واصل المرشحان للرئاسة الأمريكية حملتهما الانتخابية في جنوب البلاد السبت (الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2024) قبل ثلاثة أيام فقط من الانتخابات التي ستُجرى يوم الثلاثاء. ويقدم كل من دونالد ترامب وكامالا هاريس نفسيهما كمنقذ للولايات المتحدة في انتخابات لا تزال نتيجتها غير محسومة وتثير قلق العالم.
والأجواء التي تحوط بالانتخابات شديدة التوتر وسط جدل سياسي إعلامي دائم ومخاوف من العنف بعد يوم الاقتراع (الثلاثاء 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025)، خصوصا إذا كانت النتيجة متقاربة للغاية كما تتوقع استطلاعات الرأي.
ويستمر التصعيد اللفظي بين نائبة الرئيس الديموقراطية، التي قد تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة، والملياردير الجمهوري، الذي يحلم بالعودة إلى البيت الأبيض.
ترامب الذي يعتمد خطابا شعبويا يزداد تسلطا والمدان والمتهم في قضايا جنائية ومدنية، يعقد تجمعات انتخابية السبت في فيرجينيا وكارولاينا الشمالية. وفي تجمع حاشد في غاستونيا بكارولاينا الشمالية، حذر دونالد ترامب من أن سكان ضواحي المدن يتعرضون “لهجوم” على أيدي الجماعات الإجرامية، بينما قالت منافسته الديمقراطية إن الرئيس السابق أصبح غير متزن بصورة متزايدة.
وقال ترامبإنه سيرحّل ملايين المهاجرين حال انتخابه، محذرا من أن “كل مدينة في أمريكا ستتحول إلى مخيم لاجئين خطير وقذر” إذا فازت هاريس بالرئاسة.
كما هاجم مجددا كامالا هاريس واصفا إياها بـ”غير الكفؤة”، مشددا على أن “الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر سيكون أهم يوم في التاريخ الأمريكي”.
أما هاريس فقالت خلال حملتها الانتخابية في أتلانتا إن ترامب سوف يسيء استخدام سلطته إذا عاد إلى البيت الأبيض. وأضافت: “هذا الشخص أصبح غير متزن بصورة متزايدة، إنه مهووس بالانتقام ويتملكه التذمر. رجل يسعى للحصول على سلطة لا حدود لها”.
ومن المقرر أن تستأنف هاريس حملتها الانتخابية في وقت لاحق رفقة نجم الروك جون بون جوفي في شارلوت، أكبر مدينة في ولاية نورث كارولاينا.
وهذا هو اليوم الرابع على التوالي الذي تزور فيه هاريس وترامب الولاية ذاتها، ما يبرز الأهمية الكبيرة للولايات السبع المتأرجحة المرجح أن تحسم الانتخابات والتي تظهر استطلاعات الرأي احتدام المنافسة فيها.
وذكر موقع (إلكشن لاب) الإلكتروني التابع لجامعة فلوريدا أن ما يزيد على 72 مليون أمريكي أدلوا بأصواتهم بالفعل، وهو دون معدل قياسي للتصويت المبكر لعام 2020 خلال جائحة كوفيد-19، لكنه لا يزال يشير إلى ارتفاع مستوى إقبال الناخبين.
وانتقد ترامب استجابة الحكومة الاتحادية للإعصار هيلين وادعى مجددا أن المساعدات جرى تحويلها بعيدا عن الولاية لمساعدة المهاجرين على دخول البلاد. وشهدت حملة انتخابات العام 2024 التي يتابعها عن كثب العالم بأسره ولا سيما في أوروبا والشرق الأوسط، تطورات غير مسبوقة.
ففي غضون أسابيع قليلة انسحب الرئيس جو بايدن البالغ 81 عاما من السباق وحلت مكانه هاريس فيما تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال.
ومنذ ذلك الحين، يجتهد المرشحان لاستقطاب النساء والشباب والأمريكيين السود والعرب والمسلمين وذوي الأصول الأميركية اللاتينية. وينتظر أن تكون المنافسة محمومة جدا في انتخابات الثلاثاء إلى حد قد لا تعرف فيه النتيجة النهائية قبل أيام عدة. وبدأت أوساط دونالد ترامب من الآن تغذية الشائعات عن وجود مشكلات لا بل “غش” خلال عمليات التصويت.
تُعد جامعة هاورد، حيث تقضي المرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس ليلة الانتخابات الثلاثاء، مؤسسة رئيسية لتعليم الطلاب السود في الولايات المتحدة، والتحقت بها هاريس في ثمانينيات القرن الماضي.
وتحتل جامعة هاورد، التي تلقب بـ”هارفارد السوداء” والتي مقرها في العاصمة واشنطن، مكانة أساسية في مسيرة نائبة الرئيس الأميركي، وغالبا ما تزورها منذ تخرجها عام 1986.
وعام 2019، قالت هاريس من هذه الجامعة عندما كانت مرشحة للانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الديمقراطي عام 2020 “إن جامعة هاورد من أهم جوانب حياتي.. هنا بدأ كل شيء”. ومن ثم، فإن وجود هاريس -التي قد تنتخب أول رئيسة سوداء للبلاد غدا الثلاثاء- في هذه الجامعة يحمل كثيرا من الرموز.
أسس الكونغرس الأميركي هذه الجامعة الخاصة عام 1867، بعد وقت قصير من نهاية الحرب الأهلية التي أنهت العبودية في كل أنحاء البلاد. وتحمل الجامعة اسم أوليفر هاورد، وهو جنرال شمالي انخرط إلى حد كبير في تنظيم تعليم العبيد السابقين.
ومنذ تأسيسها، باتت جامعة هاورد الأكثر شهرة بين 100 مؤسسة معروفة تاريخيا بكونها جامعات للسود، وباتت تستقبل غالبية كبيرة من الطلاب السود ومن أقليات أخرى.
وتضم جامعة هاورد نحو 11 ألف طالب، ومباني ضخمة من الطوب الأحمر والأعمدة البيضاء، تنتشر حول حديقة مركزية كبيرة، وفقا لتقاليد بناء الجامعات الأميركية.
وقصدت هاريس هذا المكان منتصف أغسطس/آب لتتابع تدريبا استعدادا لمناظرتها ضد دونالد ترامب، وقالت لبعض الطلاب “في يوم من الأيام قد تصبحون مرشحين لرئاسة الولايات المتحدة”.
وخرّجت جامعة هاورد شخصيات عظيمة، مثل الكاتبة الحائزة على جائزة نوبل توني موريسون، وثورغود مارشال المحامي الكبير لحركة الحقوق المدنية في خمسينيات القرن الماضي الذي بات أول أميركي من أصل أفريقي يتم تعيينه في المحكمة العليا.
وألهم هذا الرجل كامالا هاريس التي قررت أن تتخصص في مجال المحاماة في جامعة هاورد على غراره، بدءا من عام 1982.
وخلال فترة دراستها في الجامعة، انتسبت هاريس إلى ناد للنقاش، وشاركت في احتجاجات ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، كما شاركت في احتلال أحد مباني الحرم الجامعي في أثناء حركة طلابية.
وانضمت هاريس أيضا إلى جمعية نسائية هي “ألفا كابا ألفا” التي تأسست عام 1908 في هاورد، وتضم عشرات آلاف النساء السود من كل أنحاء البلاد، وتشكل شبكة اعتمدت عليها المرشحة الديمقراطية في حملتها الانتخابية.
أظهر استطلاع رأي، أُجري للناخبين قبل يوم الانتخابات مباشرة، تجاوز كامالا هاريس منافِسها دونالد ترمب في أربع ولايات متأرجحة حاسمة، ما يبعث أملاً جديداً لحملة نائبة الرئيس.
استطلاع الرأي الجديد، الذي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» وكلية «سينا»، الأحد، وجد أن هاريس تتقدم على ترمب في نيفادا وكارولينا الشمالية وويسكونسن ووجورجيا.
في نيفادا، حصلت هاريس، وفقاً لموقع «إندبندنت»، على دعم 49 في المائة من الناخبين، مقارنة بـ46 في المائة فقط لترمب.
وفي كارولينا الشمالية، الولاية المتأرجحة الوحيدة التي فاز بها ترمب أمام الرئيس جو بايدن في 2020، حصل على 46 في المائة، مقابل 48 في المائة لهاريس.
وبشكل مشابه، حصلت هاريس على 49 في المائة، مقابل 47 في المائة في ويسكونسن، و48 في المائة، مقابل 47 في المائة لترمب في جورجيا.
وكشف الاستطلاع أن ترمب يتقدم في ولاية واحدة فقط من الولايات السبع المتأرجحة؛ وهي ولاية أريزونا، حيث حصل ترمب على 49 في المائة، مقابل 45 في المائة لهاريس.
بينما تتقارب نسب المرشحيْن هاريس وترمب بشدة في ميشيغان وبنسلفانيا.
ورغم أن نتائج الاستطلاع تشير إلى أخبار جيدة بشكل عام لمرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، فإن جميع النتائج تقع ضمن هامش الخطأ، ما يعني أن كل شيء قابل للتغير.
وبدا أن نتائج الاستطلاع أثارت غضب معسكر دونالد ترمب، حيث أصدرت حملته مذكرة طويلة تتهم صحيفة «نيويورك تايمز» بـ«قمع الناخبين» من خلال استطلاعها.
وأتى استطلاع «نيويورك تايمز» وجامعة سينا بعد استطلاع صادم أظهر أن هاريس متقدمة في ولاية أيوا، وهي ولاية فاز بها ترمب بسهولة في عاميْ 2016 و2020.
وكان استطلاع «سيلزر»، الذي أجراه لصالح صحيفة «ديس موينز ريجيستر»، والذي صدر يوم السبت، قد أظهر هاريس متقدمة على ترمب بنسبة 47 في المائة، مقابل 44 في المائة، في الولاية التي تُعد مؤيدة للجمهوريين.
وأفادت صحيفة «ريجيستر»، بأن التحول في نتيجة الولاية، والذي يقع ضمن هامش الخطأ، بسبب أصوات النساء والناخبين الأكبر سناً الذين «يدفعون نحو هاريس».
وعلى مستوى كل الولايات، فإن هاريس وترمب قريبان جداً من بعضهما، حيث تتقدم نائبة الرئيس بنحو 1.2 نقطة فقط، وفقاً للاستطلاعات.
ومع اقتراب يوم الانتخابات بساعات قليلة الآن، من المقرر أن يقوم المرشحان بجولة نهائية في الولايات الحاسمة اليوم الاثنين.
لو كان بإمكان الأوروبيين اختيار الرئيس الأمريكي المقبل في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، فإن النتيجة ستكون واضحة للغاية. ففي أوروبا الغربية، سيصوت 69 بالمائة من الأشخاص لصالح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وفي أوروبا الشرقية سيصوت لها 46 بالمائة. وحسب المسح الذي أجرته شركتا نوفوس وغالوب إنترناشيونال في أكتوبر/تشرين الأول، فإن المرشح الجمهوري دونالد ترامب لن يحصل إلا على دعم 16 بالمائة من الناخبين في أوروبا الغربية و36 بالمائة في أوروبا الشرقية.
تحظى هاريس بأعلى نسبة تأييد في الدنمارك (85 بالمائة) وفنلندا (82 بالمائة) بينما يحظى دونالد ترامب بأكبر عدد من المعجبين في أوروبا في صربيا (59 بالمائة) والمجر (49 بالمائة). وكلا البلدين الأخيرين أصبحا أكثر استبداداً بحسب محللين.
الأقلية تؤيد ترامب
قال أندراس لازلو، عضو البرلمان الأوروبي من المجر، لـ DW: “سيكون من الأفضل أن يفوز السيد ترامب بالانتخابات“. ولازلو هو عضو في حزب فيدس، حزب رئيس الوزراء المجري المقرب من روسيا فيكتور أوربان.
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان هو أحد المعجبين بترامب ويعتقد أن الرئيس السابق سينهي الحرب في أوكرانيا خلال أيام.صورة من: Viktor Orban via X via REUTERS
وقال البرلماني الأوروبي: “يسعى الأمريكيون إلى تغيير في السياسة الأمريكية، لقد سئموا من الوضع الراهن وترامب وحده قادر على تحقيق ذلك”. ويضيف السياسي القومي اليميني أن مثل هذا التغيير مطلوب في بروكسل أيضًا. ويتساءل: “هل يمكننا وقف تصعيد الصراعات ليس فقط في أوكرانيا والشرق الأوسط ولكن أيضًا في جنوب شرق آسيا؟”. وفي رأيه، ترامب وحده قادر على قيادة المجتمع العالمي في هذا الإطار.
تتولى المجر حاليًا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، وأثار الزعيم المجري أوربان غضب الاتحاد الأوروبي عندما انطلق في “مهمة سلام” إلى كييف وموسكو وبكين ومقر إقامة ترامب في بالم بيتش هذا الصيف. ويعتقد أوربان أن دونالد ترامب قد ينهي الحرب الروسية في أوكرانيا في غضون أيام قليلة. في أكتوبر/تشرين الأول، قال أوربان – وهو من أنصار ترامب المخلصين – إن فوز ترامب سيكون سبباً وجيهاً لفتح عدة زجاجات من الشمبانيا.
أوربان هو الوحيد من بين رؤساء حكومات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الذي يتبنى هذا الرأي.
وقال ستيفن بلوكمانز، الباحث البارز في مركز دراسات السياسة الأوروبية ومقره بروكسل، لـ DW إن “العديد من السياسيين اليمينيين المتطرفين والقوميين – من هولندا إلى ألمانيا وإيطاليا – يتفقون بالتأكيد مع أوربان”، “وقد يشعرون بالتشجيع من فوز دونالد ترامب في الانتخابات”.
يقول ستيفن بلوكمانز (في الصورة) إن السياسيين القوميين في أوروبا قد يشعرون بالتمكين من خلال إعادة انتخاب دونالد ترامبصورة من: Martin Luy/DW
سياسات هاريس أكثر قابلية للتنبؤ
على جانب آخر، تدعم الغالبية العظمى من رؤساء حكومات الاتحاد الأوروبي هاريس، فالمستشار الألماني أولاف شولتس في مقابلة تلفزيونية: “أعرفها جيدًا، ستكون بالتأكيد رئيسة جيدة”. وأضاف شولتس، في إشارة إلى التعاون عبر الأطلسي، أن هاريس تريد “التمسك بما هو مهم بالنسبة لنا”.
لكن ما هو رد فعل أوروبا على فوز هاريس؟ قال بلوكمانز لـ DW: “سيكون هناك تنهيدات ارتياح جماعية، بالتأكيد”. سياسات هاريس أكثر قابلية للتنبؤ، فقد كانت نائبة للرئيس وتخدم تحت قيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمدة أربع سنوات. ويضيف بلوكمانز: “رغم كل الحديث في أوروبا عن خلق المزيد من الاستقلال الاستراتيجي، فإن الاعتماد على الولايات المتحدة قد نما في الواقع، سواء من حيث الأمن أو الطاقة”.
كما لعبت الولايات المتحدة دوراً فعالاً في دعم أوكرانيا في جهودها العسكرية ضد روسيا. ومع فك ارتباط أوروبا بروسيا في مجال الطاقة، أصبحت القارة أكثر اعتماداً على صادرات الغاز الأمريكية إلى أوروبا، بحسب ما أشار بلوكمانز.
بدورها، قالت تينيكي ستريك، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر الهولندي، لـ DW: “إنها (هاريس) تمنح الأمل للناس. سيكون من المربح للغاية الانضمام إلى القوى الديمقراطية في الولايات المتحدة وأوروبا”، وأضافت أن ترامب على النقيض من ذلك يميل أكثر إلى مغازلة المستبدين في العالم كما أنه يشجعهم. وتضيف ستريك: “سيحصلون منه على مزيد من التمكين وهذا خبر سيئ للغاية للديمقراطية والحقوق الأساسية والعالم الذي نود أن نعيش فيه”.
الاستعداد لكل الاحتمالات
يحذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، ديفيد ماكاليستر – وهو ألماني محافظ – من رفع سقف التوقعات. يرى ماكاليستر أن الرئيس ترامب أو الرئيسة هاريس سيفرضان في المستقبل المزيد من المطالب على الاتحاد الأوروبي. وقال ماكاليستر لـ DW: “نحن بحاجة إلى الاستعداد لكلا النتيجتين المحتملتين لهذه الانتخابات. من مصلحتنا أن تكون لدينا أقرب العلاقات الممكنة مع الولايات المتحدة، بغض النظر عمن يجلس في البيت الأبيض. ستكون النبرة مختلفة، لكنني متأكد من أن إدارة هاريس ستدعو الأوروبيين أيضًا إلى بذل المزيد من الجهود من أجل أمننا ودفاعنا”.
يعتقد عضو البرلمان الأوروبي الألماني ديفيد مكاليستر أنه بغض النظر عمن سيتولى الرئاسة في البيت الأبيض، فإن الولايات المتحدة سترغب في المزيد من أوروباصورة من: John Thys/AFP/Getty Images
ووفقًا لتقارير دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي لم يرغب في الكشف عن اسمه، فقد “انخرط دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي من الدول الأعضاء السبع والعشرين ومفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسل في مجموعات عمل سرية لأسابيع بالفعل، ويناقشون كيفية التعامل مع نتائج الانتخابات الأمريكية، أياً كانت”. والهدف الرئيسي هو جعل السياسة الاقتصادية والأمنية “مقاومة لترامب” قدر الإمكان،
على سبيل المثال، إذا فرض ترامب تعريفات عقابية على السلع القادمة من أوروبا بعد توليه منصبه، فإن الهدف هو أن يكون الاتحاد قادرًا على الرد بأسرع ما يمكن.
“نحتاج لبذل المزيد من الجهد”
قال بيرند لانغ، وهو سياسي ألماني ورئيس لجنة التجارة الدولية في البرلمان الأوروبي، لـ DW : “نحن لسنا مستعدين للتخلي عن مصالحنا دون قتال. لقد قمنا بتوسيع مجموعة أدواتنا بشكل كبير”، وأضاف: “أنا متأكد من أنه بعد الانتخابات فإننا سنستخدم بالفعل مجموعة الأدوات هذه لمكافحة الإجراءات الخاطئة، مثل التعريفات غير القانونية على الصلب أو الإعانات بموجب قانون تعديل التضخم”. وقال لانغ إنه يتوقع أن تصبح سياسة التجارة الأمريكية أكثر تحديًا للاتحاد الأوروبي، بغض النظر عمن سيفوز في هذه الانتخابات.
يتوقع خبراء أن تصبح سياسة التجارة الأمريكية أكثر تحديًا للاتحاد الأوروبي أياً كان الفائز في الانتخاباتصورة من: Francisco Seco/AP Photo/picture alliance
وأضاف لانغ: “أود أن أقول إن الولايات المتحدة تتحول من اعتماد النهج متعدد الأطراف إلى نهج محلي في السياسات الاقتصادية، وأنا أسمي ذلك اقتصاد “الوطن”. ولا يوجد فرق كبير بين الجمهوريين والديمقراطيين [في هذا الشأن]”.
وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس كان لديه تنبؤ مماثل فيما يتصل بالسياسة الخارجية والأمنية. وفي مؤتمر صحفي عقده خلال زيارة إلى لندن في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول، قال بيستوريوس: “بطريقة أو بأخرى، من المرجح للغاية أن تقوم الولايات المتحدة في المستقبل بدور أقل في أوروبا. وبالنسبة لنا فإن هذا يعني أننا لابد أن نبذل المزيد من الجهد”.
أنفق المعلنون أكثر من 2.3 مليار دولار على سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الذي استمر 15 أسبوعًا بين نائب الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب.
وفي حين يراهن ترامب على ولاية تكساس التي تصوت للجمهوريين منذ سبعينيات القرن الماضي، فإن هاريس تراهن على بنسلفانيا التي كانت سببا في تفوق جو بايدن على ترامب في الانتخابات الماضية، كما يقول مراسلو الجزيرة الذين يتابعون حملتي المرشحين.
ورغم تساوي هاريس وترامب في استطلاعات الرأي التي كان آخرها استطلاع أجراه موقع “ذا هيل” بالتعاون مع كلية “إيمرسون”، فإن كلا المرشحين لديه شريحة معينة من الناخبين يعتقد أنها قادرة على ترجيح كفته. وقد غمرا مواقع التواصل بمحاولات جذب الناخبين إليهما قبل ساعات من بدء التصويت.
ففي ولاية بنسلفانيا التي تمتلك 19 صوتا في المجمع الانتخابي، قالت مراسلة الجزيرة وجد وقفي إن هاريس تحدثت أمس الأحد عن أن العام الماضي كان صعبا على العرب والمسلمين بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، ووعدت ببذل كل ما في وسعها لوقف هذه الحرب وتحقيق الاستقرار في المنطقة حال فوزها بالانتخابات.
التركيز على بنسلفانيا وكارولاينا الشمالية
لكن وقفي أشارت أيضا إلى أن هاريس تركز على صوت المرأة والأقليات المسلمة واللاتينية والأفريقية بعدما لاحظت أن معظم أصوات الرجال البيض في هذه الولاية ستذهب لترامب.
أما في كارولاينا الشمالية التي تعتبر جمهورية بامتياز، فقد واصل ترامب حملته لليوم الثالث على التوالي بعدما أكدت كل المؤشرات أنه سوف يخسر الانتخابات لو خسر هذه الولاية.
كما ركز ترامب على بنسلفانيا وكذلك ميشيغان (ذات الأغلبية الغربية) التي يحاول تفتيت الصوت العربي فيها اعتمادا على الغضب من سلوك جو بايدن تجاه الحرب.
وكرر ترامب حديثه عن تخطيط الديمقراطيين لتزوير الانتخابات، وطالب بإعلان النتيجة بحلول الثامنة مساء يوم الانتخابات وهو ما أثار مخاوف لدى السلطات الأمنية، كما قال مراسل الجزيرة فادي منصور.
وبينما يحاول المرشحان جذب أصوات العرب والمسلمين في ميشيغان، فإن هذه الفئة تبدي عزوفا عن التصويت لهاريس، بسبب موقف إدارة جو بايدن من الحرب على غزة، كما قال مراسل الجزيرة أحمد هزيم.
وبسبب هذا العزوف، يقول هزيم إن هاريس ركزت على الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية الذين يشكلون 21% من أصوات الولاية كبديل عن أصوات العرب التي حاولت أيضا جذبهم بحديثها عن نيتها وقف الحرب، بينما جند ترامب مجموعة من الجالية العربية للترويج له.
وتركز هاريس بالأساس على الأميركيين السود والنقابيين في ميشيغان، وخصوصا عمال شركات إنتاج ومصانع السيارات، لأنهم وقفوا بقوة مع بايدن في الانتخابات الماضية، وفق هزيم.
وفي ولاية ويسكونسن، يواصل المرشحان لمنصب الرئيس عقد مهرجانات انتخابية تركز على الأصوات المترددة، وقد شارك الرئيس الأسبق باراك أوباما في فعالية أمس الأحد ودعا الناخبين لدعم هاريس.
ووفقا لمراسل الجزيرة مراد هاشم، فإن كلا المرشحين يركز على فئة المترددين والأقليات، خصوصا اللاتينيين والعرب والمسلمين من صغار السن الذين يصطفون بقوة إلى جانب قضية فلسطين.
وفي ولاية جورجيا، عقد سكرتير الولاية مؤتمرا صحفيا أكد فيه حرصه على الشفافية وإعلان النتائج بأسرع وقت ممكن، وهو أمر أثار جدلا خلال الانتخابات السابقة وصل إلى ساحات المحاكم بسبب تواصل ترامب عندما كان رئيسا مع سكرتير الولاية.
وقال مراسل الجزيرة أنس الصبار إن مناصرين لفلسطين تجمعوا في مناطق بالولاية، وأعلنوا رفض التصويت لكلا المرشحين.
أصوات قليلة ستحسم الفوز
أما ولاية تكساس، فإنها تعطي ترامب أفضلية بـ5 نقاط عن هاريس، كما قالت مراسلة الجزيرة ميساء الفطناسي، مشيرة إلى أن الولاية التي لم تصوت لمرشح ديمقراطي منذ سبعينيات القرن الماضي، ولا تزال ميالة لترامب بسبب سيطرة قضية المهاجرين بشكل كبير على اهتمام الناخبين.
وتعليقا على تطورات اللحظات الأخيرة، قالت محللة الانتخابات في قناة الجزيرة جين كارد إن ترامب “يستند إلى شجاعته التي أوصلته للبيت الأبيض سابقا، وستعيده له مجددا”، مشيرة إلى أن المرشح الجمهوري لا يهتم بما تقوله وسائل الإعلام عن طريقته أو خطابه، وإنما يهتم بقول وفعل ما يعرف أنه سيرضي الناخبين.
وأكدت كارد -وهي جمهورية- أن “هناك أمورا لا يحب البعض سماعها، لكن طريقة ترامب وحديثة يرضيان شريحة كبيرة من الناخبين حتى لو قالت وسائل الإعلام والتحليلات غير ذلك”.
في المقابل، قال المحلل الديمقراطي سامح الهادي إن هاريس تحاول الحصول على بنسلفانيا تحديدا لحسم السباق، وإن حملتها “خصصت كل الموارد لحسم هذه الولاية وطرقت باب مليون منزل من أجل توضيح أهمية تصويتهم لها”.
وعن موقفها من الحرب، ذكر الهادي أن إعلان هاريس عن نيتها وقف الحرب ليس جديدا، وأنها تحاول من خلاله تحريك الأصوات المترددة خلال اللحظات الأخيرة.
وبعيدا عن هذا وذاك، قالت المحللة ياسمين الجمل -وهي موظفة سابقة بوزارة الدفاع البنتاغون– إن هذه الانتخابات معقدة، وإن حجم الانقسام بشأن الكثير من المواضيع “كبير جدا”، معربة عن اعتقادها بأن نتيجة هذه الانتخابات “ستتحد وفق رأي عدد قليل من المواطنين في عدد قليل من الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا”.
تعهدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، الأحد، بأنها ستسعى لإنهاء الحرب في قطاع غزة في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية، معتبرة أن قتل الفلسطينيين الأبرياء في القطاع وصل إلى مستوى غير معقول.
وقالت هاريس في تصريحات للصحافيين، بمدينة ديترويت في ولاية ميشجان: “فيما يتعلق بغزة، كنت واضحة للغاية، فمستوى قتل الفلسطينيين الأبرياء غير معقول..ونحن بحاجة إلى إنهاء هذه الحرب وإطلاق سراح الرهائن”.
وأضافت: “في حال أصبحت رئيسة للولايات المتحدة، سأبذل قصارى جهدي لتحقيق هذه الغاية وكذلك حل الدولتين، حيث سيكون لدى الفلسطينيين الحق في تقرير مصيرهم، بالإضافة إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأشارت المرشحة الديمقراطية إلى الدعم الذي حصلت عليه من بعض قادة المجتمع العربي الأميركي، قائلة إنها “ستواصل العمل لكسب دعم هذه الفئة، التي تعد بالغة الأهمية في الانتخابات خاصةً في ولاية ميشيجان“.
وذكرت هاريس أنه على الرغم من المجتمع الأميركي “ليس كتلة واحدة متجانسة”، فإنها تُدرك أن سياسات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طوال الحرب بين إسرائيل وحركة حماس كانت “مصدر قلق خاص”.
وأضافت: “هناك العديد من القضايا المتنوعة بالنسبة لأي ناخب، والتي تشمل هذه القضية، كما أنها تشمل أيضاً خفض تكاليف المعيشة، ودعم الشركات الصغيرة، وخفض تكاليف الإسكان والمواد الغذائية وتمديد الائتمان الضريبي للأطفال، فهذه قضايا موجودة في مجتمعنا، وكذلك في كل مجتمع آخر، وسأواصل التحدث إلى أعضاء هذا المجتمع وطلب أصواتهم، والتي آمل أن أحصل عليها”.
دعم “غير متوقع” لترمب
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، قد حظي الأسبوع الماضي، بدعم غير متوقع من الناخبين العرب والمسلمين في ولاية ميشيجان، معتبراً أن الناخبين المسلمين والعرب ينضمون إلى حملته “بأعداد أكبر من أي وقت مضى”، مشيراً إلى أنه يسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال ممثل للجالية حينها: “نحن نقف مع الرئيس ترمب لأنه يعد بالسلام وليس الحرب”، مشيداً بالتزامه بقيم الأسرة والإصلاحات التعليمية.
وأعرب ترمب عن دهشته من هذا التأييد، نظراً لدعم هذه الجالية التقليدي للديمقراطيين، لكنه أشار إلى حدوث تغيير بسبب عدم الرضا عن نائبة الرئيس كامالا هاريس، كمرشحة.
وتتنافس هاريس مع ترمب في ميشيجان على ناخبين من بينهم عدد كبير من المسلمين، والأميركيين من أصول عربية الغاضبين من الحرب الإسرائيلية على غزة، ومنهم أيضاً عمال نقابات قلقون من المدى المحتمل لإعادة تشكيل قطاع السيارات الأميركي بسبب المركبات الكهربائية.
كما التقى ترمب بالناخبين العرب والمسلمين، في مطعم شهير بمدينة ديربورن التي تقطنها أغلبية من الأميركيين العرب، ووصفت حملته الاستقبال الذي حظي به بأنه كان “دافئاً”.
فيما رفض عمدة المدينة عبد الله حمود الزيارة، واصفاً ترمب بأنه “مهندس حظر المسلمين”، وألقى باللوم على الديمقراطيين في السماح لترمب بـ”اختراق مجتمعنا”، بسبب رفضهم لوقف تمويل وتمكين “الإبادة الجماعية”.
سعت العديد من النساء للوصول إلى منصب رئيس الولايات المتحدة، حيث حظيت بعضهن باهتمام وطني كرائدات في العملية الانتخابية أو كمرشحات محتملات أو كمرشحات عن أحزاب صغيرة ذات حضور وطني. بينما كانت أخريات من أحزاب هامشية أو مرشحات هامشيات في الانتخابات التمهيدية للأحزاب الكبرى. وأصبحت هيلاري كلينتون أول امرأة تحصل على ترشيح من حزب كبير للرئاسة عندما رشحها الحزب الديمقراطي عام 2016.
وفي عام 2024، أصبحت كامالا هاريس ثاني امرأة، وأول امرأة ملونة وأول شخص من أصول جنوب آسيوية، تحصل على ترشيح من حزب كبير للرئاسة بعد حصولها على عدد الأصوات اللازم من مندوبي المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي.
لكن قائمة المرشحات في انتخابات الرئاسة الأميركية طويلة، وتتضمن أسماء عدة، فيما يلي مجموعة من أبرز السيدات اللاتي خضن مرحلة أو مراحل عدة من الانتخابات الرئاسية.
فيكتوريا وودهول
في عام 1872، أصبحت فيكتوريا وودهول أول امرأة تترشح لرئاسة الولايات المتحدة، وذلك قبل حوالي 50 عاما من حصول النساء على حق التصويت. وكانت وودهول تعمل في مجال الوساطة المالية وتدير صحيفة، وكانت أول امرأة تمتلك شركة استثمار في وول ستريت. رشحها “حزب الحقوق المتساوية” كأول امرأة تترشح للرئاسة، واختار فريدريك دوغلاس نائبا لها دون استشارته، لكنه رفض هذا الترشيح. وواجهت وودهول تحديات عديدة، بما في ذلك الاعتقال بتهمة نشر مواد “فاحشة” في البريد وفقا لقوانين “كومستوك” في ذلك الوقت، وقضت يوم الانتخابات في السجن. وتوفيت عام 1927.
فيكتوريا وودهول أول امرأة تترشح لرئاسة الولايات المتحدة (غيتي إيميجز)
بيلفا آن بينيت لوكوود
ترشحت لوكوود لمنصب الرئيس تحت راية حزب الحقوق المتساوية في عامي 1884 و1888. ولدت في رويالتون، نيويورك عام 1830، وتعلمت في كلية جينيسي في ليما، نيويورك، والجامعة الوطنية بواشنطن العاصمة. وتم قبولها في نقابة المحامين في واشنطن العاصمة عام 1873. وفي عام 1879، قامت بصياغة قانون أقره الكونغرس سمح للنساء بمزاولة المهنة أمام المحكمة العليا في الولايات المتحدة، ثم أصبحت أول محامية تمارس عملها أمام المحكمة. وتوفيت عام 1917.
لوكوود ترشحت لمنصب الرئيس تحت راية حزب الحقوق المتساوية في عامي 1884 و1888 (غيتي إيميجز)
مارغريت تشيس سميث
كانت سميث أول امرأة يتم ترشيح اسمها لمنصب الرئيس من قبل حزب كبير. وحصلت على أصوات الحزب الجمهوري الأولية في عدة ولايات، وحصلت على 27 صوتا في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري. وانسحبت من المنافسة بعد الاقتراع الأول. ولدت في سكوهيجان بولاية مين في 14 ديسمبر/كانون الأول 1897، وتخرجت في مدرسة سكوهيجان الثانوية. عملت معلمة في مدرسة ابتدائية لمدة عامين.
وفي عام 1940، تم انتخابها لعضوية مجلس النواب الأميركي لملء المنصب الشاغر بسبب وفاة زوجها. وعملت في مجلس النواب لمدة 4 فترات. تم انتخابها بسهولة في عام 1948 لولايتها الأولى في مجلس الشيوخ الأميركي، وأعيد انتخابها 3 مرات أخرى. وتوفيت عام 1995.
مارغريت تشيس سميث أول امرأة يتم ترشيح اسمها لمنصب الرئيس من قبل حزب كبير (غيتي إيميجز)
شيرلي أنيتا تشيشولم
كانت تشيشولم أول امرأة أميركية من أصل أفريقي تسعى للحصول على ترشيح حزب كبير لمنصب رئيس الولايات المتحدة. وقامت بحملة في جميع أنحاء البلاد وكانت على بطاقة الاقتراع في 12 انتخابات تمهيدية. وحصلت على 151.95 صوتا من أصوات المندوبين في المؤتمر الوطني الديمقراطي.
ولدت في بروكلين، نيويورك في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1924، وتخرجت في كلية بروكلين وحصلت على درجة الماجستير من جامعة كولومبيا. وخدمت في مجلس النواب الأميركي من عام 1969 إلى عام 1983، وكانت أول امرأة أميركية من أصل أفريقي تخدم في الكونغرس. قبل ذلك، عملت في المجلس التشريعي لولاية نيويورك من عام 1964 إلى عام 1968. وكانت معلمة ومديرة مراكز رعاية الأطفال قبل التحاقها بالخدمة العامة. وتوفيت عام 2005.
شيرلي تشيشولم أول امرأة أميركية من أصل أفريقي تسعى للحصول على ترشيح حزب كبير لمنصب الرئيس (غيتي إيميجز)
باتسي تاكيموتو مينك
كانت باتسي تاكيموتو مينك أول امرأة أميركية من أصول شرق آسيوية تسعى للترشح لرئاسة الحزب الديمقراطي. وترشحت كمرشحة مناهضة للحرب في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الديمقراطي في ولاية أوريغون عام 1972، وحصلت على نسبة 2% من الأصوات.
وخدمت مينك في المجالس التشريعية الإقليمية والولائية في هاواي قبل انتخابها لعضوية مجلس النواب الأميركي في عام 1964. واستمرت في الكونغرس من عام 1965 حتى عام 1977، حيث غادرته بعد خسارتها في السباق التمهيدي لمجلس الشيوخ.
وشغلت مناصب عدة، منها مساعد وزير الخارجية لشؤون المحيطات والشؤون البيئية والعلمية الدولية، ورئيسة منظمة “أميركيون من أجل العمل الديمقراطي”، وعضوة في مجلس مدينة هونولولو، قبل أن تعود إلى الكونغرس عبر انتخابات خاصة عام 1990، واستمرت في الخدمة حتى وفاتها عام 2002.
باتسي تاكيموتو مينك أول امرأة أميركية من أصول شرق آسيوية تسعى للترشح لرئاسة الحزب الديمقراطي (غيتي إيميجز)
إلين مكورماك
شاركت مكورماك في 20 من الانتخابات التمهيدية للولايات للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة عام 1976 كمرشحة مناهضة للإجهاض، وفازت بـ22 صوتا في المؤتمر. أصبحت أول امرأة تتأهل للحصول على تمويل فدرالي لحملتها الانتخابية وحماية من الخدمة السرية (حماية المرشحين الرئاسيين للحفاظ على سلامتهم) في عام 1980، وترشحت للرئاسة مجددا كمرشحة عن حزب “حق الحياة”، وحصلت على أكثر من 30 ألف صوت من 3 ولايات.
سونيا جونسون
ترشحت جونسون على بطاقة حزب المواطنين، وحصلت على تمويل فدرالي للحملة وفازت بأكثر من 70 ألف صوت.
جونسون ترشحت على بطاقة حزب المواطنين، وفازت بأكثر من 70 ألف صوت (غيتي إيميجز)
لينورا فولاني
ترشحت فولاني عن حزب التحالف الجديد للرئاسة مرتين، وكانت أول امرأة وأول أميركية من أصل أفريقي تظهر على بطاقات الاقتراع في جميع الولايات الـ50. وفي انتخابات 1988، حصلت على 225 ألف صوت، ما يعادل 0.2% من إجمالي الأصوات.
إليزابيث دول
استقالت دول من رئاسة الصليب الأحمر الأميركي في يناير/كانون الثاني 1999 للنظر في الترشح عن الحزب الجمهوري، لكنها انسحبت في أكتوبر/تشرين الأول 1999. وشغلت مناصب وزارية كوزيرة للنقل (1983-1987) ووزيرة للعمل (1989-1991)، وانتُخبت كعضو في مجلس الشيوخ عن ولاية كارولاينا الشمالية في عام 2002.
كارول موسلي براون
كانت براون من بين 10 ديمقراطيين يسعون لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة في عام 2004. وكانت أول امرأة أميركية من أصل أفريقي تخدم في مجلس الشيوخ الأميركي (1992-1998)، وعينت سفيرة للولايات المتحدة في نيوزيلندا عام 1999.
سينثيا ماكيني
كانت مرشحة حزب الخضر للرئاسة في عام 2008، وظهرت على بطاقات الاقتراع في 30 ولاية ومقاطعة كولومبيا، وحصلت على 0.12% من الأصوات الشعبية. وقبل ترشحها، خدمت ماكيني 6 فترات في مجلس النواب الأميركي ممثلة عن ولاية جورجيا.
ميشيل باكمان
كانت باكمان مرشحة للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، فازت في استطلاع “إيمز سترو بول” في أغسطس/آب 2011، لكنها انسحبت بعد نتائج مخيبة للآمال في انتخابات آيوا التمهيدية. ومثلت باكمان منطقة مكونة من 6 مقاطعات في مينيسوتا في مجلس النواب من 2007 إلى 2015، حيث أسست “كتلة حزب الشاي”.
جيل ستاين
كانت مرشحة حزب الخضر للرئاسة في 2012 و2016، 2024، وفي عام 2012 ترشحت لمنصب رئيسة الولايات المتحدة عن الحزب الأخضر الوطني، إلا أنها بقيت في الترتيب الرابع بنسبة 0.4% من الأصوات، وقد بلغ عدد الأصوات الذي حصلت عليه نحو 470 ألف صوت فقط.
وفي عام 2016 خاضت الانتخابات الرئاسية الأميركية ممثلة للحزب الأخضر، وحصلت كذلك على الترتيب الرابع بين المرشحين، بنسبة 1.1% من الأصوات، وفق ما ذكرته موسوعة السياسة الأميركية.
مرشحة حزب الخضر جيل ستاين (أسوشيتد برس)
هيلاري كلينتون
تخرجت في كلية ويلسلي وكلية الحقوق بجامعة ييل. وخدمت عضوة في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك من 2001 إلى 2009، ووزيرة للخارجية من 2009 إلى 2013. وفي عام 2016، أصبحت أول امرأة تحصل على ترشيح حزب كبير للرئاسة، لكنها خسرت في الانتخابات العامة.
كارلي فيورينا
ترشحت فيورينا للرئاسة عن الحزب الجمهوري عام 2016، لكنها انسحبت بعد نتائج متواضعة في الانتخابات التمهيدية.
تولسي غابارد
كانت عضوا في مجلس النواب الأميركي منذ 2013، وأول عضو في الكونغرس من الديانة الهندوسية.
ماريان ويليامسون
مؤلفة ومؤسسة برامج خيرية، ترشحت للرئاسة عن الحزب الديمقراطي، لكنها انسحبت في يناير/كانون الثاني 2020.
في الساعات الأخيرة قبل انطلاق لحظات الحسم في السباق إلى البيت الأبيض، تُظهر استطلاعات الرأي تقارباً شديداً بين نائبة الرئيس كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب، ما يضفي طابعاً مثيراً ومليئاً بالتحديات على انتخابات هذا العام، فيما تتجه الأنظار نحو الولايات المتأرجحة التي قد تحدد مصير المنافسة.
وقالت “بلومبرغ” إن استطلاعات الرأي، التي نُشرت نتائجها الأحد، تبيّن أن هاريس وترمب يمكنهما تحقيق الفوز بنتيجة متقاربة للغاية في الاقتراع، إذ ينقسم الناخبون بفارق ضئيل على الصعيد الوطني وعبر الولايات المتأرجحة.
وأضافت أن هناك بعض العلامات المشجعة لمرشحة الحزب الديمقراطي، إذ أظهر الاستطلاع النهائي الذي أجرته شبكة ABC News وIpsos، تقدم هاريس بنسبة 49%، مقارنة بـ46% لترمب على مستوى الولايات المتحدة، بينما يُشير استطلاع صحيفة “نيويورك تايمز” مع كلية Siena إلى تقدمها في 5 من الولايات السبع المتأرجحة.
“سباق على حافة السكين”
وكان استطلاع للرأي، أجرته صحيفة The Des Moines Register أظهر تقدم نائبة الرئيس الأميركي أيضاً بنسبة 47% مقابل 44% لترمب في ولاية آيوا، وهي الولاية التي فاز بها الأخير بانتخابات عامي 2016 و2020.
ورغم أن نتيجة الاستطلاع تبدو غير مألوفة وفق “بلومبرغ”، فإنها تُشير إلى أن هاريس تنجح في جهودها للحصول على أصوات الناخبين البيض في الغرب الأوسط.
وأشارت “بلومبرغ” إلى أن كلا المرشحين يستمران في حملاتهما الانتخابية وكأن السباق لا يزال “على حافة السكين”، إذ تتحدث هاريس من داخل إحدى الكنائس وتقيم تجمعاً انتخابياً في جامعة ولاية ميشيجان، بينما يُخطط ترمب لحضور تجمعات في بنسلفانيا ونورث كارولينا وجورجيا.
ومن المتوقع أن يؤكد كلاهما بقوة على برامجهما الاقتصادية المتنافسة خلال هذه الفعاليات، خاصةً مع إظهار استطلاعات الرأي إجماعاً واحداً على الأقل، وهو أن الاقتصاد لا يزال هو الشاغل الرئيسي للناخبين.
وأظهرت الاستطلاعات انقساماً حاداً بين الجنسين، فبينما تدعم النساء هاريس بنسبة 57% مقابل 41% لترمب، يدعم الرجال الأخير بنسبة 58% مقابل 40% لمنافسته الديمقراطية، ولذلك حرص المرشح الجمهوري قبل تجمعه الانتخابي في ليتيتز بولاية بنسلفانيا، على استضافة مجموعة من النساء البارزات في سعيه لتقليص تقدم منافسته الديمقراطيين بين هذه الفئة.
ومع ذلك، فإن تقدم هاريس في جميع الاستطلاعات جاء ضمن هامش الخطأ، كما أن استطلاع الرأي الأخير الذي أجرته شبكة NBC News، ونُشرت نتائجه الأحد، أظهر أن السباق متعادل بنسبة 49%- 49%.
وأوضحت الشبكة أن ما يُعزز موقف هاريس هو الحماس الديمقراطي المتزايد، وتقدمها بنحو 20 نقطة على ترمب في ملف الإجهاض، وكذلك تفضيل الناخبين لها باعتبارها المرشح الذي يهتم بالطبقة المتوسطة بشكل أفضل.
إلا أن ما يُعزز موقف دونالد ترمب هو أن ثلثي الناخبين يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ، وذلك بالمقارنة مع أداء الرئيس جو بايدن، فضلاً عن تقدمه بشكل كبير في ملفي الاقتصاد وتكاليف المعيشة.
ترمب يتقدم بين الناخبين الريفيين
نظراً لأن مثل هذه النتائج المتقاربة غالباً ما تُحسم بناءً على مدى قدرة كل حزب على تحفيز الناخبين بشكل أفضل للمشاركة في الانتخابات، فإن استطلاع NBC News، الذي أُجري في الفترة من 30 أكتوبر الماضي إلى 2 نوفمبر الجاري على 1000 ناخب مسجل، يُوفر لمحة عامة عما يمكن أن يحدث اعتماداً على سيناريوهات المشاركة المختلفة.
وتابعت الشبكة: “في السيناريو الذي قد يشارك فيه الجمهوريون بشكل أكبر، ما يعني زيادة المشاركة بين الرجال والناخبين البيض والناخبين الذين لا يحملون شهادات جامعية، يتقدم ترمب على هاريس بنقطتين بواقع 50% مقابل 48% لهاريس، أما في السيناريو الذي يتضمن مشاركة أكبر من جانب الديمقراطيين، ما يعني زيادة طفيفة في عدد النساء والناخبين البيض الحاصلين على شهادات جامعية والناخبين الملونين، تُظهر النتائج أن هاريس تتقدم على ترمب بـ3 نقاط بواقع 50% مقابل 47%، لكن كافة هذه النتائج تقع أيضاً ضمن هامش الخطأ”.
وبسبب نظام أصوات الهيئات الانتخابية المتبع في الولايات المتحدة، فإن المنافسة الرئاسية ستُحسم في نهاية المطاف بما سيحدث في الولايات الرئيسية المتأرجحة، مثل ميشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن، إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة في تلك الولايات تُظهر هوامش متقاربة أيضاً وقليل من اليقين، بحسب NBC News.
ووجد استطلاع الشبكة أن كامالا هاريس تتقدم بشكل كبير على ترمب بين الناخبين الأميركيين من أصل إفريقي بنسبة 87% مقابل 9%، والناخبين الأصغر سناً، تحت سن 30 عاماً، بنسبة 57% مقابل 41%، والناخبين البيض الحاصلين على شهادات جامعية بنسبة 55% مقابل 43%.
فيما يتقدم المرشح الجمهوري على نائبة الرئيس بين الناخبين الريفيين بنسبة 75% مقابل 23%، والناخبين البيض بنسبة 56% مقابل 42%، والناخبين البيض غير الحاصلين على شهادات جامعية بنسبة 64% مقابل 34%.
وفي الوقت نفسه، تتقدم هاريس بـ8 نقاط بين الناخبين المستقلين بنسبة 51% مقابل 43% لترمب، كما تتقدم بفارق 9 نقاط بين الناخبين اللاتينيين بنسبة 53% مقابل 44% للرئيس السابق.
أفضلية لهاريس في ملف الإجهاض
وبشأن وجهات نظر الناخبين حول كيفية تعامل المرشحين مع القضايا الرئيسية ومدى تأهلهم للمنصب الرئاسي، تُحافظ هاريس على تقدمها الكبير في ملف الإجهاض، إذ تتقدم على ترمب بفارق 20 نقطة باعتبارها المرشح الذي يتعامل مع هذه القضية بشكل أفضل، كما تتقدم على منافسها الجمهوري بفارق 9 نقاط بنسبة 51% مقابل 42%، فيما يتعلق بالمرشح الذي يهتم بشكل أفضل بالطبقة المتوسطة.
في المقابل، يتقدم ترمب بفارق مكون من رقمين باعتباره المرشح الذي يُعير الاقتصاد اهتماماً أفضل، وذلك بنسبة 51% مقابل 41% لهاريس، وتكاليف المعيشة بنسبة 52% مقابل 40%، كما حافظ على تقدمه بفارق 25 نقطة في ما يتعلق بتأمين الحدود والسيطرة على الهجرة، وهو ملفه الأقوى خلال حملته عام 2024.
وينقسم الناخبون بشكل أساسي حول المرشح الذي يُمثل التغيير بشكل أفضل، إذ اختار 46% من المستطلعين هاريس مقابل 41% اختاروا ترمب، وهم كذلك منقسمون حول مَن هو المرشح الأكثر كفاءة وفعَالية، إذ اختار 47% منهم المرشح الجمهوري، و45% اختاروا نائبة الرئيس.
كما أظهر استطلاع NBC News موافقة 41% من الناخبين المسجلين على أداء بايدن، مقابل 58% قالوا إنهم لا يوافقون على أداءه، وبالمقارنة، عندما طُلب من المستطلعين تقييم فترة ولاية ترمب الأولى، وافق 48% على أداءه في ذلك الوقت مقابل 51% أعربوا عن عدم موافقتهم، وهو التقييم الأعلى لأداء الرئيس السابق أثناء وجوده في البيت الأبيض.
وبسؤال الناخبين عما يُثير قلقهم بشكل أكبر: استمرار هاريس في نفس النهج الذي اتبعه بايدن أو استمرار ترمب في نفس النهج الذي اتبعه خلال ولايته الأولى، قال 41% منهم إنهم أكثر قلقاً بشأن اتباع نائبة الرئيس لمسار بايدن، مقارنة بـ40% قالوا إنهم أكثر قلقاً بشأن تكرار المرشح الجمهوري لما قام بهع أثناء وجوده في البيت الأبيض.
وذكرت الشبكة أن الاستطلاع، الذي أُجري حتى ليلة السبت، وجد أن 54% من الناخبين المسجلين أدلوا بأصواتهم بالفعل، بالإضافة إلى 11% آخرين قالوا إنهم يُخططون للتصويت مبكراً في الأيام المتبقية قبل الانتخابات.
ومن بين المجموعة التي شاركت في التصويت المبكر (ما يقارب ثلثي الناخبين)، تتقدم هاريس على ترمب بـ7 نقاط بنسبة 53% مقابل 46%، ومن بين 33% من الناخبين الذين يقولون إنهم سينتظرون حتى يوم الانتخابات، يتقدم الرئيس السابق بفارق 16 نقطة بنسبة 56% مقابل 40% لهاريس.
وبغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية، فإن 60% من الناخبين المسجلين في الاستطلاع قالوا إن الولايات المتحدة ستظل منقسمة، مقابل 28% قالوا إنها ستكون أكثر وحدة بعد الانتخابات.
وأظهر الاستطلاع أن هاريس وترمب يتمتعان بنسب شبه متطابقة من الشعبية، إذ ينظر 43% من الناخبين المسجلين إلى المرشحة الديمقراطية بشكل إيجابي و50% ينظرون إليها بشكل سلبي، فيما يتم النظر للرئيس السابق بشكل إيجابي بنسبة 42% وبشكل سلبي بنسبة 51%.
بإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من سباق الرئاسة، ودعم نائبته كامالا هاريس، مرشحة للحزب الديمقراطي، في يوليو (تموز) الماضي، توجّهت الأضواء إلى مَن تطمح أن تكون أول امرأة في المكتب البيضاوي.
وفي حين أعادت هاريس بعض الحماس للحملة الديمقراطية منذ تنصيبها مرشّحة رسمية عن الحزب، في المؤتمر الوطني بشيكاغو، ونجحت في تحقيق مستويات قياسية من التبرّعات، لكن الاستطلاعات لا تزال تضعها في مستوى متقارب للغاية مع مُنافسها الجمهوري دونالد ترمب في سبع ولايات محورية.
ويخشى كبار الديمقراطيين من أن تؤثر خبرة هاريس المحدودة في السياسة الخارجية على حظوظها الانتخابية، خاصّة أنها تخوض سباقاً تهيمن عليه الحرب في غزة وأوكرانيا. أما داخلياً فقد تعرّضت هاريس، أول نائبة رئيس في البلاد، وأول شخص من أصول أفريقية – آسيوية يشغل هذا المنصب، لانتقادات بسبب قصورها عن لعب دور في قضايا سياسية حساسة على أجندة الرئيس بايدن. وعلى رأس هذه القضايا ملف الحدود الجنوبية، وأزمة الهجرة عبرها، الذي كلفها به بايدن في بداية ولايته، لتخفق في تحقيق نتائج تُذكر، وإضافة إلى حضورها الباهت على الساحة الدولية، غابت أيضاً عن التصدي لجهود الجمهوريين لتقييد حق التصويت.
مسيرة شخصية مميزة
في مقابل الحضور السياسي الضعيف، تعد حياة هاريس الشخصية مميزة. فأصولها اللاتينية الأفريقية والآسيوية الهندية تختصر «الحلم الأميركي» لكثير من المهاجرين إلى الولايات المتحدة. فوالدها من المهاجرين من جامايكا، ووالدتها من الهند. وتروي هاريس (59 عاماً): «كانت والدتي تقول لي على الدوام: قد تكونين الأولى في القيام بكثير من الأمور، لكن احرصي على ألا تكوني الأخيرة».
هاريس خلال تجمع نظمته حملتها الانتخابية في مارس الماضي بكولورادو (أ.ف.ب)
فهي أول مدّعية عامة سوداء لولاية كاليفورنيا، وأول امرأة في هذا المنصب، وأول امرأة من أصول جنوب آسيوية تفوز بمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي. وُلدت هاريس في 20 أكتوبر (تشرين الأول) 1964 في أوكلاند بولاية كاليفورنيا. والدها دونالد هاريس كان أستاذاً في الاقتصاد، ووالدتها شيامالا غوبالان كانت باحثة في سرطان الثدي، لكنهما انفصلا عندما كانت هاريس في الخامسة تقريباً، وتولت والدتها تربيتها مع شقيقتها مايا.
نالت هاريس درجة البكالوريوس من جامعة «هوارد»، إحدى جامعات السود التاريخية في واشنطن. ودرست القانون في كلية «هايستينغز» بجامعة كاليفورنيا. وتحدثت كثيراً خلال ترشحها للرئاسة عن مدى تأثير الجامعتين في تشكيل هويتها وآرائها حول الصراع العِرقي والعدالة في أميركا، قبل أن تصبح مدّعيةً، حيث شغلت منصب المدعي العام لسان فرنسيسكو لولايتين.
انتخبت مدعية عامة لكاليفورنيا في 2010، ثم في 2014، وتزوجت، في العام نفسه، من دوغلاس إيمهوف، وهو محامٍ أبيض لديه ولدان من زواج سابق.
وعندما كانت مدعية عامة، أقامت هاريس علاقة عمل مع ابن بايدن الراحل، بو، الذي كان يتولى المنصب نفسه في ولاية ديلاوير، وتُوفي بالسرطان عام 2015.
من كبار منتقدي ترمب
وتُعدّ هاريس من كبار منتقدي الرئيس السابق، دونالد ترمب، في عدد من القضايا؛ من تعاطيه مع أزمة تفشي جائحة «كورونا»، إلى العنصرية، وصولاً إلى الهجرة.
بايدن وهاريس خلال حملتهما الأولى في 2020 (رويترز)
وبعد انتخابه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، تعهدت هاريس بحماية المهاجرين من سياسات ترمب، ووصفت رسالته بـ«المظلمة»، بعد يوم من تنصيبه، خلال مشاركتها في أكبر مظاهرة نسائية بواشنطن. وأدانت قراره الرئاسي بمنع مواطني سبع دول، غالبيتها مسلمة، من دخول الولايات المتحدة. كما صوّتت لمصلحة عزله، في محاكمته بمجلس الشيوخ.
وسعياً «لإلحاق الهزيمة به»، أكدت الحاجة لإعادة تشكيل «تحالف أوباما» الذي يضم أميركيين من أصول أفريقية وإسبانية ونساء ومستقلين وجيل الألفية. لكن فشلها في القيام بإصلاحات قضائية جنائية جريئة عندما كانت مدعية عامة، أثّر، ولا يزال، على شعبيتها، خصوصاً بين الناخبين السود الذين يُراهن، اليوم، على كتلتهم لدفع ترشيحها لمنصب الرئاسة.
وحتى الآن لم تطلق هاريس أي وصف أو تسمية لموقعها؛ هل هي من يسار الوسط أو يمين أقصى اليسار أو في أي مكان بينهما. وعندما سألتها مراسلة عما إذا كانت «من أتباع أوباما»، ردت هاريس ببساطة: «أنا كامالا».
وفي السياسة الخارجية، لا تختلف هاريس عن الرئيس بايدن، سواء في الموقف من أوكرانيا وروسيا، أم مستقبل حلف الناتو، ونظرتها إلى «التنافس» مع الصين، والعلاقة مع ملف إيران النووي. ورغم دعمها سياسات بايدن من إسرائيل، لكنها قالت إنه ينبغي أن نحظى بصوت يحترم النقاش حول السياسات بما يضمن دعم إسرائيل، وبأن هناك فارقاً بين انتقاد السياسات والسياسيين ومعاداة السامية.
صحيح أن دعم بايدن ترشيح هاريس منحها دفعة، لكن طريقها ليس معبَّداً بالكامل إلى البيت الأبيض، وقبله إلى مؤتمر الحزب الديمقراطي في 19 أغسطس (آب) الماضي، حيث سيتوجب عليها إقناع منتقديها بقدرتها على هزيمة ترمب. وإذا حصلت على تفويض مؤتمر الحزب، الشهر المقبل، فقد يمنحها فرصة أكبر لدخول التاريخ بصفتها أول رئيسة سوداء للولايات المتحدة.