الوسم: لماذا

  • لماذا يريد المسلمون الأميركيون إسقاط كامالا هاريس؟ | سياسة

    لماذا يريد المسلمون الأميركيون إسقاط كامالا هاريس؟ | سياسة

    أحمد غانم، مواطن أميركي من أصول مصرية يميل إلى الحزب الديمقراطي. ذات صباح، وحينما قَدِمت كامالا هاريس، المرشحة عن الحزب الديمقراطي، إلى ولاية ميشيغان لمخاطبة قواعدها الانتخابية استعدادا للمعركة التي ستخوضها ضد منافسها الجمهوري دونالد ترامب، سارع غانم لارتداء بدلة رسمية بدون أية إشارات سياسية، ثم توجه إلى مكان التجمع للالتحاق ببقية أعضاء الحزب ومناصريه.

    وبينما كان غانم جالسا يتصفح هاتفه، تفاجأ بإحدى المسؤولات عن التنظيم تطلب منه مرافقتها إلى الباب. وهناك سيجد العضو الديمقراطي “المسلم” شرطيا ينتظره ليبلغه رسالة واضحة وشديدة اللهجة: “يريدون منك الانصراف، لديك خياران لا ثالث لهما، إما أن تنصرف، وإما أن أضعك في المقعد الخلفي”، مشيرا إلى سيارة الشرطة التي كانت تقف أمام القاعة.

    حاول غانم الحصول على أية معلومات حول سبب منعه من حضور التجمع الانتخابي، لكن دون جدوى، ما دفعه إلى نشر مقطع فيديو على مواقع التواصل بعنوان: “المسلمون ممنوعون من حضور مؤتمر هاريس بميشيغان”. مباشرة بعد ذلك، ستقوم حملة هاريس بالتواصل مع أحمد غانم للاعتذار عما حدث خلال ذلك اليوم، مؤكدة أنه سيكون مرحبا به دائما في المهرجانات الخطابية الأخرى للمرشحة الديمقراطية.

    رغم الاعتذار، لم يتلقَّ غانم التفسير الذي رغب في الحصول عليه حول ما حدث، وكان التفسير “المنطقي” الوحيد -من وجهة نظره- هو أنه مَثَّلَ إزعاجا بسبب “ما يُمثِّله” بصفته عربيا مسلما يدافع عن قضايا العرب والمسلمين داخل الحزب الديمقراطي، الذي يبدو أن علاقته بالمسلمين الأميركيين، الذين يُصنَّفون عادة ضمن قواعده الانتخابية التقليدية في الآونة الأخيرة، ليست في أفضل أحوالها، إلى درجة أن بعضهم يفكر في التصويت لدونالد ترامب، الذي كان حتى الأمس القريب “عدوا” صريحا لهم ولإخوانهم في الدين في باقي بقاع العالم.

    وفيما يبدو، فطن ترامب جيدا للفجوة بين الديمقراطيين والناخبين المسلمين وبدأ يسعى لاستغلالها، لدرجة أن غانم تلقى اتصالا من حملة ترامب لمعرفة مدى استعداده للمشاركة في حملة دعائية.

    المفارقة أنه مع التقارب الشديد لنسب تأييد المرشحَيْن، هاريس وترامب، في استطلاعات الرأي، ليس من المستبعد أن تكون أصوات أكثر من مليونَيْ ناخب مسلم حاسمة في تحديد هوية ساكن البيت الأبيض، خاصة أن مئات الآلاف من هؤلاء المسلمين يقيمون في الولايات المتأرجحة بين اللونين الأزرق والأحمر، التي من شأن نتائجها أن تُحدِّد مَن سيكون رئيس الولايات المتحدة القادم.

    المسلمون إلى صفوف الديمقراطيين

    تاريخيا، كان تصويت المسلمين في الانتخابات الرئاسية متأرجحا بين الديمقراطيين والجمهوريين، حيث تميل آراء المسلمين إلى التوافق مع التوجهات الديمقراطية في قضايا الحريات السياسية والعامة، وتقبل التنوع ودمج الأقليات والتسامح مع المهاجرين، في حين أنهم يجنحون إلى التوجه الجمهوري المحافظ في مسائل التشبث بالزواج التقليدي والتمسك بقيم الأسرة ورفض تقنين “زواج المثليين” والإجهاض لأسباب دينية بالأساس.

    إضافة إلى تأييدهم للسياسات الاقتصادية الجمهورية الرامية إلى خفض الضرائب، وتشجيع رواد الأعمال، بحكم أن الكثير من المسلمين الأميركيين، خاصة الشرق أوسطيين منهم، هم من أصحاب الأعمال الخاصة.

    لذلك، بعد أن صوَّتت أغلبية المسلمين لصالح بيل كلينتون في التسعينيات، فإنهم عادوا وصوَّتوا بأغلبية ساحقة بلغت 70% لصالح المرشح الجمهوري جورج بوش الابن في انتخابات عام 2000، خاصة بعد تحدُّث بوش آنذاك عن إمكانية الوصول إلى اتفاق فيما يخص القضية الفلسطينية بطريقة “تحفظ حقوق جميع الأطراف”، وسعيه لاستقطاب الصوت المسلم خاصة في ظل احتدام المنافسة مع غريمه الديمقراطي آنذاك آل غور.

    لكن هذا “الود المصطنع” بين بوش والمسلمين لم يستمر طويلا، بعد أن كشفت إدارة المحافظين الجدد عن وجهها القبيح وقررت شن حرب شاملة على العالم الإسلامي الذي وصمته بـ”الإرهاب” بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001.

    هل ينجح جون كيري في إزاحة جورج دبليو بوش من البيت الأبيض
    جون كيري (يسار) المرشح الرئاسي السابق للحزب الديمقراطي عام 2004، والرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن (الجزيرة)

    كانت حقبة بوش والحرب على الإرهاب حاسمة في توجيه بوصلة المسلمين الأميركيين نحو الحزب الديمقراطي منذ انتخابات عام 2004، التي صوَّت المسلمون فيها بكثافة للمرشح الديمقراطي جون كيري (نحو 90%) في مواجهة بوش (الذي فاز بولايته الثانية)، وفي العامين 2008 و2012 صوَّت المسلمون أيضا بأغلبية ساحقة للمرشح الديمقراطي باراك أوباما (89% ثم 85% على الترتيب) ضد الجمهوريين جون ماكين ومِت رومني.

    استمر التوجه ذاته في عامَيْ 2016 و2020، حيث صوَّت أغلب المسلمين لصالح المرشحَيْن الديمقراطيين هيلاري كلينتون وجو بايدن ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الجولتين. وبالتزامن مع ذلك، أظهرت استطلاعات الرأي ميلا واضحا للمسلمين تجاه الديمقراطيين، ومنها استطلاع لمركز “بيو” الشهير عام 2017 كشف أن ثلثَيْ المسلمين في الولايات المتحدة هم من ذوي الميول الديمقراطية (نحو 66%) مقابل 13% فقط يحملون ميولا جمهورية، والبقية يعتنقون توجهات تتأرجح حول برامج مختلفة ومرشحين مستقلين.

    أظهرت الدراسة نفسها أن 65% من المسلمين لم يكونوا متحمسين لرئاسة دونالد ترامب، مقابل 20% فقط رأوا أنه يُبلي بلاء حسنا بصفته رئيسا. تقف هذه الأرقام بعيدة من تلك التي حققها الرئيس الديمقراطي “باراك أوباما” الذي حاز رضا 76% من الجالية الإسلامية، فيما تذيَّل جورج بوش الابن القائمة بين الثلاثي بنحو 15% فقط من الراضين المعتنقين للإسلام.

    أكثر من ذلك، بدأ بعض المسلمين بمرور الوقت -اضطرارا على الأغلب- في التغاضي عن بعض أفكار الحزب الديمقراطي. تقول دراسة مركز “بيو” إنه رغم أن المسلمين هم أكثر الفئات محافظة في القضايا الاجتماعية الشائكة، فإن رفض البعض منهم، العلني لعدد من تلك القضايا قد خفت قليلًا بمرور الوقت، ويمكن إرجاع ذلك إلى سببين، أولهما عدم رغبة اتجاه منهم في التصادم العلني وصولا للعداء مع تصورات الجماعة السياسية الأقرب إليهم، والثاني أن الدفاع عن حقوق الأقليات الدينية، غالبا ما يتقاطع مع الدفاع عن الجماعات الديمقراطية الأخرى المدافعة عن حقوق الأقليات.

    كانت الإسلاموفوبيا إذن هي مَن دفعت المسلمين إلى مصاف الديمقراطيين، ولا نقصد هنا فقط العداء الداخلي للإسلام المتفشي في مصاف الأميركيين من أنصار التفوق الأبيض الذين يُمثِّلون نسبة لا يُستهان بها من مؤيدي وقيادات الحزب الجمهوري، ولكن أيضا العداء الذي أبدته الإدارات الجمهورية وعكسته سياساتها وحروبها تجاه المسلمين في أنحاء العالم.

    عن ذلك يقول “روبرت ماكاو”، عضو مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، إن الحزب الجمهوري أضحى خلال آخر عقدين تقريبا مركزا “للإسلاموفوبيا” بسبب تبني سياسات واضحة ضد المسلمين، وفي أحيان ضد الأجانب عموما.

    لحظة الفراق

    في مقابل ذلك، وفَّر احتضان الحزب الديمقراطي للأقليات مهربا للمسلمين الأميركيين المحاصرين بين مطرقة التنميط الداخلي وسندان الوصم الخارجي، حتى لو لم تقدم الإدارات الديمقراطية فارقا يُذكر على صعيد السياسة الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتجاه مناصرة القضايا العادلة للمسلمين، خاصة القضية الفلسطينية.

    وكانت الحجة الضمنية للكثيرين من المسلمين الأميركيين في استمرار دعم الحزب الديمقراطي هي أنهم غالبا ما يختارون “أهون الشرين” أو “أقل الضررين”، مبتعدين عن مناصرة الجمهوريين الذين لا يتوانى الكثيرون منهم عن إظهار عدائهم للإسلام والمسلمين.

    يساعدنا إدراك هذا المنطلق على فهم الطريقة التي أثَّرت عبرها الحرب الإسرائيلية على غزة على عقول الأميركيين المسلمين وقلوبهم. عقليا، كان من الصعب أن يُعَدَّ الديمقراطيون “أخف الضررين” بعد أن تورطت إدارة جو بايدن في دعم حرب إبادة على غزة مستمرة منذ 13 شهرا بلا علامات على التوقف، خلَّفت أكثر من 43 ألف شهيد فلسطيني، وأكثر من 102 ألف جريح، فضلا عن آلاف المنازل المهدمة، ومئات الآلاف من اللاجئين.

    ووجدانيا، يمكننا أن نلمس بسهولة إحساس المسلمين بالخذلان من مواقف الحزب الذي يدعمونه، بمَن في ذلك بعض مَن تبوءوا مناصب قيادية داخل الحزب الديمقراطي.

    وعلى مدار أكثر من عام، فشلت جميع محاولات المسلمين في إصلاح توجهات الحزب الديمقراطي وإدارته الحاكمة تجاه الحرب، سواء عبر ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لوقف الإبادة ودعمها غير المشروط لجيش الاحتلال، أو في أدنى الأحوال وقف تزويد الجيش بالسلاح.

    والأنكى أن الحزب، الذي يعتبر التحذير من ما يصفه بـ “فاشية ترامب” إحدى النقاط الدعائية الرئيسية لحملته الانتخابية، لم يتوانَ عن انتهاك القانون المحلي والدولي، حيث وقف متفرجا على مشاهد محاصرة وفصل الأكاديميين والطلاب وتشويه سمعتهم بدعوى معاداة السامية بسبب انتقادهم لإسرائيل، فيما تلاعبت الإدارة الأميركية -ببجاحة تُحسد عليها- بمحاولة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، لدرجة أن مسؤوليها سخروا علنا من القضية، ما أرسل رسالة فاضحة حول مزاعم أميركا الالتزام بالقانون الدولي.

    وفي أعقاب تنحي بايدن عن السباق الرئاسي، أمل المسلمون أن خليفته كامالا هاريس سوف تتعهد بتصحيح أخطاء الإدارة الراهنة حال فوزها، لكن هاريس أظهرت تمسكا عنيدا بسياسة رئيسها بايدن، وفشلت في التعهد بإدانة إسرائيل أو معاقبتها أو فعل شيء مختلف لوقف الحرب، حتى لو كان مجرد حظر توريد الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل في إبادة المدنيين الغزيين وتسوية بلدهم بالأرض.

    كومبو صور حديثة/ هاريس وترامب
    نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (يمين) والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب (وكالات)

    وقد بررت هاريس موقفها هذا بأنها لا تريد منع إسرائيل من الدفاع عن نفسها ضد إيران والجماعات المدعومة منها، في إشارة إلى المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، ما أطلق رصاصة الرحمة على علاقتها بالناخبين المسلمين.

    على الجانب الآخر، يوقن المسلمون أن ترامب الجمهوري ليس أفضل حالا، وأنه قدَّم لإسرائيل خلال رئاسته السابقة جميع البطاقات الذهبية الممكنة، سواء سماحه بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، أو رعاية اتفاقيات التطبيع بينها وبين الدول العربية وصولا إلى مشروعه “صفقة القرن” الذي لم يسعفه الوقت لإكماله، حيث يصفي القضية الفلسطينية سياسيا مقابل حفنة من الأموال والمزايا الاقتصادية للفلسطينيين.

    وقد أظهر ترامب خلال حملته الانتخابية قليلا من التعاطف مع محنة الفلسطينيين في غزة، وكل ما فعله أنه دعا إسرائيل إلى إنهاء الحرب “بسرعة”، وهي ليست دعوة لوقف الإبادة بقدر ما هي دعوة لإكمالها سريعا، قبل أن يصبح الضجيج حولها غير محتمل.

    داخليا، لا يزال المسلمون يذكرون معاناة الماضي القريب، حين أقدم ترامب في الشهر الأول من ولايته السابقة، تحديدا يوم 27 يناير/كانون الثاني 2017، على توقيع مرسوم رئاسي هدفه “حماية الأمة من دخول الإرهابيين الأجانب إلى الولايات المتحدة الأميركية”.

    منع هذا المرسوم دخول الأراضي الأميركية على رعايا 7 بلدان إسلامية هي العراق وسوريا والسودان والصومال واليمن وليبيا وإيران، كما علقت واشنطن وقتها استقبال اللاجئين المسلمين من البلدان التي تعيش حالة حرب، وعلى رأسهم اللاجئون السوريون الفارون من نيران نظام الأسد والحرب التي زج البلاد فيها.

    من الناحية النظرية، ليس من المستبعد أبدا أن يعيد ترامب الكَرَّة حال وصوله إلى السلطة مرة أخرى، فوفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”، يعتنق ترامب صورة سلبية عن الإسلام، خاصة أنه أحاط نفسه سابقا -ولا يزال- بحفنة من الرجال المعادين للإسلام، مثل مايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق، وستيف بانون مستشاره السابق للشؤون الإستراتيجية، الذي كان ترامب قد منحه مقعدا دائما في مجلس الأمن القومي، ما يعني قدرته على التدخل في السياسة الخارجية، قبل أن يختلف الرجلان لاحقا.

    وبصرف النظر عن الأسماء، لا تخلو الدوائر المقربة من ترامب من المعادين للإسلام والمتبنين لسياسات مناهضة له في أقل الأحوال.

    فرصة ترامب.. وعقاب المسلمين

    لكن ترامب، رجل الصفقات، لم يكن ليُفوِّت فرصة الاستفادة من الشقاق بين المسلمين والديمقراطيين من أجل دفع حظوظه السياسية. يدرك المرشح الجمهوري أنه يخوض أحد أكثر الانتخابات تنافسية، وأن هوامش الفوز سوف تكون ضيقة للغاية، خاصة في الولايات المتأرجحة.

    وكما تُظهر استطلاعات الأسبوع الأخير قبل الانتخابات التي أجرتها صحيفة “نيويورك تايمز” وكلية سيينا، فإن نتائج جميع الولايات السبع تقع ضمن هوامش الخطأ، حيث تتفوق هاريس في أربع من الولايات السبع المتأرجحة؛ نيفادا (49% مقابل 46%)، وشمال كارولينا (48% مقابل 46%)، وويسكونسن (49% مقابل 47%)، وجورجيا (48% مقابل 47%)، بينما يتفوق ترامب في أريزونا (49% مقابل 47%)، وتتساوى الحظوظ تقريبا في كلٍّ من بنسلفانيا (48% لكل مرشح) وميشيغان (47% لكل مرشح).

    المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب أثناء تأييد عدد من الرموز المحليين للمسلمين في ولاية ميشيغان (أسوشيتد برس)

    في ميشيغان تحديدا، الولاية التي تحتوي على 8.4 ملايين ناخب مسجل وتمتلك 15 صوتا في المجمع الانتخابي، تدور إحدى أكثر المناورات تأثيرا وخطورة في الانتخابات الحالية.

    ففي يوم السبت الموافق 26 أكتوبر/تشرين الأول، ظهر دونالد ترامب في أحد التجمعات الانتخابية بالولاية محاطا بعدد من أئمة المساجد والمراكز الإسلامية، أبرزهم اليمني الأصل بلال الزهيري، إمام الجامع الكبير بمدينة هامترامك في مقاطعة وين الذي تحدث عن وعود ترامب “بإنهاء سفك الدماء حول العالم، ووقف الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا”، فضلا عن التزامه “بالقيم العائلية وحماية الأطفال في المناهج والمدارس”، وهي مناسبة تلقفتها حملة ترامب لتعلن نجاحها في إقامة “التحالف الأكثر توسعا وتنوعا في التاريخ السياسي”.

    أكثر من ذلك، انتهز ترامب الفرصة لدعوة المسلمين لعدم التصويت لهاريس بحجة أن لديها نوابا يكرهون المسلمين، في إشارة إلى النائبة الجمهورية السابقة ليز تشيني، ابنة نائب الرئيس الأسبق ديك تشيني، التي أعلنت دعمها لهاريس تأسيا بوالدها الذي كان أبرز الجمهوريين المعادين لترامب منذ ترشحه عام 2016.

    لدى مدينة هامترامك تحديدا رمزية خاصة للمجتمع السياسي المسلم في أميركا، بعد أن أصبحت عام 2021 أول مدينة يحكمها المسلمون بالكامل في البلاد إثر انتخابها 6 أعضاء مسلمين لمجلس المدينة، إضافة إلى العمدة عامر غالب، وهو يمني الأصل أيضا. يُعد غالب العمدة المسلم الوحيد في أميركا، وهو عضو في الحزب الديمقراطي، لكنه قرر التمرد على حزبه ودعم دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية علنا.

    ويعكس قرار غالب المزاج السائد بين المسلمين في أميركا حاليا بتزايد العزوف عن الديمقراطيين، حيث أظهر استطلاع أجراه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية “كير” أغسطس/آب الماضي أن 18% من الناخبين المسلمين في ميشيغان يؤيدون ترامب، مقابل 12% فقط يؤيدون هاريس، في حين قرر معظم المسلمين النأي بأنفسهم عن كلا المرشحين ومنح أصواتهم لمرشحين آخرين.

    تبدو تلك نسبة ضئيلة، لكن في ولاية مثل ميشيغان (وينطبق ذلك بنسب متفاوتة على غيرها من الولايات المتأرجحة) يمكن أن تسبب فارقا كبيرا في النتيجة، خاصة إذا علمنا أن دونالد ترامب حسم نتيجة الولاية عام 2016 بفارق أقل من 11 ألف صوت، في حين فاز بها بايدن عام 2020 بفارق 155 ألف صوت (ذهبت 86% من أصوات هامترامك لصالحه)، وهي تُظهِر حظوظا متماثلة للمرشحين المتنافسين في استطلاعات الرأي، ما يعني أن أصوات الولاية ربما تُحسَم بذلك الهامش الضئيل للمسلمين الذين قرروا دعم ترامب، أو الهامش الأوسع نسبيا لأولئك الذين قرروا التخلي عن هاريس.

    الطريق الثالث

    يقودنا ذلك إلى حقيقة مهمة، وهي أنه على خلاف ما يُصوَّر، فإن المسلمين الأميركيين أو غالبيتهم لا يدعمون على الأرجح دونالد ترامب، ولكنهم قرروا ببساطة التخلي عن كامالا هاريس والحزب الديمقراطي. تُظهِر الاستطلاعات أن الرئيس جو بايدن حصل في انتخابات 2020 على ما بين 64% إلى 69% من أصوات المسلمين، في المقابل أظهر استطلاع نشره مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية “كير” الجمعة أن 41% فقط من المسلمين سوف يُصوِّتون لصالح هاريس، مقابل 10% ينوون التصويت لدونالد ترامب، أما النسبة الأكبر من المسلمين (42%) فقد قرروا التصويت لصالح جيل ستاين، مرشحة حزب الخضر المناهضة للحرب على غزة.

    مرشحة حزب الخضر جيل ستاين Election 2024 DNC Green Party presidential candidate Jill Stein speaks during a rally at Union Park during the Democratic National Convention Wednesday, Aug. 21, 2024, in Chicago. (AP Photo/Alex Brandon)
    مرشحة حزب الخضر جيل ستاين (أسوشيتد برس)

    تُعد ستاين بمنزلة “الطريق الثالث” الذي يفر إليه المتمردون على هيمنة الثنائية الحزبية في أميركا اليوم، والراغبون في نظام أكثر تعددية ولو بعد حين. من المؤكد أنه ليس لدى المسلمين أي أوهام حول إمكانية فوز شتاين بالانتخابات، لكنهم يرسلون رسالة حول يأسهم من السياسيين في كلا الحزبين، خاصة الديمقراطيين الذين استفادوا من دعم قرابة 4 ملايين مسلم (نحو 2.5 مليون صوت) على مدار آخر عقدين. والأهم ببساطة أنهم قرروا ضمنا رفع يدهم عن دعم هاريس، آملين أن ذلك سيكون كافيا لخسارتها الانتخابات، حتى لو كان البديل هو ترامب نفسه.

    وفقا لعينة عشوائية من الناخبين المسلمين تحدث إليهم موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، فإن الأمر يتعلق في أحد أبعاده بـ”تبرئة النفس” أو “الخلاص الشخصي”، حيث لا يرغب الكثير من المسلمين أن يضبطوا أنفسهم متلبسين بدعم نظام أيَّد وموَّل حربا دموية على أهلهم وإخوانهم لأكثر من عام. وبالنسبة إلى هؤلاء فإن الخيار هو بين مذبحة حقيقية تدور بالفعل حاليا (متمثلة في بايدن والديمقراطيين)، ومذبحة محتملة (متمثلة في ترامب)، وبهذه المعايير فإن الخيار الأسوأ هو “هاريس” وليس “ترامب”.

    يأمل هؤلاء المسلمون أن تخسر هاريس الانتخابات بفارق الأصوات نفسه الذي سيمنحونه إلى مرشحة الخضر جيل شتاين أو حتى المرشحة الاشتراكية كلوديا دي لا كروز. أما النسبة الأقل التي اختارت دعم ترامب علنا، فإنهم يراهنون على عقلية ترامب بصفته رجل أعمال، وأنه ربما يغير سياساته تجاه المسلمين ولو قليلا إذا تيقن من فائدتهم السياسية، وأن المرونة التي أبداها خلال حملته الانتخابية يمكن أن تستمر خلال فترة رئاسته.

    يُعد هذا رهانا محفوفا بالمخاطر، وهو أشبه بمَن يطلق النار على قدميه وفق تقدير الكثيرين، خاصة مَن لا يزالون يرون الديمقراطيين “أقل الشرين”. ويجادل هؤلاء أن رئاسية ترامب لن تكون وبالا على المسلمين في الخارج وفي مقدمتهم الفلسطينيون فحسب، ولكن على المسلمين الأميركيين أيضا. وبين هؤلاء وأولئك، يجد المسلمون في أميركا اليوم أنفسهم بين اختيارين صعبين للغاية؛ هاريس التي تحب إسرائيل وكانت تجمع مصروفها للتبرع للصناديق الصهيونية وهي صغيرة كما قالت ذات يوم، وترامب، مروج الإسلاموفوبيا، وصديق إسرائيل الذي يفخر أنه قدَّم لها ما لم يقدمه رئيس أميركي آخر عبر التاريخ.

  • لماذا هذه الانتخابات الرئاسية تاريخية سواء فاز ترمب أو هاريس؟

    لماذا هذه الانتخابات الرئاسية تاريخية سواء فاز ترمب أو هاريس؟

    تستقبل مراكز الاقتراع صباح الثلاثاء الناخبين الأميركيين للإدلاء بأصواتهم، لاختيار ساكن البيت الأبيض للسنوات الأربع المقبلة. وحتى اللحظة الأخيرة هناك صعوبة في التنبؤ بالنتيجة، وسط انقسامات واستقطاب حاد وتقارب في حظوظ المرشحَين: الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترمب. وستقرر 7 ولايات متأرجحة نتيجة هذا السباق، ما لم تحدث مفاجأة، هي: ميشيغان، وأريزونا، وجورجيا، ونيفادا، وكارولاينا الشمالية، وبنسلفانيا، وويسكنسن.

    تتركز الأسئلة في الساعات المقبلة حول توقيت إعلان النتائج، ومدى الإقبال على التصويت، واحتمالات العنف السياسي، وما سيعقب نتيجة الانتخابات من معارك قانونية من كلا الجانبين. وستكون كارولاينا الشمالية وجورجيا أولى الولايات المتأرجحة التي ستخرج نتائجها أولاً، وقد تعطي دلائل وإشارات حول بوصلة النتيجة.

    صورة مركَّبة لهاريس وترمب (أ.ف.ب)

    وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى تسلسل إغلاقات مراكز الاقتراع في الولايات المتأرجحة، وفرز الأصوات، وخروج النتائج، وتبدأ في ولاية جورجيا التي تغلق صناديق الاقتراع في السابعة مساء بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ثم ولاية كارولاينا الشمالية التي تغلق صناديق الاقتراع في السابعة والنصف، تليها ولاية بنسلفانيا التي قد تستغرق وقتاً أطول في فرز الأصوات، ويرجع ذلك إلى قواعد عدم السماح ببدء فرز بطاقات التصويت بالبريد حتى يوم الانتخابات. وتغلق ولاية ميشيغان صناديق الاقتراع في الساعة الثامنة، وقد تظهر نتائجها مع منتصف الليل إلى الساعات الأولى من صباح الأربعاء. وتغلق ولاية ويسكنسن صناديق الاقتراع في التاسعة مساء، ومن المرجح أن تنتهي معظم عمليات فرز الأصوات بحلول صباح الأربعاء. وتغلق صناديق ولاية أريزونا في التاسعة مساء، وهي ولاية قد تتأرجح أيضاً في إعلان النتائج ما بين عدة ساعات وعدة أيام. وتغلق ولاية نيفادا صناديق الاقتراع الساعة العاشرة بالتوقيت الشرقي.

    نتيجة تاريخية

    وستكون أي نتيجة تخرج بها هذا الانتخابات تاريخية، فإذا فاز الرئيس السابق والمرشح الجمهوري، دونالد ترمب، فسيصبح أول رئيس أميركي وُجهت إليه اتهامات في عدد من القضايا، وتمت إدانته بـ34 تهمة جنائية في قضية «أموال الصمت» التي تعلقت بإسكات الممثلة ستورمي دانيالز. ولا يزال ترمب يواجه اتهامات جنائية في قضيتين جنائيتين منفصلتين.

    لوحة إعلانية انتخابية للمرشح الجمهوري دونالد ترمب بكارولاينا الشمالية (أ.ف.ب)

    وسيصبح ترمب ثاني رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يفوز مرتين بفترتين غير متتاليتين في البيت الأبيض، بعد الرئيس غروفر كليفلاند في أواخر القرن التاسع عشر.

    وطوال حملته الانتخابية، جدد ترمب شعاراته، مثل: «اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى»، و«أميركا أولاً»، ووضع قضية الهجرة وتأمين الحدود في أولوية حملته، وهاجم الإدارة الديمقراطية بسبب ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع الأسعار، وتعهد للناخبين بتحقيق عصر من الرخاء الاقتصادي، وإنهاء الصراعات الدولية والحروب، وإغلاق الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين.

    واعتمد ترمب في حملته على جاذبيته وشهرته بوصفه رئيساً سابقاً، وخطاباته الشعبوية، في جذب فئات الشباب الأصغر سناً والطبقة العاملة عبر الخطوط العرقية والإثنية.

    وحتى اللحظات الأخيرة في هذا السباق الانتخابي لعام 2024، تمسك ترمب بادعاءاته حول تزوير انتخابات 2020، وقال إنه لم يكن ينبغي أن يترك البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2021.

    الرئيس السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب يلوِّح بقبضته في نهاية تجمع انتخابي بولاية جورجيا الأحد (أ.ف.ب)

    فوز كامالا هاريس

    أما إذا فازت نائبة الرئيس، والمرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، فسوف تصبح أول امرأة، وأول امرأة سوداء، وأول شخص من أصل جنوب آسيوي، يصل إلى المكتب البيضاوي، بعد أن حققت بالفعل سابقة تاريخية لتكون أول سيدة تحظى بمنصب نائب الرئيس.

    ووضعت هاريس قضية حق الإجهاض في أولوية حملتها الانتخابية، وحققت لها هذه القضية تجاوباً واسعاً بين الناخبات، واعتمدت على التحذير من ولاية ثانية لترمب، ورفعت شعار: «جيل جديد من القيادة في أميركا».

    واستعدت السلطات في عدد كبير من الولايات، وفي العاصمة واشنطن، لاحتمالات حدوث اضطرابات وأعمال عنف واعتداء على الممتلكات، وسط مخاوف ترقى إلى درجة التوقعات بأن ترمب قد يدَّعي مرة أخرى أنه الفائز بالانتخابات من دون انتظار النتيجة النهائية، كما فعل في عام 2020. وقد حذرت حملة ترمب من احتمالات تعرضه لتهديدات إذا فاز؛ خصوصاً بعد محاولتَي اغتيال خلال الأشهر الأخيرة.

    المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس خلال تجمع انتخابي في ميشيغان الأحد (أ.ف.ب)

    سباق حتى اللحظة الأخيرة

    تسابق المرشحان، هاريس وترمب، على حث الناخبين على التصويت. وأخذت بنسلفانيا كل وقت هاريس يوم الاثنين، وهي الولاية التي تقدم أصواتها الانتخابية الـ19 بوصفها أكبر جائزة بين الولايات السبع المتأرجحة التي ستحدد نتيجة السباق. وتشارك كل من ليدي غاغا وأوبرا وينفري في التجمع الانتخابي الأخير في مدينة فيلادلفيا، قبل أن تبدأ عملية التصويت صباح الثلاثاء.

    ويخطط ترمب لحضور 4 تجمعات في 3 ولايات، تبدأ بمدينة رالي في ولاية نورث كارولاينا، ثم اثنين من التجمعات في ولاية بنسلفانيا، وينهي يوم الاثنين في غراند رابيدز بولاية ميشيغان.

    ومن المرجح أن يقضي ترمب الساعات الأولى من يوم الثلاثاء في ولاية ميشيغان، ثم يقضي بقية اليوم في منزله بولاية فلوريدا؛ حيث سيقوم بالتصويت الشخصي في مركز الاقتراع، ثم يقيم حفلاً لمراقبة مسارات النتائج في بالم بيتش ليلة الثلاثاء.

    أما كامالا هاريس فتخطط لحضور ليلة الانتخابات في جامعة هوارد، في واشنطن العاصمة، وهي جامعة للسود تخرجت فيها بدرجة في الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1986.

    متى تُعلن النتيجة؟

    معرفة الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية قد يستغرق بعض الوقت، حيث تطبق كل ولاية قواعدها الخاصة في إغلاق صناديق الاقتراع وبدء عمليات فرز الأصوات. ففي انتخابات 2020 تم إعلان فوز الرئيس جو بايدن بعد 4 أيام من إغلاق صناديق الاقتراع. وفي انتخابات 2016 تم إعلان فوز ترمب على منافسته هيلاري كلينتون فجر اليوم التالي من يوم الاقتراع.

  • لماذا اختارت هاريس “هارفارد السوداء” لتمضية ليلة الانتخابات؟ | أخبار

    لماذا اختارت هاريس “هارفارد السوداء” لتمضية ليلة الانتخابات؟ | أخبار

    تُعد جامعة هاورد، حيث تقضي المرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس ليلة الانتخابات الثلاثاء، مؤسسة رئيسية لتعليم الطلاب السود في الولايات المتحدة، والتحقت بها هاريس في ثمانينيات القرن الماضي.

    وتحتل جامعة هاورد، التي تلقب بـ”هارفارد السوداء” والتي مقرها في العاصمة واشنطن، مكانة أساسية في مسيرة نائبة الرئيس الأميركي، وغالبا ما تزورها منذ تخرجها عام 1986.

    وعام 2019، قالت هاريس من هذه الجامعة عندما كانت مرشحة للانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الديمقراطي عام 2020 “إن جامعة هاورد من أهم جوانب حياتي.. هنا بدأ كل شيء”. ومن ثم، فإن وجود هاريس -التي قد تنتخب أول رئيسة سوداء للبلاد غدا الثلاثاء- في هذه الجامعة يحمل كثيرا من الرموز.

    أسس الكونغرس الأميركي هذه الجامعة الخاصة عام 1867، بعد وقت قصير من نهاية الحرب الأهلية التي أنهت العبودية في كل أنحاء البلاد. وتحمل الجامعة اسم أوليفر هاورد، وهو جنرال شمالي انخرط إلى حد كبير في تنظيم تعليم العبيد السابقين.

    ومنذ تأسيسها، باتت جامعة هاورد الأكثر شهرة بين 100 مؤسسة معروفة تاريخيا بكونها جامعات للسود، وباتت تستقبل غالبية كبيرة من الطلاب السود ومن أقليات أخرى.

    وتضم جامعة هاورد نحو 11 ألف طالب، ومباني ضخمة من الطوب الأحمر والأعمدة البيضاء، تنتشر حول حديقة مركزية كبيرة، وفقا لتقاليد بناء الجامعات الأميركية.

    وقصدت هاريس هذا المكان منتصف أغسطس/آب لتتابع تدريبا استعدادا لمناظرتها ضد دونالد ترامب، وقالت لبعض الطلاب “في يوم من الأيام قد تصبحون مرشحين لرئاسة الولايات المتحدة”.

    وخرّجت جامعة هاورد شخصيات عظيمة، مثل الكاتبة الحائزة على جائزة نوبل توني موريسون، وثورغود مارشال المحامي الكبير لحركة الحقوق المدنية في خمسينيات القرن الماضي الذي بات أول أميركي من أصل أفريقي يتم تعيينه في المحكمة العليا.

    وألهم هذا الرجل كامالا هاريس التي قررت أن تتخصص في مجال المحاماة في جامعة هاورد على غراره، بدءا من عام 1982.

    وخلال فترة دراستها في الجامعة، انتسبت هاريس إلى ناد للنقاش، وشاركت في احتجاجات ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، كما شاركت في احتلال أحد مباني الحرم الجامعي في أثناء حركة طلابية.

    وانضمت هاريس أيضا إلى جمعية نسائية هي “ألفا كابا ألفا” التي تأسست عام 1908 في هاورد، وتضم عشرات آلاف النساء السود من كل أنحاء البلاد، وتشكل شبكة اعتمدت عليها المرشحة الديمقراطية في حملتها الانتخابية.