ركزت نافذة الجزيرة الخاصة بتغطية الانتخابات الرئاسية الأميركية، قبل ساعة من الإغلاق الأول لمراكز الاقتراع، على استطلاعات رأي أجرتها وسائل إعلام أميركية بعد التصويت الشعبي.
وفق استطلاع رأي لمجلة فورين بوليسي ومركز إيديسون -ما بعد التصويت- فإن “31% من الناخبين يقولون إن الاقتصاد الأكثر أهمية في الانتخابات”، في حين قال “11% من الناخبين إن السياسة الخارجية أكثر أهمية في الانتخابات”.
في السياق ذاته، أظهر استطلاع شبكة “سي إن إن” ما بعد التصويت، أن “49% من الناخبين الأميركيين غير راضين عن وضع الولايات المتحدة، مقابل 35% من الناخبين يعتبرون الديمقراطية أهم قضية لهم”.
وتناولت استطلاعات رأي أخرى مثل شبكتي “إن بي سي” و”فوكس نيوز” ووكالة “أسوشيتد برس”، نظرة الناخبين إلى المرشحيْن الرئاسيين الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس في بعض الولايات المتأرجحة، والقضية الأهم بالنسبة لهم.
6/11/2024–|آخر تحديث: 6/11/202403:33 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
واشنطن – كرر الرئيس السابق دونالد ترامب ضرورة أن تكون الانتخابات نزيهة وعادلة كي يتم الاعتراف بنتائجها، مما ضاعف من الضغط على المسؤولين المحليين المنوط بهم الإشراف على عمليات عد وفرز النتائج النهاية.
ويخيم مناخ القلق والتوتر على الولايات المتحدة التي تشهد اليوم انتخابات غير مسبوقة في تاريخها الممتد لـ240 عاما، لاسيما بعد خبرة عام 2020 بعد رفض ترامب الاعتراف بنتائج الانتخابات، ومع استمرار اعتقاد 60% من الجمهوريين أن الانتخابات الماضية قد سرقت منه.
ويتخوف الكثير من المراقبين من وقوع فوضى أو أزمة قانونية دستورية قد يتسبب فيها اعتراض أي مرشح على نتائج الانتخابات التي يدور الكثير من الجدل حول طريقة حسابها وتوقيت الانتهاء من فرزها، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على إعلان اسم الرئيس الأميركي الجديد.
الجزيرة نت تعرض في صورة سؤال جواب كيفية تصويت الأميركيين، وطريقة حساب التصويت، وأهمية توقيت الإعلان عن نتائج الانتخابات النهائية.
متى تُعلن نتيجة الانتخابات النهائية؟
لا يتم إعلان النتيجة بطريقة تقليدية محددة، بل تعلن كل ولاية نتيجة الانتخابات فيها، ويفوز من يحصل على أغلبية 270 صوتا أو أكثر من أصوات المجمع الانتخابي.
هناك سلسلة من الإجراءات تتعلق بتثبيت قرار أعضاء المجمع الانتخابي، واعتماد الكونغرس رسميا نتائج الانتخابات، وانتهاء بتنصيب الرئيس الفائز يوم 20 يناير/كانون الثاني القادم.
وبسبب طبيعة النظام الفدرالي الأميركي تشهد الولايات المتحدة 51 انتخابا منفصلا للولايات الـ50، إضافة إلى العاصمة واشنطن.
وتشهد الولايات المتحدة لا مركزية واسعة في عملية الانتخابات، ويمكن القول إنه لا توجد انتخابات قومية واحدة، وتجري كل ولاية انتخاباتها طبقا لقواعد داخلية خاصة بها، ولكل ولاية نظام وإجراءات مختلفة لعملية الاقتراع، والتفاصيل المحددة لإدارة اجتماع الهيئة الانتخابية (مندوبي الولاية في المجمع الانتخابي) في كل ولاية.
وبالتالي، فإن الانتخابات الرئاسية هي في الحقيقة مزيج من انتخابات الولايات المنفصلة بدلا من انتخابات وطنية واحدة تديرها الحكومة الفدرالية.
متى نعرف من فاز بكل ولاية؟
بعد خبرة انتخابات 2020، وما شهدته من تحدي المرشح الجمهوري دونالد ترامب لنزاهتها وشفافيتها، وبسبب ما شهدته كذلك من مستويات تاريخية للتصويت بالبريد، فبسبب تفشي وانتشار جائحة كورونا، اتبعت الكثير من الولايات نظما وإجراءات إضافية للتأكد من دقة عملية الفرز والعد، ويتوقع أن بعض الولايات ستكون بطيئة جدا في عد أصواتها هذا العام، في حين ستكون ولايات أخرى أسرع نسبيا.
ولا ينتظر أن تعرف نتيجة الانتخابات مع نهاية يوم الثلاثاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلا في حالة اكتساح مرشح كل ولايات الساحل الشرقي المتأرجحة الواقعة في التوقيت نفسه وهي كارولينا الشمالية وجورجيا وبنسلفانيا. ومع صعوبة هذا السيناريو، قد تستغرق عملية العد والفرز عدة أيام.
وتوقع خبراء تحدثت إليهم الجزيرة نت أن يتم إعلان نتائج الانتخابات النهاية بعد أسبوع.
هل تسمح الولايات بقبول بطاقات الاقتراع بعد موعد الانتخابات الرسمي؟
تسمح 22 ولاية بالإضافة إلى العاصمة واشنطن بقبول بطاقات الاقتراع بشرط أن يختم عليها قبل انتهاء يوم الانتخابات الرسمي، وهكذا يتوقف توقيت الانتهاء من فرز البطاقات طبقا لتاريخ إرسال الناخبين لها.
ومن بين هذه الولايات كاليفورنيا التي تسمح بقبول البطاقات حتى يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، والعاصمة الأميركية (13 نوفمبر/تشرين الثاني) وولاية آيوا (9 نوفمبر/تشرين الثاني) ومينيسوتا (10 نوفمبر/تشرين الثاني).
صحيفة نيويورك تايمز توقعت ألا يتم إعلان النتائج رسميا ليلة الانتخابات، حيث يستدعي ذلك انتهاء كل الولايات من عد وفرز أصوات ناخبيها أولا.
متى نعرف نتيجة الولايات المتأرجحة؟
من بين الولايات السبع الرئيسية المتأرجحة التي من المرجح أن تحدد الانتخابات، يتوقع أن جورجيا وكارولينا الشمالية ونيفادا وأريزونا في وضع يسمح لها بفرز وعدّ معظم الأصوات في ليلة الانتخابات أو بعد ذلك بساعات قليلة.
وبطبيعة الحال، كلما ضاق هامش فارق الأصوات بين المرشحين في أي من هذه الولايات، طال الوقت الذي يستغرقه العد والفرز للتأكد من هوية من فاز، وذلك بافتراض عدم ظهور مشاكل غير متوقعة.
وقامت هذه الولايات على الأقل بالحد الأدنى للتحضير للعدد غير المسبوق من بطاقات الاقتراع التي تتدفق بالبريد في هذه الانتخابات.
وعلى النقيض منها تأتي ولايات بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان، وهي الولايات الثلاث التي منحت بايدن الفوز قبل 4 أعوام ومنحت ترامب الفوز قبل 8 سنوات، إذ يختلف الوضع كليا، فقد رفضت المجالس التشريعية الجمهورية في هذه الولايات رفضا تاما تقريبا تحديث السياسات القديمة التي تتعامل مع بطاقات الاقتراع المرسلة بالبريد وفرزها، لذا يمكن لهذه الولايات أن تستغرق أياما حتى تقترب من إنهاء العد والفرز.
ماذا يعني ارتفاع نسب التصويت البريدي والمبكر لحظوظ كلا المرشحين؟
صوت أكثر من 80 مليون أميركي قبل يوم الاقتراع النهائي 5 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، ولم تعلن نتائج دقيقة لهذه المرحلة حتى الآن. وإذا كان التصويت الشخصي أكثر تأييدا لترامب من التصويت بالبريد في هذه الولايات المتأرجحة، فإن بطء عدّ وفرز بطاقات التصويت البريدي يمكن أن يترك الانطباع في الليلة الأولى بأن ترامب ينتصر في هذه الولايات، رغم أن هذا قد يكون غير صحيح.
وطبقا لحسابات نصيب المرشحين من مندوبي المجمع الانتخابي، فمن المؤكد أن ترامب لا يستطيع الفوز بالرئاسة دون الفوز في واحدة على الأقل من تلك الولايات الثلاث البطيئة الفرز، وهذا يعني أنه من المحتمل ألا يدعي ترامب الفوز في ليلة الانتخابات، فطريقه إلى النصر يمر عبر الولايات البطيئة العد والفرز.
ومع ذلك، تبدو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في وضع أفضل، إذ إن هناك ولايات فاز بها ترامب في 2016 ثم فاز بها بايدن عام 2020، وهي الآن ولايات من المتوقع أن تعلن نتائجها سريعا، وإذا استطاعت هاريس أن تقلب ولايات فاز بها ترامب مثل كارولينا الشمالية، فمن شبه المؤكد أن تفوز بالرئاسة، والأمر نفسه سوف يحدث إذا حقق ترامب مفاجأة وفاز بأحد معاقل الديمقراطيين مثل فيرجينيا.
ما سبب اختلاف الولايات في توقيت الإعلان عن نتائج التصويت النهائية؟
بسبب عدم مركزية إدارة الانتخابات، يترك القانون لكل ولاية أن تضع قواعد وإجراءات الإعلان عن نتائج التصويت. وبعد أحداث 2020، عدّلت الكثير من الولايات من هذه القوانين.
ومع ارتفاع نسب التصويت بالبريد، يصبح التحدي الحقيقي أن بطاقات الاقتراع المرسلة بالبريد تستغرق وقتا طويلا في التحقق من صحتها، حيث يجب التحقق من أن معلومات التسجيل مطابقة للسجلات الحكومية لمنع التزوير ولكي يتم اعتبار التصويت صحيحا.
وكان هناك حل بسيط، وهو البدء مبكرا في فرز وعد البطاقات البريدية، وعدم الانتظار حتى يوم الانتخابات، لكن الجمهوريين في بعض الولايات منعوا ذلك لأسباب سياسية تتعلق بشكوكهم في أن مصوتي البريد يميلون أكثر إلى الديمقراطيين.
ما الولايات التي بدأت بالفعل فرز وعدّ الأصوات؟
قامت ولاية فلوريدا -على سبيل المثال- بأولى خطوات فرز وعد بطاقات الاقتراع بالبريد قبل أسابيع (رغم أن أرقام الأصوات لن تنشر علنا حتى إغلاق صناديق الاقتراع الليلة)، كما قامت ولايتا أريزونا وكارولينا الشمالية بما قامت به فلوريدا.
وسينتج عن ذلك أنه يمكن الإعلان عن نتائج تمهيدية في هذه الولايات الليلة، وقد تكون النتيجة أنه في كل ولاية من هذه الولايات يتقدم ترامب، إلا أنه عند إضافة الأصوات التي تم فرزها وعدها مبكرا قد تنقلب النتيجة لصالح هاريس، أو أن يضيق الفارق بينهما بصورة كبيرة.
رفضت ولايات بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن اتخاذ هذه الخطوة الأساسية المنطقية لبدء عملية الاقتراع في وقت مبكر.
وبشكل أكثر تحديدا، رفضت الهيئات التشريعية الجمهورية في تلك الولايات تغيير قانون الولاية للسماح بذلك، على الرغم من مطالبات الديمقراطيين.
ونتيجة لذلك، فإن عملية العد والفرز ستستغرق وقتا طويلا، خاصة مع التزام الولايات بتحديد ما إذا كان الاقتراع في البريد قد تم بشكل صحيح.
هل تفرز وتعد الولاية كل أصوات ناخبيها في الوقت نفسه؟
لا، هناك فوارق كبيرة حتى داخل الولاية الواحدة، هناك مناطق يتم العد فيها سريعا، وأخرى يأخذ العد وقتا أطول.
وغالبا ما تستغرق المدن وقتا أطول لإكمال عد وفرز بطاقاتها مقارنة بالمناطق الحضرية أو الريفية، وتقليديا تصوت المدن للديمقراطيين، والمناطق الأخرى للجمهوريين، وعليه يمكن أن تبدأ الولاية بتقدم كبير لترامب في بطاقات الاقتراع البريدي، ويتغير الوضع مع إكمال عد وفرز بطاقات المدن.
هل يمكن أن تمنح نتائج يوم الثلاثاء الفوز لأحد المرشحين؟
لا يمكن تصور ذلك بسهولة، ومن الصعب تصور جمع ترامب أو هاريس 270 صوتا انتخابيا في ليلة الانتخابات مع افترضنا أن ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا لن يتم إعلان نتائجها قبل عدة أيام كما ذكرنا أعلاه.
واشنطن – على مدى ساعات التصويت الصباحية في الانتخابات الأميركية، تجولت الجزيرة نت في عدة مقرات انتخابية، أحدها نادٍ اجتماعي حكومي بمقاطعة مونتغمري بولاية ماريلاند، والثاني مكتبة عامة في قلب العاصمة واشنطن.
لكن طوابير الناخبين الطويلة غابت عن بعض مراكز الاقتراع، في حين كان عدد من المتطوعين والعاملين بالنادي موجودين لتسهيل عملية التصويت وإرشاد الناخبين.
وتصوّت ولاية ماريلاند والعاصمة واشنطن عادة لصالح الحزب والمرشحين الديمقراطيين، مما يفسر غياب منطقة واشنطن الكبرى عن خريطة الفعاليات الانتخابية الواسعة، حيث تجاهلها كل من المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وذلك لتأكدهما من نتائج التصويت فيها.
فنست (يمين) اختار التصويت لهاريس رغم عدم اقتناعه بها بل رفضا لترامب (الجزيرة)
تصويت المضطر
تحدثت الجزيرة نت إلى ديلان فنست، وهو مهندس تكنولوجيا متعاقد مع جهة حكومية، وعبّر عن غضبه من حتمية الاختيار بين مرشحين سيئين بالنسبة له.
وقال فنست “ترامب مختل، ووصوله للبيت الأبيض يمثل خطرا على العالم وعلى أميركا وعلى البيئة، أنا مضطر للتصويت لكامالا هاريس رغم عدم معرفتي بها، ومعارضتي مواقفها تجاه القضايا الهامة خاصة الاقتصاد والضرائب”.
وأضاف أن غياب الانتخابات التمهيدية عن الجانب الديمقراطي جعلنا لا نعرف من هي هاريس، فهي اختيار من الرئيس جو بايدن فقط، “ولم نصوت لها في أي انتخابات تمهيدية، وقد فرضت علينا، لكن مع استحالة التصويت لترامب سيذهب صوتي لها”.
في حين عبّر ناخب آخر عن رفضه منح صوته لهاريس، وقال إنها “ستمثل أربع سنوات إضافية من حكم بايدن الكارثي، انظر إلى الحروب في أوكرانيا وفي الشرق الوسط، انظر إلى ارتفاع الأسعار وانهيار نظام الهجرة، حكم هاريس سيكون كارثيا”.
وأشار الناخب، الذي تحفظ على ذكر اسمه، إلى أن ترامب على الرغم من كل عيوبه ومواقفه وهفواته، فإنه “يجعل العالم يحترم أميركا، وأنا مع تعهده بإصلاح نظام الهجرة ووقف تدفق الملايين إلى بلادنا دون أي تدقيق”.
وتحدثت الناخبة الديمقراطية لايفت براون للجزيرة نت عن تصويتها لهاريس بسبب قضية واحدة وهي “الحق في الإجهاض”، وذكرت براون أنها تقوم بمهام تطوعية في حملة هاريس بسبب هذه القضية الحساسة بالنسبة لها والمهمة لنصف الأميركيين من النساء.
وأضافت براون “هاريس تشبهني، فهي سيدة سوداء وناجحة، وهي شخصية مهمة لنا نحن النساء، الكثير من دول العالم أوصلت النساء إلى القمة السياسية، وقد حان وقت هذا هنا في أميركا”.
واعتبرت الناخبة أن سباق الكونغرس لا يقل أهمية عن سباق البيت الأبيض، وأشارت إلى أن هاريس لا يمكنها تعديل قوانين الإجهاض إلا مع وجود أغلبية ديمقراطية في مجلس النواب ومجلس الشيوخ، “ولهذا السبب أنا أدعم ترشح الديمقراطية أنجيلا ألسبروك ضد منافسها الجمهوري لاري هوجان على مقعد السيناتور بولاية ماريلاند”.
المكتبات العامة في واشنطن فتحت أبوابها أمام الزوار والمقترعين (الجزيرة)
واستخدمت واشنطن مكتباتها ومدارسها العامة كمراكز اقتراع، وبينما أغلقت المدارس أبوابها أمام الطلاب وأعلنتها عطلة لهم، فتحت المكتبات أبوابها للزوار كما هو معتاد، رغم استضافتها عملية الاقتراع.
وفي طابور ليس بطويل من الناخبين خارج المكتبة العامة بمنطقة جورج تاون، انتظر الناخبون ما يقل عن 10 دقائق للانتهاء من عملية الاقتراع.
وذكر أحد الناخبين للجزيرة نت أنه يصوّت لأن هذا حق يتمتع به ويفتقده الملايين حول العالم ممن يعيشون في ظل أنظمة غير ديمقراطية، وأضاف أن ارتفاع نسبة الجريمة وانتشارها الواسع في واشنطن يدفعه للتصويت لأي مرشح غير ديمقراطي، لأنهم لا يواجهون هذه الظاهرة الجديدة في العديد من أحياء واشنطن.
وقال الناخب إنه من القلائل الذين سيصوتون لترامب “بسبب سجله الجيد المتعلق بمواجهة الجريمة والتشدد في تنفيذ القانون، ووقف الهجرة غير النظامية”، وتقليديا يصوّت أكثر من 90% من سكان العاصمة للمرشح الديمقراطي، وتعد من أكثر مناطق الولايات المتحدة ليبرالية وتساهلا مع مرتكبي الجرائم.
دعاية تشير إلى أن انتخاب ترامب سيخفض الأسعار وأن انتخاب هاريس سيتسبب في ارتفاعها (الجزيرة)
خلل في التصويت
واشتكت الناخبة المستقلة أيمي فينتش من غياب اسم مرشحة حزب الخضر جيل ستاين في بطاقات الاقتراع الخاصة بواشنطن، والتي تدعمها “لأنها تناصر حق الفلسطينيين في دولة مستقلة، وتنادي بوقف العدوان الإسرائيلي والدعم الأميركي المستمر لإسرائيل”.
وفي حديث قصير للجزيرة نت، ذكرت فينتش أنها صدمت عندما لم تجد اسم ستاين على بطاقة الاقتراع، وقالت “كان هناك 3 مرشحين فقط، روبرت كينيدي الذي انسحب ودعم ترامب، إضافة لهاريس وترامب، ومن المستحيل أن أصوت لهما بسبب دعمهما الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لقد تركت خانة الرئيس خالية من أي مرشح”.
وأضافت الناخبة أن “مواقف هاريس وما تمثله يروق لها بشدة، وباستثناء موقفها من غزة فإنها كانت ستكون خيارها الطبيعي، خاصة أنها سيدة مثلي”.
وعن الأوضاع الاقتصادية، قالت فينتش إنها على الرغم من عملها هي وزوجها، فإن ارتفاع الأسعار جعلاهما يعيدان التفكير في ولائهما التقليدي للحزب الديمقراطي.
وذكرت للجزيرة نت “سننتظر حتى يختفي ترامب من المشهد السياسي، ونأمل أن يعود الحزب الجمهوري لمبادئه المحافظة اقتصاديا، وحينها قد نغير وجهتنا له بدلا من الحزب الديمقراطي الذي يثبت فشله في مواجهة مخاوفنا من الاستمرار في ارتفاع الأسعار بلا توقف”.
وتجري انتخابات 2024 في ظل شارع أميركي شديد الانقسام، وفقما تؤكد كل استطلاعات الرأي. وتبدو الصورة ضبابية أكثر من أي انتخابات رئاسية أخرى في تاريخ الولايات المتحدة، في حين يأمل كثير من الأميركيين أن لا يحتاج انجلاء الصورة وقتا طويلا لمعرفة اسم الرئيس الجديد.
5/11/2024–|آخر تحديث: 6/11/202412:05 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
القدس المحتلة- قال فلسطينيون في مدينة القدس المحتلة إنهم لا يعلقون آمالا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، معتبرين أن الخيار بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس كالمفاضلة بين “سيئ وأسوأ”.
وفي وقت سابق اليوم، باشر ملايين الأميركيين بعدد من ولايات الساحل الشرقي للولايات المتحدة، الإدلاء بأصواتهم عقب فتح مراكز الاقتراع لاختيار الرئيس الـ47 للبلاد، وسط احتدام المنافسة بين هاريس وترامب.
وللمقدسيين تجربة سابقة مع ترامب، إذ نقل في فترة رئاسته السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، واعتبر المدينة بشقيها الشرقي والغربي عاصمة مزعومة لإسرائيل، في السادس من ديسمبر/كانون الأول 2017، مما أحدث وقتها موجة غضب واستياء واسعة النطاق.
في المقابل، هاريس هي نائبة للرئيس الحالي جو بايدن الذي دعم إسرائيل في حرب الإبادة على غزة، والعدوان على لبنان، وزودها بالمعدات العسكرية والقنابل التي دمرت الجزء الأكبر من قطاع غزة.
إيفانكا ترامب تشارك في افتتاح مقر السفارة الأميركية في القدس (الجزيرة)
دعم مطلق لإسرائيل
وقال الفلسطيني عماد منى، مالك المكتبة العلمية في شارع صلاح الدين بالقدس، إن “فكرة الانتخابات بحد ذاتها جيدة، فكل دولة يجب أن تجري فيها انتخابات، ولكن في ما يتعلق بالولايات المتحدة الأميركية، فأعتقد -من واقع تجربتي الشخصية، إذ إن هذه هي عاشر انتخابات أواكبها- أن الأمور في ما يتعلق بفلسطين لم تتغير كثيرا”.
وأضاف أن “كل فلسطيني يعلم أن الولايات المتحدة، أيا كان الفائز في انتخاباتها الرئاسية، أمورها ستبقى بالنصاب ذاته في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فأميركا داعمة بشكل مطلق لإسرائيل، وهذا ثابت من ثوابتها الأساسية، ولا فرق بشأن من سيصل إلى البيت الأبيض، هاريس أو ترامب”.
وأكد أن “الديمقراطيين الآن في الحكم، ودعموا الإبادة الإسرائيلية في غزة والعدوان على لبنان، ولكن يقال إن هاريس تعد الناس بأنها ستوقف الإبادة إذا ما جرى انتخابها، وأنا شخصيا لا أبني على ذلك أملا كبيرا، لأنه من خلال تجربتنا العملية فإنهم يتحدثون كثيرا عن فلسطين، لكنهم لا يفعلون شيئا على أرض الواقع، وإن فعلوا فإنهم يفعلون القليل القليل”.
وطالب المقدسي بـ”معاقبة الحزب الديمقراطي بسبب دعمه إسرائيل في حرب الإبادة على غزة”.
وفي ما يتعلق بالحزب الجمهوري، اعتبر عماد أنه “أسوأ، ولدينا تجربة مع دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية السابقة، التي نقل خلالها السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وكان ذلك مريعا”.
وختم حديثه بالقول “لا نترقب أي شيء من أي منهما (هاريس وترامب)، وبالتالي هو الخيار بين السيئ والأسوأ، والناس هنا لا يتابعون الانتخابات في أميركا كثيرا، لأنهم يدركون أننا لن نحصل على شيء من واشنطن”.
وجهان لعملة واحدة
أما أحمد البخاري، وهو صحفي رياضي، فقال “كوني مواطنا فلسطينيا مقدسيا، أنا غير مهتم كثيرا بالانتخابات الأميركية ونتائجها، وسواء نجح ترامب أو هاريس فكلاهما بالنسبة إليّ سيان، ولا يختلفان عن بعضهما بعضا.. وجهان لعملة واحدة”.
وأضاف البخاري “تاريخيا كانت الولايات المتحدة عدوا للشعب الفلسطيني وللعرب والمسلمين، ومن ينتظر نتائج الانتخابات اليوم مغفل، لأن المرشحين صهاينة أكثر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه”، وفق قوله.
واعتبر أنه “سواء أنجح ترامب أم هاريس فبالنسبة إلينا بوصفنا شعبا فلسطينيا مقدسيا يعيش في القدس بفلسطين، ويعيش الكارثة والمذبحة (الإسرائيلية) في قطاع غزة وفي جنوب لبنان، نعتبر أن ترامب وهاريس شريكان في (إراقة) الدم الفلسطيني واللبناني”.
ورأى البخاري أنه “سيكون هناك تأثير للانتخابات على المنطقة، ولكنه لن يكون بفائدة الفلسطينيين”، مضيفا: “لا ننسى أن هناك قوى أخرى في المنطقة، مثل روسيا وهناك الصين، وبالتالي فإن أميركا فقدت قوتها السابقة”.
وأردف “أنا كوني فلسطينيا أرى نفسي أقوى من أميركا، لأن تاريخي متجذر لـ10 آلاف سنة بفلسطين، أما أميركا فعمرها 400 سنة، وبالتالي فإن كثيرا من الدول أقوى منها”.
وبشأن تداعيات الانتخابات على القضية، أكد البخاري أنه “لا تأثير مباشر على القضية الفلسطينية، أو إنهاء الإبادة الإسرائيلية، سواء من ترامب أو هاريس، فالمجزرة المتواصلة في قطاع غزة تتم بالسلاح الأميركي، ولن يكون هناك وقف قريب للمجازر إلا بالقوة”.
كلاهما مشكلة
أما المواطن المقدسي داود أبو غزالة، فاعتبر أن “أيا كان الفائز فإنه لن يفيدنا هنا في القدس، بل على العكس تماما، كلاهما مشكلة كبيرة جدا”.
وأضاف أبو غزالة “لا يوجد أي سبب للتعويل على الرئيس الأميركي الجديد، فهو لن يفعل أي شيء، وأيا كان الفائز فإنه سيكون سيئا بالنسبة إلينا”.
وعلى المستوى الشخصي، ختم حديثه بالقول، “أنا لا أعلق أي آمال” على الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ويعود انعدام ثقة الفلسطينيين بالإدارة الأميركية الحالية أو اللاحقة إلى الدعم المفرط الذي تقدمه واشنطن لتل أبيب في حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة، وإلى الانحياز المطلق لها في المواقف على حساب حقوق الفلسطينيين المشروعة.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 146 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
5/11/2024–|آخر تحديث: 5/11/202411:13 م (بتوقيت مكة المكرمة)
نشرت نيويورك تايمز مقالا للكاتب ناتي كوهين يتحدث فيه عن 4 سيناريوهات محتملة لنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية الجارية حاليا، والتفسير المسبق لكل سيناريو، مشيرة إلى حالة عدم اليقين السائدة.
في مستهل المقال يقول كوهين إنه ونظرا إلى انخفاض نسبة التأييد للرئيس جو بايدن (40% في آخر استطلاع) والانخفاض الكبير في نسبة من يرون أن أميركا تسير في الاتجاه الصحيح (28%)، فمن الصعب القول إن الحزب الديمقراطي سيستمر في سيطرته على البيت الأبيض.
وعلى الجانب الآخر، يقول الكاتب إن المرشح الجمهوري دونالد ترامب يواجه تحديات فريدة، بسبب إدانته في جرائم جنائية ومحاولته تقويض نتائج الانتخابات السابقة.
وكلا الطرفين يعاني من نقاط ضعف كبيرة، حيث يواجه الجمهوريون قضايا تتعلق بالإجهاض، بينما يعاني الديمقراطيون من مخاوف تتعلق بالهجرة.
المقال يقدم 4 سيناريوهات ممكنة لنتائج الانتخابات:
الفوز الحاسم لكامالا هاريس بفارق كبير
قد يظهر هذا السيناريو على أنه نتيجة حتمية، فقد حقق الديمقراطيون نجاحات ملحوظة منذ فوز ترامب في 2016، حيث تفوقوا في الانتخابات النصفية للكونغرس. وإذا ذهب الناخبون إلى صناديق الاقتراع بقلق حول قضايا مثل الإجهاض والديمقراطية، فقد تؤدي هذه العوامل إلى فوز هاريس بشكل حاسم.
تكرار نتائج انتخابات 2020
في ظل الانقسام السياسي الحالي، من الممكن أن تتكرر نتائج انتخابات 2020، حيث ستتوزع الأصوات بشكل مشابه لتلك الانتخابات. رغم أن هاريس قد تكون مرشحة مفضلة في مثل هذا السيناريو، إلا أن أي انخفاض في نسبة التصويت بين الناخبين الشباب أو السود أو اللاتينيين قد يمنح ترامب فرصة لتحقيق الفوز.
تكرار نتائج انتخابات 2022 النصفية للكونغرس
قد تُظهر انتخابات 2024 تشابها أكبر مع الانتخابات النصفية لعام 2022، حيث يتجه الناخبون في اتجاهات مختلفة عبر الولايات، مع اختلافات واضحة في النتائج. في هذه الحالة، قد تكون هناك تنافسية في بعض الولايات التي تعاني من التحديات، بينما يحقق الجمهوريون نجاحات في مناطق أخرى.
في حالة فوز ترامب بشكل كبير
سيكون هذا نتيجة محتملة متوقعة، بالنظر إلى نسبة تأييد بايدن المنخفضة. تشير استطلاعات الرأي إلى تحول في ميول الناخبين نحو الجمهوريين، مع احتمال أن يتفوق الناخبون الجمهوريون في الانتخابات ذات نسبة المشاركة العالية. إذا استمر الناخبون في عدم الرضا عن بايدن، فقد يؤدي ذلك إلى تحقيق ترامب انتصارات غير متوقعة.
خاتمة
تسلط المقالة الضوء على أهمية فهم الديناميات السياسية والاجتماعية المعقدة التي تؤثر على الانتخابات. ففي نهاية المطاف، رغم عدم القدرة على التنبؤ بدقة بما سيحدث، من المؤكد أن الصراع بين الديمقراطيين والجمهوريين سيستمر في تشكيل هوية السياسة الأميركية، ويؤثر على مستقبل البلاد.
قد تتجه الأمور نحو: فوز ساحق لهاريس، تكرار دقيق لنتائج 2020، أو تكرار مشهد الانتخابات النصفية، أو فوز كبير لترامب. ومع ذلك، من المؤكد أن كل هذه الاحتمالات ستشكل مستقبل البلاد.
من الواضح أن الصراعات بين الجانبين لا تتعلق فقط بالمرشحين، بل تعكس أيضا قضايا أعمق تؤثر على الهوية السياسية لأميركا، مما يجعل من المهم فهم الديناميات الاجتماعية والسياسية قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع.
توقع المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات أن يطلق الرئيس الأميركي جو بايدن العنان لصراع عالمي خلال الشهرين المتبقيين من عمر إدارته، في حال خسارة نائبته كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية.
وقال المركز -في تقرير على موقعه للكاتبة تايا سيلفرهيلم- إن مؤشرات التصعيد الذي تسعى إليه واشنطن تتجلى في تعزيز الوجود العسكري في الشرق الأوسط وأوروبا.
وأشارت الكاتبة إلى إعلان البنتاغون نيته إرسال المزيد من مدمرات الدفاع الصاروخي، وسرب مقاتلات وطائرات تزود بالوقود وقاذفات بعيدة المدى تابعة للقوات الجوية من طراز “بي 52 ستراتوفورتريس” إلى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى نشر الدفاع الصاروخي “ثاد” لحماية إسرائيل.
قاذفات إستراتيجية إلى أوروبا
قالت سيلفرهيلم إن القيادة العسكرية الأميركية بأوروبا أعلنت أن البنتاغون سينقل خلال هذه الأيام قاذفات إستراتيجية إلى أوروبا لإجراء عمليات مشتركة وتدريب على سرب الطائرات الأميركية القاذفة مع الحلفاء وشركائه بحلف الناتو لعدة أسابيع.
ولم يحدد البنتاغون موقع انتشار القاذفات وأنواعها، بيد أنه قد تم رصد حركة طائرات شحن من قاعدة باركسديل بولاية لويزيانا الأميركية إلى قاعدة فيرفورد البريطانية، وفقا لما ذكره موقع “ذا أفياشنيست” الإيطالي المتخصص في رصد حركة الطيران العسكري عبر العالم.
وذكر الموقع أن قاعدة باركسديل تضم عادة قاذفات “بي 52 ستراتوفورتريس” التابعة للجناح الثاني للقاذفات. لكن لوحظ في بعض الحالات أن القوة التشغيلية للقاذفات أرسلت من عدة قواعد بنمط مختلط. وفي هذه الحالة، يُعتقد أن الطائرات جاءت أيضا من قاعدة مينوت الجوية في داكوتا الشمالية.
قاعدة مينوت
وأشارت الكاتبة إلى أن قاعدة مينوت كانت تضم في السابق قاذفات قنابل نفذت مهام قتالية خلال حرب الخليج عام 1991، بينما خرجت من قاعدة فيرفورد الجوية البريطانية رحلات بالطائرات المقاتلة كجزء من عملية الناتو ضد يوغسلافيا عام 1999، وكذلك خلال الحرب الأميركية ضد العراق عام 2003.
وأضافت أن قاعدة فيرفورد -التي يسيطر عليها الجيش الأميركي- تستعد حاليا لاستقبال مسيرة من طراز “آر كيو 170 سنتينال” وأحدث طائرات الاستطلاع من طراز “نورثروب غرومان آر كيو 180” من إنتاج شركة نورثروب غرومان والتي بدأ الجيش الأميركي باستخدامها عام 2019.
ممرات برية بأوروبا
ونقلت الكاتبة عن صحيفة “تلغراف” البريطانية قولها إن واشنطن تستعد لمواجهة مع روسيا على الأراضي الأوروبية في يونيو/حزيران 2024، بذريعة هجوم روسي محتمل، وقد قررت الولايات المتحدة بهذا الإطار تجهيز عدد من الممرات البرية في أوروبا لضمان حركة القوات والمركبات المدرعة.
وتتضمن الخطة هبوط القوات الأميركية بالموانئ الهولندية ثم السفر بالسكك الحديدية عبر ألمانيا إلى بولندا. وقد طُرحت فكرة إنشاء ممرات برية انطلاقا من الموانئ الإيطالية عبورا بكرواتيا وسلوفينيا، ووصولا للمجر المتاخمة لأوكرانيا.
وتشمل الاستعدادات المتوقعة نقل الوحدات العسكرية الأميركية من الموانئ اليونانية والتركية إلى بلغاريا ورومانيا، كما تخطط الولايات المتحدة أيضا لاستخدام الموانئ في البلقان والنرويج والسويد وفنلندا.
وذكرت الصحيفة البريطانية -نقلا عن مسؤولين في حلف الناتو- أن كبار قادة الحلف يحثّون الحكومات الغربية على الاستعداد لمواجهة مع روسيا قد تحدث خلال 20 عاما القادمة.
وقد اتفق أعضاء الناتو -بعد القمة المنعقدة في فيلنيوس في يونيو/حزيران 2023- على تدريب 300 ألف جندي ووضعهم في حالة تأهب قصوى للدفاع عن الحلف.
جهود غير مثمرة
واعتبرت الكاتبة أن تحذير الولايات المتحدة من “التهديد الروسي” يأتي ضمن مساعيها للسيطرة العسكرية على أوروبا والاستعداد لعدوان مباشر على روسيا، مؤكدة أن التوتر بين البلدين بلغ ذروته بعد قمة بريكس واقتراح روسيا إنشاء نظام مالي عالمي بديل لسويفت، الأمر الذي أقض مضجع الولايات المتحدة.
وحسب الكاتبة، فإن إدارتي الرئيسين السابق والحالي، باراك أوباما وجو بايدن، فعلتا ما بوسعهما لإضعاف روسيا عبر تنفيذ انقلاب في كييف، وإطلاق العنان للعدوان على دونباس، وفرض عقوبات على روسيا في جميع أنحاء العالم الغربي، لكن ذلك لم يؤت ثماره.
كما فشلت الولايات المتحدة -على حد تعبيرها- في خطتها لإضعاف روسيا من خلال تحويل أوكرانيا إلى كيان معاد بالوكالة، ولم يبق أمام بايدن وإدارته إلا إشعال حرب بين روسيا وأوروبا، ومحاولة اللعب بورقة الشرق الأوسط، لكن ذلك يزيد من إضعاف نفوذ الولايات المتحدة.
5/11/2024–|آخر تحديث: 5/11/202405:57 م (بتوقيت مكة المكرمة)
كتبت إليزابيث ميليموبولوس في “الجزيرة الإنجليزية” تقريرا شارحا لكيفية فرز نتائج الانتخابات الأميركية اليوم وكيف يمكن أن تتكشف، والجدول الزمني المحتمل لها. وفي ما يلي 10 أسئلة وأجوبتها لشرح هذه العملية:
1- متى يبدأ الاقتراع؟
تفتح مراكز الاقتراع بين الساعة 07:00 و09:00 صباحا بالتوقيت المحلي. وبالنظر إلى اختلاف المناطق الزمنية المتعددة في الولايات المتحدة، سيكون ذلك بين الساعة 10:00 و15:00 بتوقيت غرينتش.
2- متى ينتهي الاقتراع؟
تختلف أوقات نهاية الاقتراع من ولاية إلى أخرى، وأحيانا من مقاطعة إلى أخرى.
3- متى يبدأ عد الأصوات، ومتى يمكننا توقع النتائج؟
بعد ساعات فقط من نهاية الاقتراعات الأولى في الساعة 19:00 بالتوقيت الشرقي (00:00 بتوقيت غرينتش)، من المتوقع أن تبدأ النتائج في الظهور. ومع ذلك، فإن بعض الولايات ستحصي الأصوات بسرعة أكبر من غيرها. ومع نهاية الاقتراع بعد عدة ساعات في الولايات الغربية مقارنة بالولايات الشرقية، ستبدأ نتائجها الأولى في وقت لاحق فقط، عندما تكون بعض الولايات الشرقية قد تم إعلان نتائجها بالفعل لصالح هاريس أو ترامب.
في سباق ضيق بينهما، يمكن أن يستمر العد بعد ليلة الانتخابات، وربما لا نعرف الفائز لعدة أيام.
وفي هذا الصدد، يقول ريموند جيه لاراجا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ماساتشوستس أمهيرست، إن “المنافسة شديدة حقا”.
وفقا لمتتبع استطلاعات الرأي الوطني 538، ظلت هاريس تحافظ، منذ يوم الجمعة، على تقدم ضيق على النطاق الوطني يبلغ حوالي 1.2 نقطة.
ومع ذلك، أوضح لاراجا أن استطلاعات الرأي ربما لا تلتقط بدقة بعض مجموعات الناخبين، مما قد يؤدي إلى نتائج مفاجئة لأي من المرشحين. وأضاف “إذا كانت استطلاعات الرأي خطأ، ولم يكن السباق ضيقا كما هو متوقع، فسنعرف بسرعة كبيرة، لكن تخميني هو أننا لن نعرف في الأيام القليلة الأولى”.
وأضاف أن “الفارق ضيق جدا جدا، لدرجة أن المرشح الخاسر ربما لا يتنازل. لذا سأخرج كمية كافية من القهوة والشاي، لأنها ستكون أمسية طويلة، وقد يستغرق ظهور النتائج النهائية بضعة أيام”.
4- ماذا نعرف عن الولايات المتأرجحة؟
من المتوقع أن تكون 7 ولايات متأرجحة أساسية في تحديد نتيجة السباق الرئاسي.
تشمل هذه الولايات الرئيسية بنسلفانيا (19 صوتا انتخابيا)، وكارولينا الشمالية (16)، وجورجيا (16)، وميشيغان (15)، وأريزونا (11)، وويسكونسن (10)، ونيفادا (6)، بإجمالي 93 صوتا للهيئة الانتخابية.
يحتاج المرشح إلى 270 صوتا على الأقل من أصل 538 صوتا انتخابيا للفوز في الانتخابات.
سينتهي الاقتراع في هذه الولايات بين الساعة 19:00 و22:00 بالتوقيت الشرقي (من 00:00 إلى 03:00 بتوقيت غرينتش).
من المحتمل أن تأتي بعض النتائج الأولى من جورجيا، حيث يتطلب قانون الولاية فرز جميع الأصوات المبكرة والإبلاغ عنها بحلول الساعة الثامنة مساء بالتوقيت الشرقي (01:00 بتوقيت غرينتش) ليلة الانتخابات.
بعد ذلك تأتي ولاية كارولينا الشمالية. في هذه الحالة، سيتم فرز الأصوات والإبلاغ عنها طوال المساء، مع توقع النتائج الكاملة بحلول منتصف الليل (04:00 بتوقيت غرينتش).
5- في نيفادا وبنسلفانيا ربما تظهر النتائج بعد أيام
في عام 2020، كانت ولاية نيفادا بطيئة، ولم يتم إعلان نتائج الولاية إلا بعد 5 أيام من يوم الانتخابات. منذ ذلك الحين، تغيرت القواعد، ومن المتوقع أن تتحرك العملية بشكل أسرع هذه المرة. ومع ذلك، ربما لا تكون النتائج معروفة ليلة الانتخابات. تسمح الولاية بالاقتراع بالبريد المتأخر، لذلك قد يستغرق الأمر أياما حتى نعرف النتائج النهائية.
لم يكن لدى ولاية بنسلفانيا، إحدى أهم ولايات ساحة المعركة، فائز واضح في عام 2020 لمدة 4 أيام بعد يوم الانتخابات. هذه الولاية هي واحدة من الولايات القليلة التي لا تسمح للعاملين في الانتخابات بالبدء في فرز بطاقات الاقتراع بالبريد حتى يوم الانتخابات، مما يعني أنه من المحتمل أن يستغرق الأمر عدة أيام قبل معرفة النتائج.
6- في ميشيغان وأريزونا ستظهر النتائج سريعا
في ميشيغان، قد يكون العد أسرع مما كان عليه في الانتخابات السابقة، لأنه يسمح الآن للمسؤولين بالبدء في فرز بطاقات الاقتراع بالبريد قبل يوم الانتخابات، لكن ليس لدينا وقت واضح حتى الآن لموعد إعلان نتائج الولاية.
في ولاية أريزونا، يمكن للمسؤولين البدء في فرز بطاقات الاقتراع بالبريد بمجرد تسلمها. من المتوقع أن يتم الإبلاغ عن النتائج الأولى في نحو الساعة 22:00 بالتوقيت الشرقي (03:00 بتوقيت غرينتش)، بعد ساعة واحدة من إغلاق صناديق الاقتراع.
أخيرا، في ولاية ويسكونسن، لا يمكن لموظفي الاقتراع البدء في فرز بطاقات الاقتراع حتى يوم الانتخابات، مما يعني أنه قد يكون هناك أيضا تأخيرات، على غرار ولاية بنسلفانيا. وفقا لتقرير “سي إن إن”، من غير المحتمل أن تكون النتائج حتى يوم الأربعاء.
7- ماذا يحدث إذا كان هناك تعادل؟
إذا كان هناك تعادل 269-269 أو فاز مرشح طرف ثالث بأصوات انتخابية، مما يمنع أي مرشح من الوصول إلى 270 صوتا، فإن الخطوة التالية تعرف باسم “الانتخابات الطارئة”.
الانتخابات الطارئة هي العملية التي تحدث عندما يقرر مجلس النواب الأميركي الفائز. يدلي وفد كل ولاية في مجلس النواب بصوت واحد، ويجب أن يحصل المرشح على أغلبية أصوات وفد الولاية للفوز.
ثم يختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس، إذ يدلي كل عضو في المجلس بصوت واحد والأغلبية البسيطة (51 صوتا) المطلوبة للفوز.
8- الانتخابات الطارئة
كانت هناك 3 حالات لانتخابات طارئة في الولايات المتحدة، في أعوام 1801 و1825 و1837. كانت أقرب انتخابات في السنوات الأخيرة هي الانتخابات الرئاسية لعام 2000، عندما فاز جورج دبليو بوش بـ271 صوتا في الهيئة الانتخابية -أي أكثر من واحد فقط مما يحتاج إليه- بعد إعادة فرز مثيرة للجدل في ولاية فلوريدا. وكان آل غور نائب الرئيس المنتهية ولايته قد حصل على 266 من أصوات الهيئة الانتخابية.
9- هل هناك قلق بشأن تأخير محتمل هذا العام؟
وقال لا راجا إنه إذا تأخر إعلان النتائج، “فإنه بالتأكيد يزيد من الشعور بأن هناك احتيال وعدم شرعية، وكلما طال الانتظار، سيبدأ الناس في القول: ما الذي يحدث وراء تلك الأبواب المغلقة؟ كيف يعدون بطاقات الاقتراع؟ من يكذب؟”.
ووفقا له، من الأفضل إجراء انتخابات عالية التنافس والوصول إلى “النتيجة النهائية بسرعة”.
نشأت هذه المخاوف والشكوك في عام 2021، عندما اقتحم الآلاف من مؤيدي الرئيس ترامب آنذاك مبنى الكابيتول، محاولين قلب خسارته الانتخابية لعام 2020 وإجبار المشرعين على الهروب من أجل سلامتهم. حدث هذا بعد أن طلب من أنصاره “القتال بقوة”.
10- ما حدث في السنوات السابقة؟
في الانتخابات الأخيرة في عام 2020، تم الإعلان عن النتائج بعد 4 أيام من الانتخابات في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، بمجرد تأكيد نتائج ولاية بنسلفانيا. في الانتخابات السابقة في عام 2016، اعترفت هيلاري كلينتون لدونالد ترامب في صباح اليوم التالي للانتخابات.
في انتخابات 2020، مرت بعض الولايات بما يعرف باسم “السراب الأحمر”، وهو لون الجمهوريين، حيث بدا أن ترامب يتصدر عندما تم فرز الأصوات الأولية ليلة الانتخابات. وحدث بعد ذلك تحول إلى الأزرق -لون الديمقراطيين- مع فرز أصوات إضافية بالبريد، وأمسك الرئيس جو بايدن بزمام المبادرة.
5/11/2024–|آخر تحديث: 5/11/202402:57 م (بتوقيت مكة المكرمة)
أصبح المجتمع الأميركي يعيش في فقاعات معلومات منفصلة تتخللها نظريات المؤامرة، وحلَّ التخوف محل النقاش بين الناخبين على القطبين، وطبق ما وصفه معجم أكسفورد بعصر “ما بعد الحقائق”، وهو عصر تحل فيه العواطف والمعتقدات الشخصية محل الحقائق الموضوعية بصفتها المؤثر الرئيسي في تشكيل الرأي العام.
وبهذه العبارات التحذيرية وصفت مراسلة صحيفة واشنطن بوست سارة إليسون الجو العام بالولايات المتحدة قبيل الانتخابات بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب، مشيرة إلى خوف ناخبين كثيرين من التعبير عن آرائهم أو مناقشة اختياراتهم علنًا.
وأكدت إليسون أن الانقسام السياسي مشكلة حقيقية باتت تهدد نسيج المجتمع الأميركي وبان أثرها في الانتخابات، ويؤجج المعضلة ارتفاع نسبة التخوف من ردود الفعل العنيفة بين أفراد المجتمع أثناء النقاش، مما يؤدي إلى ترسيخ المعلومات الخاطئة بين الطرفين، الجمهوري والديمقراطي، ولا يترك للحوار سبيلا.
وأشارت الكاتبة إلى بعض نظريات المؤامرة المنتشرة ومنها أن الديمقراطيين “يستوردون” المهاجرين للتصويت لهم بشكل غير قانوني و”استبدال” الأميركيين البيض، أو أن وكالات الاستخبارات الأميركية تخطط لاغتيال حلفاء ترامب بعد الانتخابات، أو أن الهايتيين يأكلون الحيوانات الأليفة في أوهايو، أو أن ترامب جلس على منشفة سوداء (تبين أنها معطفه لاحقا) خلال مقابلة أجراها مع قناة فوكس نيوز لإخفاء أثر تبوله اللا إرادي لكبر سنه.
عوامل انتشار نظريات المؤامرة
ووفق المقال، لم تبدأ المشكلة الآن وليس ترامب أول من يروج للحقائق المغلوطة، ولكن كان له دور كبير بنشرها منذ أول يوم تسلم به السلطة.
كما أن الارتياب المتنامي تجاه مجالات السلطة التقليدية، حتى لدى مسؤولي الانتخابات والعاملين في مجال الرعاية الصحية والصحفيين والعلماء، قد حفر الشكوك في حجر أساس الديمقراطية الأميركية.
وأشارت الكاتبة كذلك إلى خوارزميات الإنترنت التي تبرز القصص الأكثر “تطرفا” وإثارة للاهتمام -وتزج بها بوجه المستخدم تكرارا- وتسهم في زرع “خطر المؤامرة” في عقول الناس.
ووصف التقرير، استنادا إلى آراء خبراء، آلية انتشار المعلومات المضللة أو نظريات المؤامرة على أنها عملية طويلة المدى و تدريجية وتحصل على عدة مراحل يصبح بها المرء شيئا فشيئا أكثر تقبلا للحقائق الغريبة البعيدة عن الواقع، ويصبح أكثر استعدادا وجاهزية لتصديق ناشري المعلومات الخاطئة من المؤثرين بوسائل التواصل الاجتماعية أو السياسيين، مما يضعف أساس المجتمع الديمقراطي ويجعله أكثر عرضة لخطر تدخل عناصر خارجية مثل روسيا في سياق الانتخابات.
وقالت كلير واردل، وهي أستاذة في جامعة كورنيل متخصصة بدراسة النظام البيئي المعلوماتي المعاصر والمعلومات المضللة، في هذا الصدد “يسيء الناس فهم المعلومات المضللة على أنها معلومات فردية يمكن التخلص منها، جاهلين بذلك حقيقة عملها ببناء عقلية تآمرية مع مرور الوقت يمكن استغلالها في الظروف المناسبة”.
دور انهيار وسائل الإعلام التقليدية
وفق التقرير، انخفضت ثقة الجمهوريين بوسائل الإعلام الرئيسية من 70% في عام 2016 إلى 40% فقط في عام 2024، كما أصبح 40% من الجمهوريين يفضلون وسائل التواصل الاجتماعي مصدرا للمعلومات، ويعود ذلك جزئيا لهجوم شخصيات مؤثرة مثل ترامب على الصحافة.
وسمح تآكل الثقة في المؤسسات الإعلامية التقليدية بازدهار نظريات المؤامرة، خاصة خلال الأزمات الوطنية مثل الأعاصير التي هزت البلاد في الفترة السابقة أو جائحة كورونا.
ووصف تيد بوتروس، محامي التعديل الأول من الدستور الأميركي، أزمة المعلومات المضللة بأنها تهديد وجودي للديمقراطية، وأكد أن “حرب ترامب مع الصحافة” سبب رئيسي بالمشكلة.
ومع تدهور مكانة وسائل الإعلام التقليدية، أصبح الأميركيون يلجؤون إلى مصادر محلية مألوفة للحصول على الأخبار، مثل الأصدقاء والعائلة وشخصيات وسائل التواصل الاجتماعي، حسب نتائج مركز بيو للأبحاث والاستطلاعات.
وسلطت واردل الضوء على المخاطر المتعلقة بهذه النقلة قائلة “نحن نتطلع في أوقات الشك إلى الأشخاص الذين نعرفهم، للحصول على الأخبار الموثوقة”، وقد سهل هذا الاتجاه صعود المؤثرين على الإنترنت الذين يخاطبون المشاهدين بحميمية الأصدقاء، مستغلين في كثير من الأحيان انعدام الثقة الذي زرعته سنوات من الخطاب الحزبي، حتى إن بعض المؤثرين الذين عززتهم شبكات الدعاية الممولة من روسيا مثل “تينيت ميديا” نشروا رسائل مضللة أحيانا ومصممة خصيصا لدعم ترامب، مما أدى إلى تعميق الانقسامات.
قال موقع “ديلي بيست” الإخباري الأميركي إن هناك 5 أسباب تدعوه للاعتقاد بأن مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس ستذيق خصمها الجمهوري دونالد ترامب مرارة الهزيمة في انتخابات الرئاسة الأميركية التي انطلقت اليوم الثلاثاء.
واستند مراسل الموقع، هاري لامبرت، في ما أورده من أسباب في تقريره على البيانات المتاحة للجمهور، والتي نوجزها فيما يلي:
1- انظر خارج الولايات المتأرجحة
في ليلة السبت، أشار استطلاع رأي “صادم” -أجرته مؤسسات متخصصة تحظى بالاحترام في ولاية آيوا- إلى أن هاريس ستفوز بفارق 3 نقاط مئوية من أصوات الولاية، التي سبق أن فاز بها ترامب على خصمه الرئيس الحالي جو بايدن في عام 2011.
ووفقا لتقرير ديلي بيست، فإن هذا التحول ليس قاصرا على آيوا، بل يتضح أيضا في ولاية كنساس، حيث أظهر استطلاع آخر للرأي أجراه مركز (كانساس سبيكس) مؤخرا، أن أداء هاريس أفضل بكثير من أداء بايدن في انتخابات عام 2020، الذي تخلف بما يقارب 15 نقطة مئوية حينئذ عن ترامب.
2- النساء هن اللائي سيفزن
إذا فازت هاريس، فستكون النساء هن من قدنها للفوز. فهي تتقدم بفارق 5 نقاط بين النساء في استطلاع كانساس سبيكس، فيما يتقدم ترامب بفارق 15 نقطة بين الرجال.
وتشير آن سيلزر، مهندسة استطلاع مؤسسة (دي موين ريجستر آيوا بول)، إلى موجة من الدعم النسائي في ولاية آيوا للحزب الديمقراطي الذي يؤيد حق المرأة في الإجهاض.
3-مكاسب ترامب أكبر في الولايات الديمقراطية
يبدو أن ترامب قد حقق بعض المكاسب منذ عام 2020، لا سيما بين الناخبين من غير البيض، والناخبين الأصغر سنا. لكن هذه المكاسب قد لا تكون مفاجئة بتلك الدرجة التي بدت عليها في وقت سابق من الحملة الانتخابية.
وهناك أدلة أشارت إليها مؤسسة (يوغوف) لاستطلاعات الرأي تفيد بأن دعم السود للحزب الديمقراطي ما يزال صامدا بشكل جيد نسبيا؛ فهم يفضلون الديمقراطيين بحوالي 70 نقطة، بانخفاض عن 82 نقطة في عام 2020، ولكن ليس بالقدر الذي أظهرته استطلاعات الرأي الوطنية في الأسبوعين الماضيين.
ويبدو أن مكاسب ترامب تتركز في الولايات الديمقراطية الكبيرة ذات السكان الأكثر تنوعا (والأصغر سنا)، مثل نيويورك وكاليفورنيا. أما مكاسبه في ولايتي نيومكسيكو وفرجينيا ذات الأغلبية الديمقراطية الصلبة، فلن تكون كافية لتحويلها لصالح الجمهوريين.
وهناك ولاية أريزونا، التي يبدو أن ترامب يحقق فيها أداء أفضل بحوالي 3 درجات عما كان عليه الحال في عام 2020.
4- استطلاعات الرأي تبالغ في تصحيح الأرقام لصالح ترامب مثلما حدث في عام 2020
هناك الكثير من استطلاعات الرأي التي تظهر تقاربا في تأييد كلا المرشحَين هاريس وترامب هذا العام، بحسب محلل استطلاعات الرأي نيت سيلفر. لكن يبدو أن منظمي استطلاعات الرأي يتلاعبون بالبيانات لتظهر متقاربة.
ولعل هذه الممارسة تتجلى أكثر حدة في ولايات ويسكونسن وبنسلفانيا وكارولينا الشمالية ونيفادا، لكنها أقل حدة في أريزونا وجورجيا وميشيغان.
ويتساءل ديلي بيست: لصالح من يتلاعب المستطلعون بالنتائج؟ يجيب المراسل الخاص للموقع الأميركي لامبرت، أن المبالغة في تغيير الأرقام تصب في مصلحة ترامب كما حدث في عام 2020.
5- السباق الانتخابي نحو الكونغرس يصطبغ باللون الأزرق وليس الأحمر
على النقيض من انتخابات 2020، فإن الناخبين يفضلون هذه المرة الديمقراطيين على الجمهوريين للفوز بمجلس النواب، ولكن بفارق ضئيل. ويميل المحللون إلى توجيه السباق نحو الكونغرس لصالحهم في الدوائر المتأرجحة المتكافئة.
لن أجازف بإطلاق “التنبُّؤات” حول أي من المترشحَين المتصارعين على البيت الأبيض ستكون له الغلبة في سباق الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، تلك مجازفة تزداد صعوبة كلما ازدادت أرقام الاستطلاعات تقاربًا، ليبدو معها أن المتسابقين يقطعان الطريق إلى “المكتب البيضاوي” كتفًا إلى كتف.
ما يهمّنا في هذا المقام، والانتخابات على مبعدة ساعات، أن نستقرئ ما يمكن أن يترتب على فوز أي من كامالا هاريس، أو دونالد ترامب، على حروب المنطقة وأزماتها المفتوحة.. هل ثمّة فوارق جوهرية في مواقف الحزبين من قضايا الإقليم الملتهب، تستدعي الاهتمام، وما هو السيناريو الأكثر خطورة على الفلسطينيين في غزة، بل وعلى القضية الفلسطينية ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني؟
على الرغم من أن “سؤال الفوارق” فقد كثيرًا من قيمته السياسية، في ضوء الأداء المنافق والمراوغ لإدارة بايدن/ هاريس خلال السنوات الأربع الفائتة، وتحديدًا في “عام الطوفان” وما بعده، وإحجام الإدارة عن “تصحيح” أخطاء ترامب وخطاياه بحق الفلسطينيين والعرب من جهة، وانحيازها البالغ حد الشراكة في جرائم الحرب التي ارتكبتها حكومة اليمين الفاشي في إسرائيل من جهة أخرى.. نقول، على الرغم من كل هذا، فإن السؤال ما زال قائمًا، وذا قيمة سياسية، يتعين التحسب لها، وأخذها بعين الاعتبار.
ترامب إن عاد!
لسنا أمام مرشح جديد، ليتعين علينا الانتظار للتعرف على خياراته وتوجهاته، فالرجل تسيّد البيت الأبيض لسنوات أربع، وهو بطبعه كثير الكلام، يخرج ما في جوفه على لسانه، وهو تبسيطي حد الاعتقاد بأن لديه حلولًا سحرية وفورية لأكثر مشاكل الكون تعقيدًا.
لقد منح إسرائيل في ولايته الأولى جملة من الجوائز الكبرى: اعترف بـ”القدس الموحدة” عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها، صادق على ضم هضبة الجولان السورية المحتلة للسيادة الإسرائيلية، وأطلق مشروعًا حمل اسمه للحل النهائي للصراع الفلسطيني، والذي عرف على نطاق واسع باسم “صفقة القرن”، والتي منح من خلالها حكومة نتنياهو ما يقرب من ثلث مساحة الضفة الغربية.
ناهيكم بالطبع عن إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، والقنصلية الأميركية في القدس الشرقية، بعد قرن ونصف القرن على افتتاحها، إلى جانب الحملة “المكارثيّة” الشعواء ضد منظمات الأمم المتحدة، وبشكل خاص “الأونروا” ومنظمات حقوق الإنسان.
يمكن القول من دون مجازفة بأن ترامب أطاح بالنموذج “Paradigm”، الذي انتظم مواقف وسياسات إدارات أميركية متعاقبة؛ جمهورية وديمقراطية، من القضية الفلسطينية، ووضع لنفسه نموذجًا مغايرًا.. أطاح بالإطار الإقليمي التقليدي المحيط بها، وتحديدًا الدورين الأردني والمصري، واستبدله بإطار إقليمي آخر، يكاد ينحصر في الدورين السعودي والإماراتي، الأمر الذي نُظِرَ إليه من عمان على أقل تقدير، بوصفه تهميشًا للدور الأردني في واحدٍ من أهم مجالاته الحيوية.
وارتأت بسببه نخب سياسية أردنية أن واشنطن تحت قيادة ترامب لا تتهدد أعمق المصالح والحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني فحسب، بل وباتت تبدي “تسامحًا” أكبر حيال التضحية بمصالح الأردن وحساباته وحساسياته، في إطار مشروعه للحل النهائي لقضية فلسطين.
وثمة سؤال يهيمن على الأوساط السياسية والدبلوماسية والإعلامية: ما الذي يمكن لترامب أن يقدمه لإسرائيل في ولايته الثانية؟ لا سيما بعد تعليق مثير للقلق صدر عنه قبل بضعة أسابيع، حين رأى إسرائيل “صغيرة جدًا” على خريطة العالم، وأن الوقت قد حان للتفكير بتوسعتها.
حزم وسخاء
أحسب أن ترامب سيكون أكثر حزمًا وحسمًا لجهة وقف الحرب، وفي أسرع وقت ممكن، فتلك هي شخصيته، وتلك هي طريقته في التعامل مع الأزمات واللاعبين والقادة، الخصوم والحلفاء على حد سواء.
لكن الرجل سيكون أكثر “سخاءً” في منح مزيدٍ من جوائز الترضية لحكومة نتنياهو واليمين الأكثر تطرفًا. إن لم يكن نظير المسارعة إلى وقف الحرب، فمن باب التعبير عن وحدة الحال بين اليمين الأميركي الذي يمثله وتجسده إدارته، واليمين الفاشي المتفشي على خريطة الحكومة والمعارضة في تل أبيب.
أحسب أيضًا أن ترامب سيغرف من كيس الضفة الغربية أساسًا لتلبية الشهية التوسعية لليمين الديني والقومي في إسرائيل، ولا أستبعد أن يمنح حكومة نتنياهو ضوءًا أخضر لضم المنطقة (ج) من الضفة الغربية بأكملها، وحشر سكانها في منطقتي (أ و ب)، وفي إطار “صفقة القرن 2″، حتى وإن أدى ذلك إلى دفن أي فرصة لقيام كيان فلسطيني قابل للحياة، ولا أتحدث هنا عن دولة فلسطينية مستقلة.
سيناريوهات جديدة
والأرجح أن “صفقة القرن 2” ستعيد الاعتبار للدورين الأردني والمصري، بخلاف حالة التجاهل والتهميش التي تعرض لها هذان الدوران في “صفقة القرن 1″، ولكن من بوابة مختلفة هذه المرة.. بوابة تلقي مخرجات “الحل النهائي”، الإسرائيلي – الأميركي للقضية الفلسطينية.
فالأردن، في تصور ترامب، قد يكون “طوق النجاة” للكيان الفلسطيني المُقام على “بقايا الضفة الغربية”، من ضمن صيغة فدرالية أو كونفدرالية، ومصر ستظل بوابة الحل الإسرائيلي لغزة، حال نجحت إعادة هندسة القطاع.. ودائمًا لمساعدة إسرائيل في التخلص من “فائض الديمغرافيا” الفلسطينية.
سيكون ممكنًا الادعاء بأن دولة فلسطينية قد قامت على التراب الوطني أو ما تبقى منه، وأنها ككيان “سيّد” و”مستقل” قد قررت الدخول في نوع من “الوحدة أو الاتحاد” مع الأردن الشقيق. والأرجح أن مشروعًا كهذا سيجد دعمًا من أوساط عربية عدة، بل وقد تُسارع دول مقتدرة على رفده بالمال والإعمار، ليكون “سنغافورة” الشرق الأوسط، والتعبير هنا لدونالد ترامب ذات “دردشة” حول مستقبل قطاع غزة.
خريطة اللاعبين
المرحبون بعودة ترامب في الإقليم والعالم، لن يجعلوا من “صفقة القرن 2” سببًا لتعكير صفو العلاقة مع إدارة جمهورية في ظاهرها، “ترامبية” في جوهرها. والترامبية هي التعبير الشعبوي الأكثر ابتذالًا لتيارات اليمين المتطرف الصاعد في الغرب، يشمل ذلك دولًا عربية عدة، مثلما يشمل لاعبين دوليين كالاتحاد الروسي، الذي يعطي أولوية مطلقة للخروج من “مستنقع أوكرانيا” ووقف الحرب على ساحتها.
وهو نظير ذلك قد يذهب لتسويات و”مقايضات” بعيدة المدى، من ضمنها تسهيل مهمة ترامب في بعض ملفات الشرق الأوسط الأكثر تعقيدًا… تطور كهذا (عودة ترامب) قد يكون مقلقًا للاتحاد الأوروبي ودوله الفاعلة، بما يستبطنه من تداعيات على العلاقة بين ضفتي الأطلسي، ومستقبل “الناتو”، والانقسامات حول عدد من العناوين الرئيسة التي تتصدر الأجندة العالمية، مثل قضية التغير المناخي على سبيل المثال، لا الحصر.
السيئ والأسوأ
في المفاضلة ما بين خيارين، أحلاهما مُرّ، أو بين السيئ والأسوأ، تبدو كامالا هاريس خيارًا مفضلًا لدى العديد من الأوساط الفلسطينية والعربية (السلطة، الأردن، مصر، وغيرها)، كما أنها الخيار الأنسب لأطراف إقليمية مثل إيران، إذ تقدم الدبلوماسية على “قرع طبول الحرب” في كل ما يتعلق ببرنامج إيران النووي.
فيما ستستقبل موسكو بقلق بالغ تطورًا كهذا، فالرئيسة هاريس، امتدادًا لإدارة أوباما، ستواصل حشد التأييد لأوكرانيا، لإلحاق الهزيمة بروسيا، واستتباعًا بالصين، التهديد الأكبر للنفوذ المهيمن للولايات المتحدة، على الاقتصاد والنظام الدوليين.
إستراتيجيات مستقبلية
تتقلص الخيارات وهوامش المناورة أمام الفلسطينيين، وهم يفاضلون بين خيارين أحلاهما مُرّ، بين إدارة مرتحلة قدمت لإسرائيل في عشرة أشهر من الحرب ما تحصل عليه من إدارات ديمقراطية وجمهورية في عشر سنوات، وإدارة أخرى تفوح منها رائحة صفقة القرن القديمة وأخرى جديدة، تنذران بتجريدهم من أرضهم وحقوقهم ومقدساتهم.. الأمر الذي يُملي عليهم تطوير إستراتيجية وطنية جديدة تنفض عن نفسها أوهام الحلول السياسية القريبة، وتؤسس لإدامة هذا الصراع، ربما لعقود وأجيال قادمة.
إستراتيجية تبني على ما تحقق من تعزيز لمكانة فلسطين على جدول أعمال العالم، بفعل “الطوفان”.. إستراتيجية تلحظ تعزيز عرى التحالف مع دول وحركات شبابية وشعبية عالمية تحررت من “السردية الإسرائيلية”.
إستراتيجية تبدأ بترتيب البيت الفلسطيني، بعيدًا عن المشاريع الهزيلة لحوار ومصالحة لم تفضِ إلى أية نتيجة ملموسة. إستراتيجية محورها “الصمود والمقاومة”، وتعزيز جهاز المناعة المكتسبة للمجتمع الفلسطيني الرازح تحت احتلالات متعاقبة، قديمة وجديدة، من قبل العدو ذاته.. إستراتيجية تعيد بعث
وتجديد الحركة الوطنية الفلسطينية واسترداد منظمة التحرير.
إستراتيجية تعيد الاعتبار لدور الشعوب العربية في الدعم والإسناد ومقاومة التطبيع وتعزيز المقاطعة، باعتبارها معركة دفاع هذه الشعوب عن مستقبلها وحريتها وكرامتها، وليست تعبيرًا موسميًا عن التضامن مع شعب عربي شقيق يرزح تحت نير احتلال عنصري استئصالي، لا يتورع عن شنّ حروب التطويق والتطهير والإبادة ضد شعوبنا العربية، كما حصل ويحصل في غزة والضفة ولبنان.
إستراتيجية تنتقل بكفاح شعب فلسطين من أجل الحرية والاستقلال من الاعتمادية على الغير إلى الاعتماد على الذات والأصدقاء المخلصين.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.