزاء من ولاية أوريغون. وفي واشنطن، تفتح مراكز الاقتراع أبوابها من الساعة 10 صباحًا بالتوقيت الشرقي حتى الظهر بالتوقيت الشرقي (17:00 بتوقيت غرينتش).
11 صباحًا بالتوقيت الشرقي (16:00 بتوقيت غرينتش) تفتح بعض مراكز الاقتراع في ألاسكا، وهي ولاية ذات منطقتين زمنيتين، وتفتح مراكز الاقتراع الأخرى في الولاية عند الظهر بالتوقيت الشرقي (17:00 بتوقيت غرينتش).
12 ظهرًا بالتوقيت الشرقي (17:00 بتوقيت غرينتش) تفتح صناديق الاقتراع في هاواي.
وتبدأ صناديق الاقتراع في الإغلاق عند الساعة 6 مساءً بالتوقيت الشرقي (23:00 بتوقيت غرينتش)
ذكرت محطة «CNN» الإخبارية الأميركية أن آخر استطلاع للرأي قبل الانتخابات الرئاسية المقررة غداً الثلاثاء أظهر أن نائبة الرئيس كامالا هاريس تتقدم بفارق ضئيل على الرئيس السابق دونالد ترمب بين الناخبين المحتملين.
ومنح الاستطلاع الذي أجرته NPR-PBS News-Marist، ونشر اليوم الاثنين، هاريس تفوقاً على المستوى الوطني بنسبة 51 في المائة مقابل 47 في المائة.
وأشارت الشبكة إلى أن 55 في المائة من الناخبين المحتملين يرون أن ترمب يقدم بشكل أساسي مقترحات ينوي تنفيذها، وليس مقترحات تهدف إلى الحصول على أصوات؛ وذلك مقارنة مع 44 في المائة قالوا غير ذلك. وعلى النقيض، انقسم الناخبون بنسبة 49 في المائة مقابل 49 في المائة حول ما إذا كانت هاريس تنوي حقاً تنفيذ مقترحاتها.
كما انقسمت تقريباً آراء الناخبين المحتملين في الاستطلاع حول المرشح الذي يمكنه التعامل بشكل أفضل مع الاقتصاد، حيث اختار 50 في المائة ترمب، مقابل 49 في المائة اختاروا هاريس.
وبإضافة نتائج الاستطلاع الجديد، أظهر أحدث متوسط لاستطلاعات الرأي التي أجرتها «CNN» أن 49 في المائة من الناخبين المحتملين على مستوى البلاد يؤيدون هاريس مقابل 47 في المائة يؤيدون ترمب.
ومن بين الاستطلاعات الخمسة التي يشملها ذلك، أظهر اثنان تقدم هاريس، بينما أظهرت ثلاثة عدم وجود متصدر واضح للسباق.
تدخل انتخابات رئاسية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الولايات المتحدة يومها الأخير، الاثنين، مع سعي حملتي المرشح الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس لحشد المؤيدين للمشاركة في العملية الانتخابية في منافسة يصورها كل منهما على أنها لحظة وجودية للأمة.
وسيتضمن اليوم الأخير من حملة ترمب، الاثنين، توقفاً في 3 من الولايات السبع المتأرجحة التي من المتوقع أن تحدد الفائز.
وزار ترمب رالي عاصمة ولاية نورث كارولاينا، في وقت سابق الاثنين، كما سيزور وريدينج وبيتسبرج في بنسلفانيا، وجراند رابيدز بولاية ميشيجان، ثم يعتزم العودة إلى بالم بيتش بولاية فلوريدا للتصويت، وانتظار نتائج الانتخابات.
وقال ترمب في كلمة له خلال زيارته رالي بنورث كارولاينا: “غداً، عليك أن تقف وتقول لكامالا إنك قد سئمت، ولا يمكنك تحمل المزيد، كما ستقول لها إن عملها كان فظيعاً، وأنها غير كفؤة” لتولي المنصب، مضيفاً: “كامالا، أنت مطرودة، اخرجي من هنا”.
من جهته، زار المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس مدينة لاكروس بولاية ويسكونسن، كما سيزور فلينت بولاية ميشيجان وذلك للحديث عن الاقتصاد والتضخم.
أما في أتلانتا بولاية جورجيا سيتحدث فانس عن مسألة حجم نفقات الأسرة، كما سيختتم يومه بتجمع انتخابي في نيوتاون بولاية بنسلفانيا.
“رئيسة لكل الأميركيين”
وفي المقابل، تعتزم هاريس قضاء اليوم الأخير من الحملة الانتخابية في ولاية بنسلفانيا، حيث بدأت يومها في ألينتاون، إحدى أكثر مناطق الولاية تنافسية، قبل التوجه إلى بيتسبرج وفيلادلفيا.
وتعهدت هاريس في مقطع فيديو نشرته على منصة “إكس”، بأن تكون “رئيسة لكل الأميركيين”، وقالت: “غداً نختار.. لن أتوقف أبداً عن الكفاح من أجل أسر الطبقات العاملة والمتوسطة”.
وخلال لقاء مسجل مع إذاعة Univision تحدثت هاريس عن خططها لبناء ما أسمته “اقتصاد الفرص”، كما قدمت مقترحات اقتصادية محددة.
وقالت عبر برنامج إذاعي وتُرجم حديثها إلى اللغة الإسبانية، إن رؤيتها تقوم على “فهم أن الجميع لديهم طموح ومهارات، لكن ليس لديهم دائماً القدرة على الوصول إلى الموارد لتحقيق أهدافهم وأحلامهم”.
وبدأ المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز بالقاء كلمة في ولاية مينيسوتا، وسيزور بعد ذلك لاكروس بولاية ويسكونسن، ثم ميلووكي والتي ستشهد حفلاً موسيقياً للمغني إريك بينيت، وسيقيم والز آخر تجمع انتخابي له قبل الانتخابات في ديترويت، بحسب شبكة CNN.
ووفقاً لمحللي الانتخابات الأميركية غير الحزبيين، فإن هاريس تحتاج إلى الفوز بنحو 45 صوتاً من المجمع الانتخابي في الولايات السبع المتأرجحة للوصول للبيت الأبيض، في حين سيحتاج ترمب إلى حوالي 51 صوتاً، عند احتساب الولايات التي من المتوقع أن يفوزوا بها بسهولة، وفقاً لوكالة “ريوترز”.
ضبابية المشهد
وحتى بعد حالة الضبابية الهائلة للأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة في الأشهر القليلة الماضية، فإن الناخبين منقسمين إلى نصفين، سواء على المستوى الوطني أو في الولايات السبع المتأرجحة التي من المتوقع أن تحدد الساكن الجديد للبيت الأبيض. وتقارب المنافسة يعني أن الأمر قد يستغرق أياماً لمعرفة من الفائز.
وأدلى أكثر من 77 مليون ناخب بأصواتهم بالفعل في التصويت المبكر، لكن الساعات المقبلة ستحدد ما إذا كانت حملة هاريس أو ترمب صاحبة الأداء الأفضل في حث المؤيدين على التوجه إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.
حطم الناخبون، من الديمقراطيين والجمهوريين، أرقاماً قياسية عمرها قرن من الزمان في آخر انتخاباتين للرئاسة، ما يشير إلى الحماس الذي يثيره ترمب في تحرك الحزبين.
وفي الساعات الأخيرة من هذه الحملة، يغمر كلا الجانبين مواقع التواصل الاجتماعي ومحطات التلفزيون والإذاعة بجولة أخيرة من الدعاية، ويتسابقان للوصول إلى الناخبين في منازلهم وإجراء المكالمات.
يعتقد فريق حملة هاريس أن تكثيف الجهود لحشد الناخبين سيحدث فرقاً، ويقول إن متطوعيه طرقوا مئات الآلاف من الأبواب في كل من الولايات المتأرجحة هذا الأسبوع لحث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم لهاريس.
تقول الحملة إن بياناتها الداخلية تظهر أن الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم سيصوتون لهاريس وبصفة خاصة النساء في الولايات المتأرجحة، وإنهم يرون زيادة في التصويت المبكر بين العناصر الأساسية من ائتلافهم بما يشمل الناخبين الشبان والملونين.
وفي المقابل، لدى حملة ترمب عملية خاصة بها لحشد الأصوات، لكنها أوكلت فعلياً معظم العمل إلى مجموعة العمل السياسي الداعمة للرئيس السابق والتي يمكنها جمع وإنفاق مبالغ غير محدودة من المال.
وركزت الحملة بشكل أكبر على الاتصال بالناخبين الذين لا يذهبون غالباً إلى صناديق الاقتراع، بدلاً من مناشدة الذين يمكنهم التحول إلى أي من الجانبين. والكثيرون في هذه الفئة من أنصار ترمب، لكنهم ليسوا ناخبين يمكن الاعتماد عليهم عادة.
ويقول الرئيس السابق وفريقه إنهم، بعد انتقاء الناخبين الذين يريدون الاتصال بهم، يرسلون مندوبين إلى الأماكن التي تحدث فرقاً، ويتخذون خيارات ذكية في الإنفاق.
“تهم احتيال كاذبة”
أمضى ترمب وحلفاؤه، الذين يقولون دون دليل إن هزيمته عام 2020 كانت نتيجة تزوير، شهوراً في وضع الأساس للطعن على النتيجة مرة أخرى في حالة خسارته.
وتعهد المرشح الجمهوري بـ”الانتقام”، وتحدث عن مقاضاة منافسيه السياسيين، ووصف الديمقراطيين بأنهم “العدو في الداخل”.
واشتكى ترمب، الأحد، من وجود فجوات في الزجاج الواقي من الرصاص المحيط به خلال حديثه بمؤتمر انتخابي، وقال مازحاً إنه “يتعين على القاتل إطلاق النار على مندوبي وسائل الإعلام للوصول إليه”، مضيفاً: “لا أمانع ذلك كثيراً”.
ووصفت هاريس ترمب بأنه “خطر على الديمقراطية”، لكنها بدت متفائلة في أثناء تواجدها في كنيسة ديترويت، الأحد.
وقالت هاريس: “خلال جولاتي، أرى أميركيين، من ما يسمى بالولايات الحمراء إلى ما يسمى بالولايات الزرقاء، على استعداد لجعل قوس التاريخ ينحني نحو العدالة”.
وأضافت: “الشيء العظيم في العيش في ظل الديمقراطية، ما دمنا قادرين على التمسك بها، هو أننا نمتلك القوة، كل واحد منا، للإجابة عن هذا السؤال”.