الوسم: البيت

  • “تحالفات أوروبية جديدة” تترقب عودة ترمب إلى البيت الأبيض

    “تحالفات أوروبية جديدة” تترقب عودة ترمب إلى البيت الأبيض

    يستعد أقرب حلفاء واشنطن في أوروبا لاحتمالية عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، حيث يبذلون جهوداً مكثفة للتعامل مع ما قد يترتب على ذلك من تغييرات في العلاقات عبر المحيط الأطلسي. 

    وبحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، يستعد حلفاء الولايات المتحدة في القارة العجوز لاحتمال حدوث انقطاع في العلاقات عبر الأطلسي في حال فوز ترمب في انتخابات الرئاسة المقررة الثلاثاء، إلّا أن صناع السياسات الأوروبيين يقولون إنهم باتوا أكثر استعداداً لولايته الثانية المحتملة، لأنهم تعلموا كيفية ممارسة الدبلوماسية المطلوبة، بالإضافة إلى قيامهم بإعداد خطط طوارئ مختلفة بشأن الأمن والتجارة.

    مع ذلك، يقول المسؤولون الأوروبيون إن هذه الاستعدادات لم تُقلل من حدة المخاوف بشأن عودة الرئيس السابق الذي هدد سابقاً بتفكيك حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وتعهد بفرض تعريفات جمركية باهظة على الواردات، وقال إنه سيعيد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ مرة أخرى.




    أوروبا دون قائد

    ويعترف هؤلاء المسؤولون، بأن أوروبا الآن أقل استعداداً في بعض الجوانب للتعامل مع ترمب مما كانت عليه من قبل، ففي المرة الأخيرة التي كان فيها في البيت الأبيض، واجه الرئيس السابق “صاحبة القرار الأوروبي” وهي المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، لكن القارة تفتقد اليوم وجود قائد بنفس مكانتها ليكون بمثابة ثقل موازن، إذ بات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضعيف سياسياً بعد خسارته الأغلبية الحاكمة.

    كما أن المستشار الألماني أولاف شولتز عالق في صراعات داخل الائتلاف الحكومي ويواجه صعود اليمين المتطرف، فيما وصلت معدلات تأييد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق بعد ما يقارب الـ4 أشهر فقط على وصوله إلى منصبه.

    ونقلت الصحيفة عن 15 من صناع السياسات والسياسيين والدبلوماسيين والمحللين البارزين في 5 دول أوروبية أنه بغض النظر عمَّن سيفوز في الانتخابات الأميركية، فإن أوروبا تتوقع اختباراً قادماً بشأن مدى اعتمادها على الولايات المتحدة.

    وعلى الرغم من إعلان نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أن حلف شمال الأطلسي سيظل مُحصناً، فإن بعض كبار المسؤولين والدبلوماسيين الأوروبيين يعتقدون أنها ستتبع خُطى الرئيس السابق باراك أوباما وليس جو بايدن، وأنها ستحول انتباه الولايات المتحدة نحو شرق آسيا في حال فوزها في الانتخابات.

    صفقة أكثر واقعية

    ومن المؤكد أن مستشار هاريس للأمن القومي، فيليب جوردون، هو خبير في الشؤون الأوروبية وداعم لاستمرار تقديم المساعدات لأوكرانيا، لكنه يدعو أيضاً إلى تبني “صفقة أكثر واقعية بين أوروبا والولايات المتحدة”.

    وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية مايكل شتيمبفل: “هناك شيء واحد واضح الآن وهو أننا لا نجلس هنا خائفين ولا نعرف كيف نتصرف، فبغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الأميركية، فإن تركيز انتباه الولايات المتحدة في المستقبل سيتوجه بشكل متزايد نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ولذلك فإنه سيتعين على الأوروبيين بذل المزيد من الجهود من أجل أمنهم”.

    لكن المخاوف التي أعرب عنها المسؤولون الأوروبيون تتركز بشكل كبير على ترمب، إذ نقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن هناك فريق عمل في مقر الاتحاد الأوروبي يُركز الآن بشكل أساسي على وضع بعض الاستراتيجيات استعداداً لعودته.

    الاستعداد لحرب تجارية

    كان ترمب فرض رسوماً جمركية على الصلب والألومنيوم الوارد من الاتحاد الأوروبي في ولايته الأولى، لكنه يقول إنه سيذهب إلى أبعد من ذلك في حال فوزه، إذ يروج لأكبر زيادة في التعريفات الجمركية منذ ما يقرب من قرن من الزمان.

    وقالت الصحيفة إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي أعدوا قوائم برسوم جمركية انتقامية، بينما يضعون أيضاً استراتيجيات للتفاوض، إذ يعتقدون أنهم قد يتمكنوا من تهدئة ترمب من خلال تقديم التعاون ضد الممارسات التجارية الصينية غير العادلة أو التعهد بزيادة الواردات الأميركية، وفقاً لما نقلته عن مسؤولين أوروبيين.

    ويعتقد دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “أن هناك شعوراً بأننا يجب أن نكون مستعدين بشكل أفضل، وألا نعتقد بأنه لمجرد أننا نأمل ألا تحدث حرب تجارية، فإنها لن تحدث”.

    أمن أوروبي “مُحصَن ضد ترمب”

    وذكرت “واشنطن بوست” أن المناقشات الجارية في بروكسل، العاصمة الإدارية للاتحاد الأوروبي ومقر “الناتو”، باتت تتضمن محادثات بشأن تبني ترتيبات أمنية لتحصين القارة ضد ترمب.

    ولفتت الصحيفة في التقرير الذي نشرته السبت، إلى أن التزام المرشح الجمهوري في دعم أوكرانيا ضد روسيا لا يبدو مؤكداً، وذلك بالنظر إلى أنه يلقي باللوم على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، كما أنه رفض التصريح بأنه يريد انتصار كييف في هذه الحرب، فضلاً عن إشارته، سراً، إلى أنه سينهي الحرب بالضغط على الأخيرة للتنازل عن الأراضي، وفقاً لما نقلته عن مصادر مطلعة على خطط الرئيس السابق.

    وللتحوط ضد احتمال حدوث تغيير في سياسة البيت الأبيض تجاه أوكرانيا، أصرّ المسؤولون الأوروبيون على دفع حزم المساعدات قبل انتخابات نوفمبر الجاري، كما تولت قيادة جديدة لحلف شمال الأطلسي بعض مسؤوليات وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون”، فيما يتعلق بتنسيق المساعدات العسكرية لكييف.

    وتابعت الصحيفة: “لا يوجد الكثير من الحديث عن جيش أوروبي في الوقت الحالي، لكن الحديث يتركز على الدفع نحو الاستقلال الاستراتيجي، والذي يشمل جهوداً تهدف إلى تعزيز إنتاج الأسلحة وتشكيل شراكات أمنية إقليمية”.

    ومع ذلك، فإنه في خضم هذه الجهود، يعترف المسؤولون الأوروبيون بأن خسارة الدعم الأميركي في مجال الدفاع سيوجه ضربة قاصمة للقارة، إذ كشفت الحرب في أوكرانيا مدى صعوبة وخطورة تحرك الأوروبيين بمفردهم.

    خارطة تحالفات جديدة

    كما قد تنطوي ولاية ترمب الثانية المحتملة، وفقاً للصحيفة الأميركية، على توترات دبلوماسية مع بعض حلفاء واشنطن التقليديين، كما أنها قد تشهد في نفس الوقت صعوداً لشخصيات من أقصى اليمين الأوروبي.

    وقال دبلوماسيون أوروبيون إنهم تعلموا كيفية التعامل مع ترمب، وهو ما يتمثل في كيفية “إرضاء غروره”، والسماح له بأن يزعم بأنه حقق شكلاً من أشكال النصر، مشيرين إلى أن الحكومات الأوروبية سعت أيضاً إلى تطوير المزيد من الاتصالات داخل معسكر الرئيس السابق والحزب الجمهوري مقارنةً بولايته الأولى.

    لكن المرشح الجمهوري لديه أشخاص مفضلين بشكل واضح في أوروبا، ومن بينهم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي أعلن الخميس، أنه “يأمل” في فوزه بالانتخابات.




    ويقول بيتر كريكو، وهو مدير مركز “بوليتيكال كابيتال” للأبحاث، ومقره بودابست: “سيواجه ترمب صعوبة في بناء علاقات جيدة مع الحكومتين الألمانية أو الفرنسية، ولذلك سيبحث عن قنوات خلفية، وسيكون أوربان سعيداً بأن يكون واحداً منها”.

    ورأت “واشنطن بوست” أن أوربان قد يظهر كمبعوث لترمب في أوروبا بشأن قضايا مثل سحب الدعم لأوكرانيا، ولكن ليس من الواضح عدد الزعماء الأوروبيين الآخرين الذين يمكن لرئيس الوزراء المجري أن يجعلهم إلى جانبه.

    ووفقاً للصحيفة، فإن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني يمكن أن تكون حليفة أكثر تأثيراً، إذ تتشارك النجمة الصاعدة في أقصى اليمين في أوروبا مع ترمب في صداقة وثيقة مع الملياردير إيلون ماسك، وقد وصفها مسؤولو إدارته السابقة علناً بأنها “شريكة طبيعية”.

    مع ذلك، فإن هذه الشراكة ليست مضمونة بأي شكل، إذ يشير المسؤولون الإيطاليون إلى أن ميلوني كانت داعمة قوية لأوكرانيا وتتمتع بعلاقة ودية مع بايدن، كما أن انخفاض الإنفاق الدفاعي في روما سيصطدم بأكبر شكوى لترمب في أوروبا، وهي أن دول القارة لا تبذل جهداً كافياً في “الناتو”، ومن المرجح أيضاً أن تنظر رئيسة الوزراء الإيطالية إلى أوروبا باعتبارها أولوية قبل العلاقة مع الولايات المتحدة في حالة اندلاع حرب تجارية بسبب الرئيس السابق.

    وقال مسؤول أوروبي رفيع المستوى، مطلع على السياسة الإيطالية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته : “لن تخاطر (ميلوني) من أجل ترمب، لأنها بحاجة إلى أوروبا”.

  • الاتحاد الأوروبي يريد كامالا هاريس في البيت الأبيض – DW – 2024/11/3

    الاتحاد الأوروبي يريد كامالا هاريس في البيت الأبيض – DW – 2024/11/3

    لو كان بإمكان الأوروبيين اختيار  الرئيس الأمريكي المقبل في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، فإن النتيجة ستكون واضحة للغاية. ففي أوروبا الغربية، سيصوت 69 بالمائة من الأشخاص لصالح المرشحة الديمقراطية  كامالا هاريس، وفي أوروبا الشرقية سيصوت لها 46 بالمائة. وحسب المسح الذي أجرته شركتا نوفوس وغالوب إنترناشيونال في أكتوبر/تشرين الأول، فإن المرشح الجمهوري  دونالد ترامب لن يحصل إلا على دعم 16 بالمائة من الناخبين في أوروبا الغربية و36 بالمائة في أوروبا الشرقية.

    تحظى هاريس بأعلى نسبة تأييد في الدنمارك (85 بالمائة) وفنلندا (82 بالمائة) بينما يحظى  دونالد ترامب بأكبر عدد من المعجبين في أوروبا في صربيا (59 بالمائة) والمجر (49 بالمائة). وكلا البلدين الأخيرين أصبحا أكثر استبداداً بحسب محللين.

    الأقلية تؤيد ترامب

    قال أندراس لازلو، عضو البرلمان الأوروبي من المجر، لـ DW: “سيكون من الأفضل أن يفوز السيد ترامب  بالانتخابات“. ولازلو هو عضو في حزب فيدس، حزب رئيس الوزراء المجري المقرب من روسيا فيكتور أوربان.

    رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يلتقي دونالد ترامب في منزل ترامب في مارالاغو في فلوريدا، الولايات المتحدة، 11 يوليو 2024
    رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان هو أحد المعجبين بترامب ويعتقد أن الرئيس السابق سينهي الحرب في أوكرانيا خلال أيام.صورة من: Viktor Orban via X via REUTERS

    وقال البرلماني الأوروبي: “يسعى الأمريكيون إلى تغيير في السياسة الأمريكية، لقد سئموا من الوضع الراهن وترامب وحده قادر على تحقيق ذلك”. ويضيف السياسي القومي اليميني أن مثل هذا التغيير مطلوب في بروكسل أيضًا. ويتساءل: “هل يمكننا وقف تصعيد الصراعات ليس فقط في أوكرانيا والشرق الأوسط ولكن أيضًا في جنوب شرق آسيا؟”. وفي رأيه، ترامب وحده قادر على قيادة المجتمع العالمي في هذا الإطار.

    تتولى المجر حاليًا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، وأثار الزعيم المجري أوربان غضب الاتحاد الأوروبي عندما انطلق في “مهمة سلام” إلى كييف وموسكو وبكين ومقر إقامة ترامب في بالم بيتش هذا الصيف. ويعتقد أوربان أن دونالد ترامب قد ينهي  الحرب الروسية في أوكرانيا في غضون أيام قليلة. في أكتوبر/تشرين الأول، قال أوربان – وهو من أنصار ترامب المخلصين – إن فوز ترامب سيكون سبباً وجيهاً لفتح عدة زجاجات من الشمبانيا.

    أوربان هو الوحيد من بين رؤساء حكومات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الذي يتبنى هذا الرأي.

    وقال ستيفن بلوكمانز، الباحث البارز في مركز دراسات السياسة الأوروبية ومقره بروكسل، لـ DW إن “العديد من السياسيين اليمينيين المتطرفين والقوميين – من هولندا إلى ألمانيا وإيطاليا – يتفقون بالتأكيد مع أوربان”، “وقد يشعرون بالتشجيع من فوز دونالد ترامب في الانتخابات”.

    ستيفن بلوكمان خلال حواره مع DW حول الانتخابات الأمريكية - بروكسل
    يقول ستيفن بلوكمانز (في الصورة) إن السياسيين القوميين في أوروبا قد يشعرون بالتمكين من خلال إعادة انتخاب دونالد ترامبصورة من: Martin Luy/DW

    سياسات هاريس أكثر قابلية للتنبؤ

    على جانب آخر، تدعم الغالبية العظمى من رؤساء حكومات الاتحاد الأوروبي هاريس، فالمستشار الألماني أولاف شولتس في مقابلة تلفزيونية: “أعرفها جيدًا، ستكون بالتأكيد رئيسة جيدة”. وأضاف شولتس، في إشارة إلى التعاون عبر الأطلسي، أن هاريس تريد “التمسك بما هو مهم بالنسبة لنا”.

    لكن ما هو رد فعل أوروبا على فوز هاريس؟ قال بلوكمانز لـ DW: “سيكون هناك تنهيدات ارتياح جماعية، بالتأكيد”. سياسات هاريس أكثر قابلية للتنبؤ، فقد كانت نائبة للرئيس وتخدم تحت قيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمدة أربع سنوات. ويضيف بلوكمانز: “رغم كل الحديث في أوروبا عن خلق المزيد من الاستقلال الاستراتيجي، فإن الاعتماد على الولايات المتحدة قد نما في الواقع، سواء من حيث الأمن أو الطاقة”.

    كما لعبت الولايات المتحدة دوراً فعالاً في دعم أوكرانيا في جهودها العسكرية ضد روسيا. ومع فك ارتباط أوروبا بروسيا في مجال الطاقة، أصبحت القارة أكثر اعتماداً على صادرات الغاز الأمريكية إلى أوروبا، بحسب ما أشار بلوكمانز.

    بدورها، قالت تينيكي ستريك، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر الهولندي، لـ DW: “إنها (هاريس) تمنح الأمل للناس. سيكون من المربح للغاية الانضمام إلى القوى الديمقراطية في الولايات المتحدة وأوروبا”، وأضافت أن ترامب على النقيض من ذلك يميل أكثر إلى مغازلة المستبدين في العالم كما أنه يشجعهم. وتضيف ستريك: “سيحصلون منه على مزيد من التمكين وهذا خبر سيئ للغاية للديمقراطية والحقوق الأساسية والعالم الذي نود أن نعيش فيه”.

    الاستعداد لكل الاحتمالات

    يحذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، ديفيد ماكاليستر – وهو ألماني محافظ – من رفع سقف التوقعات. يرى ماكاليستر أن الرئيس ترامب أو الرئيسة هاريس سيفرضان في المستقبل المزيد من المطالب على الاتحاد الأوروبي. وقال ماكاليستر لـ DW: “نحن بحاجة إلى الاستعداد لكلا النتيجتين المحتملتين لهذه الانتخابات. من مصلحتنا أن تكون لدينا أقرب العلاقات الممكنة مع الولايات المتحدة، بغض النظر عمن يجلس في البيت الأبيض. ستكون النبرة مختلفة، لكنني متأكد من أن إدارة هاريس ستدعو الأوروبيين أيضًا إلى بذل المزيد من الجهود من أجل أمننا ودفاعنا”.

    عضو البرلمان الأوروبي الألماني ديفيد ماكاليستر يلقي كلمة خلال مؤتمر صحفي بعد مناقشة اتفاقية التجارة والتعاون بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة - 27.04.2021
    يعتقد عضو البرلمان الأوروبي الألماني ديفيد مكاليستر أنه بغض النظر عمن سيتولى الرئاسة في البيت الأبيض، فإن الولايات المتحدة سترغب في المزيد من أوروباصورة من: John Thys/AFP/Getty Images

    ووفقًا لتقارير دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي لم يرغب في الكشف عن اسمه، فقد “انخرط دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي من الدول الأعضاء السبع والعشرين ومفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسل في مجموعات عمل سرية لأسابيع بالفعل، ويناقشون كيفية التعامل مع نتائج الانتخابات الأمريكية، أياً كانت”. والهدف الرئيسي هو جعل السياسة الاقتصادية والأمنية “مقاومة لترامب” قدر الإمكان،

    على سبيل المثال، إذا فرض ترامب تعريفات عقابية على السلع القادمة من أوروبا بعد توليه منصبه، فإن الهدف هو أن يكون الاتحاد قادرًا على الرد بأسرع ما يمكن.

    “نحتاج لبذل المزيد من الجهد”

    قال بيرند لانغ، وهو سياسي ألماني ورئيس لجنة التجارة الدولية في البرلمان الأوروبي، لـ DW : “نحن لسنا مستعدين للتخلي عن مصالحنا دون قتال. لقد قمنا بتوسيع مجموعة أدواتنا بشكل كبير”، وأضاف: “أنا متأكد من أنه بعد الانتخابات فإننا سنستخدم بالفعل مجموعة الأدوات هذه لمكافحة الإجراءات الخاطئة، مثل التعريفات غير القانونية على الصلب أو الإعانات بموجب قانون تعديل التضخم”. وقال لانغ إنه يتوقع أن تصبح سياسة التجارة الأمريكية أكثر تحديًا للاتحاد الأوروبي، بغض النظر عمن سيفوز في هذه الانتخابات.

    الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، يسار الوسط، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد اجتماع لقادة الناتو في هيرتفوردشاير، إنجلترا - صورة أرشيفية بتاريخ 4 ديسمبر 2019
    يتوقع خبراء أن تصبح سياسة التجارة الأمريكية أكثر تحديًا للاتحاد الأوروبي أياً كان الفائز في الانتخاباتصورة من: Francisco Seco/AP Photo/picture alliance

    وأضاف لانغ: “أود أن أقول إن الولايات المتحدة تتحول من اعتماد النهج متعدد الأطراف إلى نهج محلي في السياسات الاقتصادية، وأنا أسمي ذلك اقتصاد “الوطن”. ولا يوجد فرق كبير بين الجمهوريين والديمقراطيين [في هذا الشأن]”.

    وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس كان لديه تنبؤ مماثل فيما يتصل بالسياسة الخارجية والأمنية. وفي مؤتمر صحفي عقده خلال زيارة إلى لندن في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول، قال بيستوريوس: “بطريقة أو بأخرى، من المرجح للغاية أن تقوم الولايات المتحدة في المستقبل بدور أقل في أوروبا. وبالنسبة لنا فإن هذا يعني أننا لابد أن نبذل المزيد من الجهد”.

    أعده للعربية: عماد حسن

  • دونالد ترمب… من عالم الثروة والعقارات إلى البيت الأبيض

    دونالد ترمب… من عالم الثروة والعقارات إلى البيت الأبيض

    يوصَف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بأنه «سريع البديهة»، حتى مع أزيز الرصاص.

    في اللحظة التي تعرض فيها لمحاولة اغتيال، في يوليو (تموز) الماضي في بنسلفانيا، ارتمى أرضاً فَنَجا. ثم نهض مُدمىً، ليرفع قبضته هاتفاً لجمهوره الواسع: «قاتِلوا، قاتِلوا، قاتِلوا!» من أجل «فوزي» في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، و«عودتي» إلى البيت الأبيض.

    لم تكن هذه المرة الوحيدة التي ينجو فيها مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات المقبلة. لكن صاحب الشخصية الاستثنائية، الذي وفد من عالم الأعمال والعقارات في نيويورك إلى الحياة السياسية الأميركية في واشنطن، لم تربكه حتى الرصاصة التي لامست الجزء الأعلى من أذنه اليمنى بدل أن تخترق رأسه وتصرعه. بل أعطت ربما الصورة الأوضح عنه لأنصاره، بصموده مهما بلغت محاولات إسقاطه سياسياً وقضائياً ومالياً وحتى اجتماعياً.

    ولم يعد غريباً أن يواجه ترمب الكثير من التحديات، وعدداً قياسياً من المتاعب القانونية والقضائية منذ اقتحامه الحلبة السياسية.

    يقرأ الأميركيون الذين يشكلون قاعدة ترمب الشعبية، وغالبيتهم من البيض الذي يمثّلون 61 في المائة من مجموع الشعب الأميركي، شعاراته الشعبوية بشكل متمايز. يعكس شعاره الرئيسي «فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، («ماغا» اختصاراً)، وجهة نظر تفيد بأن «عظمة» الولايات المتحدة تَضمر ليس بسبب صعود الأمم الأخرى، ومنها الصين وروسيا خصوصاً، بل بسبب «مؤامرة» متواصلة لـ«تسميم» المجتمعات الأميركية بموجات مهاجرين غير شرعيين من ألوان مختلفة، يطغى عليهم «المجرمون» و«العاطلون عن العمل» و«المتاجرون» بالبشر وبالمخدرات و«الهاربون» من بلدانهم الفاشلة عبر الحدود «السائبة» لأميركا. يعتقد بعضهم أن التغيّر الديمغرافي أدى عام 2008 إلى وصول رجل أسود (باراك أوباما) إلى البيت الأبيض، ويُنذر عام 2024 بوصول امرأة من أصول أفريقية وآسيوية (كامالا هاريس) إلى الوظيفة التي لطالما كانت مخصصة للرجال البيض. في المقابل، يُفضّل بعض ناخبيه تجاوز تصريحاته وتصرفاته «المثيرة للجدل»، ليركّزوا بدل ذلك على إنجازاته الاقتصادية وسياساته في ملفّات الأمن والسياسة الخارجية.

    إجلاء ترمب من فوق المنصة بعد إصابته خلال التجمع الانتخابي في بنسلفانيا بعد إطلاق النار عليه وإصابته بأذنه يوليو 2024 (رويترز)

    «دون كيشوتي»

    تثير سيرة ترمب الكثير من علامات التعجب والتساؤل، وأحياناً السخرية بين خصومه، في عدد من المسائل والمواضيع التي يقاربها. يتهمونه بأنه «دون كيشوتي»، لكنه لا يكترث إلا قليلاً بالأمور والقضايا التي لا تخصه مع هذه الشريحة الاجتماعية من الأميركيين. وعندما يفعل، يرد غالباً بتغريدة حادة، أو بتصريحات مثيرة.

    يحاول ترمب في انتخابات عام 2024 تكرار تجربته الانتخابية الناجحة عام 2016. ورغم «طرده» المؤقت من منصة «تويتر»، (الاسم السابق لـ«إكس»)، بعد خسارته انتخابات عام 2020، عثر ترمب على وسائل مختلفة لمهاجمة خصومه من الجمهوريين والديمقراطيين على السواء حاولوا من دون جدوى إقصاءه عن الحلبة السياسية الأميركية. وأنشأ منصته «تروث سوشيال»، واستخدم فيها بفاعلية استثنائية الكلمات الحادة لمواجهة الحملة الضارية ضده، من خلال عديد من القضايا التي تلاحقه منذ كان رئيساً عبر محاولتَي عزل فاشلتين في الكونغرس على خلفية دعمه المزعوم لمصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ثم بتهمة السعي إلى قلب نتائج الانتخابات التي فاز فيها الرئيس جو بايدن (واشنطن العاصمة وجورجيا)، وكذلك بتهمة النقل غير المشروع لوثائق سريّة للغاية من البيت الأبيض في واشنطن إلى بيته الخاص في مارالاغو (فلوريدا)، بالإضافة إلى إدانته بارتكاب جنايات على خلفية علاقة مزعومة مع ممثلة إباحية (نيويورك).

    مَن ترمب؟

    قبل أن يترشح في المرة الأولى للانتخابات الرئاسية، كان ترمب من أشهر المليارديرات الأميركيين وأكثرهم حيوية. ورث الثروة عن أبيه وصنع الشهرة من خلال برنامجه «ذا أبرانتيس» للمبتدئين والمبتدئات في تلفزيون الواقع. وعندما بدأ يتحدث عن طموحاته الرئاسية قبل عام 2016، رأى القريبون منه أن هذا الطموح «بعيد المنال» أمام كل السياسيين الذين نافسوه، وغالبهم أكثر حنكة منه سياسياً في السباق التمهيدي للجمهوريين، وكذلك أمام منافسته الديمقراطية عامذاك هيلاري كلينتون. ورغم إسقاطه في المواجهة الرئاسية التالية عام 2020 مع منافسه جو بايدن، عاد عام 2024 إلى الحلبة ليستعيد «النتائج المسروقة» منه قبل أربعة أعوام.

    حياة مثيرة

    في صغره، كان لدى ترمب، الطفل الرابع لرجل الأعمال العقاري في نيويورك فريد ترمب، طموح أن يتسلم وظيفة متدنية داخل شركة والده. لكن رغم ثروة الأسرة، أُرسل إلى الأكاديمية العسكرية عندما بلغ من العمر 13 عاماً، وبدأت تظهر علامات على سوء السلوك. ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وصار المرشح المفضل لخلافة والده بعدما قرر شقيقه الأكبر فريد الابن أن يصير طياراً. لكنّ هذا الأخير توفي عن 43 عاماً بسبب معاقرته الخمر. ويقول ترمب إنه دخل في سوق العقارات بقرض «صغير» قيمته مليون دولار من والده، قبل أن ينضم الى الشركة ليساعد في إدارة المحفظة الواسعة لوالده من مشاريع الإسكان في أحياء مدينة نيويورك، ثم سيطر على الشركة وسماها «منظمة ترمب» عام 1971.

    بعد وفاة والده عام 1999، غيّر ترمب أعمال عائلته من وحدات الإسكان في بروكلين وكوينز إلى المشاريع الجذابة في مانهاتن، فبنى فندق «غراند هايات» على أنقاض فندق الكومودور المتهدم و«برج ترمب» الفاخر والمكون من 68 طابقاً في الجادة الخامسة. ثم أنشأ علامات تجارية عديدة، وأبرزها بين عامي 1996 و2015، حين كان مالكاً لمسابقات ملكة جمال الكون وملكة جمال الولايات المتحدة وملكة جمال المراهقات. وخلال هذه المرحلة، ظهر للمرة الأولى عام 2003 في برنامج تلفزيون الواقع على شبكة «إن بي سي»، حيث يتنافس المتسابقون للحصول على وظيفة إدارية داخل مؤسسة ترمب.

    وتفيد مجلة «فوربس» الأميركية بأن صافي ثروة ترمب يبلغ بضعة مليارات دولار، لكنه يُصرّ على أن قيمتها تستحق أكثر من عشرة مليارات دولار.

    رغم أنه تزوج ثلاث مرات، لا تزال زوجته الأولى الرياضية وعارضة الأزياء التشيكية إيفانا زيلنيكوفا هي الأشهر. وأنجب منها ثلاثة أطفال، هم: دونالد جونيور وإيفانكا وإريك. وأدت دعوى الطلاق بينهما عام 1990، إلى ظهور عديد من القصص المثيرة عن ترمب في الصحف الشعبية. ثم تزوج من الممثلة مارلا مابلز عام 1993، وأنجب منها ابنة سمياها تيفاني، قبل أن ينفصلا عام 1999. وعام 2005، تزوج من العارضة ميلانيا كناوس وأنجب منها ابناً سمياه بارون وليام. ولا يزال أولاده من زواجه الأول يساعدون في إدارة شركته المعروفة باسم «منظمة ترمب».

    ترمب يتفاعل مع أنصاره خلال فعالية انتخابية بأريزونا 23 أغسطس (د.ب.أ)

    طموحات قديمة… جديدة

    عبّر ترمب عن اهتمامه بالترشح للرئاسة الأميركية في وقت مُبكّر يعود إلى عام 1987، ودخل إلى هذا السباق للمرة الأولى عام 2000 مرشحاً عن حزب الإصلاح. وبعد عام 2008، صار الأكثر صراحةً بين أعضاء حركة «بيرث»، التي تساءلت عما إذا كان الرئيس باراك أوباما وُلد في الولايات المتحدة. وعندما دخل السباق إلى البيت الأبيض مجدداً عام 2016، قال في خطاب: «نحن بحاجة إلى شخص ما يتسلّم هذا البلد بالمعنى الحرفي للكلمة، ويجعله عظيماً مرة أخرى. يمكننا أن نفعل ذلك».

    ووعد منذ ذلك الحين بأنه سيرفع شعار «فلنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، ثم أدار حملة مثيرة مبنية على وعود بتعزيز الاقتصاد الأميركي، وبناء جدار على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة، وحظر هجرة مواطني دول ذات غالبية مسلمة.

    منذ ذلك التاريخ، يحمل ترمب شعاره الذي ازداد بريقاً مع مصادقة الجمهوريين خلال مؤتمرهم في يوليو (تموز) الماضي في ميلووكي، ويسكونسن، على ترشيحه مع السيناتور جاي دي فانس، في المواجهة التي يتوقع أن تزداد حدة وقسوة مع تسلم نائبة الرئيس كامالا هاريس، شعلة الرئاسة مع مرشحها لمنصب الرئيس حاكم مينيسوتا تيم والز، من المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي في شيكاغو، إلينوي.

    كما في السابق، يثابر ترمب لتحدي استطلاعات الرأي، التي كانت تُرجّح فوز هيلاري كلينتون عام 2016 وفوزه هو عام 2020، مؤكِّداً أن الوجه الآخر لشعاره، وهو «أميركا أولاً»، سيكون بمثابة «تجفيف المستنقع» السياسي الآسن في واشنطن.

    بعد فوزه المذهل عام 2016، دخل ترمب التاريخ لأنه الرئيس الأميركي الأول الذي لم يتقلد منصباً منتخباً أو يخدم في الجيش قبل أن يؤدي اليمين الدستورية بوصفه الرئيس الـ45 للولايات المتحدة في 20 يناير (كانون الثاني) 2017. وإذا فاز هذه المرة، فسيدخل إلى البيت الأبيض، مُدركاً القدرات المذهلة التي يحظى بها أي رئيس أميركي.

    كثيرون يعتقدون أن ترمب عائد. وهذا ما يدفعهم إلى نصح الآخرين بـ«شدّ الأحزمة».